بغداد/ المدىجرى مساء أمس اجتماع ثلاثي بين رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس تيار الإصلاح الوطني إبراهيم الجعفري في منزل الأخير، وتم بحث مجمل التطورات الراهنة على الساحة السياسية والتأكيد على ضرورة تفعيل الجهود الرامية لتشكيل الحكومة.
وعقب انتهاء اللقاء وفي تصريح صحفي مشترك قال الرئيس طالباني: "اليوم تم هذا اللقاء الأخوي بناءً على الدعوة الكريمة من أخينا الأستاذ الجعفري، وكانت هناك فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر حول ضرورة تشكيل حكومة شراكة حقيقية وكانت الآراء متفقة بين الأخوة الثلاثة على ضرورة الإسراع في حل المشاكل المتبقية والإصرار على عقد جلسة البرلمان وان تكون هذه الجلسة جلسة حاسمة حسب الدستور.كذلك يجب أن نتمسك بالدستور وبالسلطات التي يشرعها، السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.و كانت الآراء أيضا متفقة على تقدير مبادرة الأخ الرئيس مسعود بارزاني والاشتراك فيها وفي الاجتماعات التي ستعقد في أربيل قريبا، كذلك تم الإصرار على الإسراع في التوصل إلى نتائج مرضية ومطلوبة ووضع النقاط على الأحرف وكما تعلمون إن المداولات التي جرت في بغداد برهنت على أن هناك تقاربا شديدا إن لم نقل تطابقا كليا بين التحالف الوطني وائتلاف الكتل الكردستانية بالنسبة للورقة التي قدمت وبالتالي هذه نقطة مهمة يجب ملاحظتها في تقدير وتقييم الموقف.ونحن أكدنا ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قوية تتولى وفق الدستور العراقي مهمة فرض الأمن والاستقرار والازدهار وانجاز المشاريع الخدمية بالسرعة الممكنة".من جانبه قال رئيس الوزراء نوري المالكي: "بداية نتقدم بالشكر الجزيل إلى الدكتور الجعفري لإتاحة الفرصة لهذا اللقاء الذي اعتبره مهما لأننا أصبحنا في المرحلة الأخيرة من المسعى الذي خاضته كل الكتل الفائزة في الانتخابات وتشكيل الحكومة وليس الغرض هو تشكيل الحكومة كيفما نتفق لأننا إذا أردنا أن نشكل الحكومة وفق الأرقام كان بإمكاننا تشكيلها أثناء إعلان النتائج لكن مسعانا الذي دعانا إلى كل هذا التأخير والوقت هو من اجل إنضاج الظروف لتشكيل حكومة تشترك فيها جميع الأطراف ويرضى عنها الشعب العراقي وتكون قوية وقادرة على تحمل المسؤولية في إعادة الإعمار والبناء وإدامة الزخم في العملية السياسية لأننا لا نريد للعملية السياسية أن تنتكس، لذلك جهودنا لم تذهب هدرا وإنما كانت نتائجها طيبة ونحن في هذا الاجتماع اليوم الذي عقدناه ناقشنا فيه تقريب الخطوات واللمسات الأخيرة لاجتماع مجلس النواب الذي سيكون إن شاء الله قطعا يوم الخميس القادم، لأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد مادامت الظروف نضجت، ومن يريد أن يشارك في الحكومة أصبح الطريق له سالكا وكل المعطيات أصبحت واضحة بما في ذلك الترتيبات اللازمة لعقد الجلسة أولاً والانتخابات اللازمة سواء كانت لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه أو رئيس الجمهورية، هذا يعني بأننا قد حسمنا وانتهينا من كل المشاورات التي أجريناها وفق قاعدة شراكة حقيقية وطنية لا تستثني أحداً ولكنها لا تعطي فرصة إلا بتقدم العملية السياسية إلى الأمام.هذا اللقاء يسبق لقاء قادة الكتل، واللقاء القادم لقادة الكتل سيتوج اللقاءات التي يحضرها ممثلو الكتل الذين اجتمعوا في كل يوم صباحاً ومساءً لمناقشة كل الأوراق والأفكار على أساس العملية السياسية ووحدة العراق والدستور الذي ينبغي أن يكون حاكما لكل الطروحات والأفكار التي تطرح في المناقشات".في حين سلط إبراهيم الجعفري الضوء على فحوى ونتائج اللقاء قائلاً: "كان اللقاء اليوم الذي ضم الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي حقيقة هو دعوة شخصية أخوية، لكن هذه الدعوة امتدت لتتسع الأمور الأساسية المهمة التي تحكم البلد والطموح الذي يدافع عن مسألة النهوض بالعملية السياسية والخروج بالحكومة الوطنية خصوصا نحن الآن على أبواب عقد جلسة البرلمان التي تنشد لها جميع الأنظار بحسم المواضيع.وجرى تقييم عام على مستوى الداخل الوطني لكافة الأوضاع وطرق البرلمان التي أصبحت الآن مؤاتية أكثر من أي وقت مضى، القوى السياسية والتوافقات التي تحصل مع الكتل، والموقف الأساسي الذي يربط بين التحالف الوطني والتحالف الكردستاني، كذلك مخاطبتنا وتقييمنا للقوى الأخرى، أكد الأخوة جميعا على انهم حريصون اشد الحرص على تنفيذ ما توصل إليه من البرلمان وتشكيل الحكومة في الوقت المحدد لها. وفي الوقت نفسه تم التأكيد على حكومة مشاركة وطنية يلتقي فيها الفرقاء السياسيون العراقيون من دون أن يكون هناك أي تأثير على المواعيد المحددة، وفي الوقت نفسه توجيه البوصلة إلى الأولويات التي تبني دولة جديدة وتطبيق الدستور وجعل الحكومة القادمة حكومة مشاركة متسعة تتكامل مع البرلمان وتنفذ برامجه الخدمية والسياسية الأخرى.كذلك وعلى ضوء عودة السيد رئيس الجمهورية من زياراته السابقة في مؤتمر القمة جرى تقييم عام لمواقف الدول العربية في دعم العراق الجديد، على العموم نحن نتقدم في العملية السياسية نحو الأمام والأنظار كلها مشدودة للقوى الوطنية العراقية لتنهض بهذه المهمة".وفي سياق متصل استقبل الرئيس طالباني مساء أمس السبت في بغداد رئيس مؤتمر صحوة العراق
طالباني يبحث آخر التطورات السياسية وتشكيل الحكومة مع نوري المالكي وإبراهيم الجعفري
نشر في: 7 نوفمبر, 2010: 04:59 م