يبدو أن خيوط نسيج الشخصية العراقية خلقت أو وجدت من ماس، وهو الحجر الكريم الأشد صلادة من كل أحجار الطبيعة، فبالنظر إلى الشدائد والمحن التي تعاقبت عليها، من حيث البأس والعدد، تجد ان الشخصية العراقية تنهض على الدوام مشرعة الصدر، مقبلة على ممارسة الحياة كما لو كانت قد ولدت للتو، او كما لو كانت عنقاء تعود معافاة فتية من تحت الرماد..
وتخبرنا صحائف التاريخ، كم من قحط وفاقة ووباء، وكم من جائر ومستبد ودموي، وكم من غاز وخائن ومحتل، وكم من حريق وحرب وفتنة .. وكم..وكم.. حتى تكاد توقن إن لا يوم طوال مئات السنوات بل ألوفها، شهدت فيه تلك الشخصية اكتمال ابتهاجها حقا، اذ تعود سراعاً لتطمس حتى أذنيها في غيابة المصائب والمحن..نعم..هناك من يصاب بالخيبة والخذلان، وهناك من يقنط من الامل بتبدل الحال..، غير ان التفاتة بسيطة إلى عرس أقامه العراقيون بالأمس القريب، حين هبت ملايينهم، تقترع في صناديق الانتخابات، مختارة موقنة بالمستقبل الأجمل، ليقيموا البرهان الصادق على عشقهم اللامحدود للحياة، تدعو ساستهم سيما(النجباء) منهم الى تعلم واحترام هذا الدرس العظيم..
مجرد كلام
نشر في: 7 نوفمبر, 2010: 06:05 م