بغداد/ اياس حسام الساموكجددت الاحداث الارهابية في بغداد التساؤلَ عن قدرة تنظيم ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية"، على استهداف مدنيين يضعهم التنظيم في قائمة أعدائه. الى ذلك نقلت وكالة فرانس برس عن قائد العمليات العسكرية الأمريكية في العراق البريغادير جنرال جيفري بوكانان أن قدرات"القاعدة"على جلبِ مسلحين أجانب الى العراق تشهد تراجعا كبيرا، لكن خطرها يبقى ماثلا حاليا ومستقبلا.
واكد عضو الائتلاف الوطني طه درع في حديث لـ"المدى"قدرة تنظيم القاعدة وبدلالة الاحداث الامنية والقيام بالتفجيرات، مرجعا السبب في ذلك الى الخلل الموجود في القوات الامنية، من الناحيتين التدريبية والتجهيزية، فعنصر الامن ليس لديه الخبرة الكافية في مواجهة عناصر ارهابية مدربة تدريباً محكماً رغم ما شهدته قدرة اجهزة الأمن من تطور لافت. اضافة الى ان السلاح الذي يمتلكه عنصر الامن لا يمكنه مواجهة خطر تنظيم القاعدة، وان تنظيم القاعدة بات لا يعتمد على العناصر الخارجية، انما الداخلية.المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي لفت وفي حديث لـ"المدى"ان كل حرب العصابات تكون المبادرة فيها للعناصر الخارجة عن القانون، ولكن يفترض من القوات الامنية ان تقوم بعدد من العمليات الوقائية، اضافة الى ان ملف الارهاب في العراق مرتبط بعدة جوانب وخصوصا تنظيم القاعدة الذي تموله عدد من الجهات المتناقضة، منوها الى امكانية اي طرف لديه اموال كافية قيادة هذا التنظيم الاحمق ولو بشكل خفي.واضاف الصميدعي ان تنظيم القاعدة بات يعمد الان على ما يعرف بالجيل الثالث من التنظيم والذي هو مجموعة من المراهقين المتوحشين البعيدين كل البعد عن الانسانية بعد ان تم عزلهم وهم اطفال عن العالم الخارجي وابعادهم وبصورة قسرية عن التعليم مما اسهم ذلك في غسل ادمغتهم وتوظيفهم للاعمال الارهابية.وكان البريغادير جنرال جيفري بوكانان قد نوّه في تصريحاته السبت الى أن مواجهة"القاعدة"في العراق"تركت تأثيراً واضحاً في تراجع استقدام مقاتلين أجانب من مختلف الدول، مشيرا الى وجود عدد صغير من هؤلاء المقاتلين الذين يعبرون الحدود وخصوصا من سوريا، مستدركا بأن هذا لا يعني إنهم من هذا البلد.ونبه الجنرال جيفري في تصريحاته إلى ان مجزرة كنيسة"سيدة النجاة"الأحد الماضي وما تلاها من تفجيرات دامية هزت مناطق عديدة في بغداد الثلاثاء الماضي، تؤكد انها"خطر القاعدة وعزمها"بحسب تعبيره. لكن الناطق المدني باسم عمليات بغداد تحسين الشيخلي أكد لاذاعة العراق الحر أن تنظيم ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية"، يشعر بالانحسار مع تقدم العملية السياسية، وتحقيق انجازات اقتصادية، ونجاح القوات الأمنية في محاصرة حواضن الإرهاب. واقر الشيخلي بأن المال السياسي مازال يفعلُ فعلَه خصوصا على الشباب والمراهقين، بالرغم من جهود القوات العراقية في التشديد على التنظيمات الإرهابية.الى ذلك يرى المحلل السياسي علي الجبوري أن ارتفاعَ وتيرة العمليات الإرهابية قد يكون انعكاسا لاستمرار ازمة تشكيل الحكومة، لافتا الى احتمال استثمار بعض الأطراف السياسية لتلك الحوادث الإرهابية.وكالة فرانس برس نقلت عن شهود عيان تأكيدهم وجود نحو أربعة أجانب بين المسلحين الخمسة الذين اقتحموا الكنيسة الأحد الماضي، مشيرين الى ان المسلحين أطلقوا النار على المصلين"!. الى ذلك يشخص أستاذ العلوم السياسية سعدي العزاوي من جانبه العقليةَ التي تتحكم بهؤلاء المسلحين معرفا بهم كـ"مجموعة متزمتين"يسعون الى فرض قناعاتهم بالقوة على الآخرين، مستبعدا ان يحقق مشروع تنظيم ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية"وجودا سياسيا على الأرض فهو محض خيال في أذهان عناصره.الى ذلك يذكّر الناطق المدني باسم العمليات تحسين الشيخلي بان المعركة مع الارهاب معركة دولية في اشارة الى عمليات مشابهة استهدفت مساجد في كراجي بباكستان مؤخرا. ويؤكد مراقبون أن نشأة ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية"ارتبط بتنظيم القاعدة في العراق الذي بدأ ظهوره بعد سقوط الدكتاتورية وكان أول الأمر بقيادة أبو مصعب الزرقاوي.
جيل القاعدة الجديد: شباب مغرر بهم يختبئون فـي مرتفعات ديالى
نشر في: 8 نوفمبر, 2010: 09:32 م