حسين عبد الرازقتابعت في مساء السبت الماضي مناقشة قرار اتحاد النقابات الفنية في مصر مقاطعة مهرجان أبوظبي السينمائي الذي أقيم في الأسبوع قبل الأخير من الشهر الماضي لتورطه في (التطبيع) مع إسرائيل كما قيل، ففي وقت واحد
تقريبا استضاف برنامج "90 دقيقة" على المحور في أحد فقراته التي أدارتها (ريهام السيهلي)، د. فاروق الرشيدي وكيل اتحاد النقابات الفنية والناقد الزميل (طارق الشناوي) والزميلة (حنان شومان) الصحفية باليوم السابع، بينما كانت (منى الشاذلي) تطرح نفس القضية في برنامج (العاشرة مساء) على قناة دريم وتجري اتصالات تليفونية حولها. فطبقا لما نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة (اليوم السابع) فقد وجه مهرجان أبوظبي الدعوة للمنتجة البريطانية (ليسلي أدوين) منتجة الفيلم البريطاني (الغرب هو الغرب) ومنح الفيلم جائزة الجمهور وقدرها 30 ألف دولار، ووقفت (ليسلي أدوين) في الحفل الختامي يوم ٢٢/ تشرين الأول أكتوبر لتعلن أنها إسرائيلية وتفخر بإسرائيليتها، وسارع الزميل والصديق سمير فريد بكتابة مقالة في المصري اليوم "السبت ٦ تشرين الثاني /نوفمبر" عن هذه الواقعة مستندا إلى ما نشر على بعض المواقع الإلكترونية ومعترفا بأنه لم يحضر حفل ختام مهرجان أبوظبي يوم ٢٢ أكتوبر، وكان اتحاد النقابات الفنية قد سبقه بإصدار بيان يوم الأربعاء ٣ نوفمبر بعد اجتماعات بين ممدوح الليثي رئيس الاتحاد وأشرف زكي نقيب الممثلين ومسعد فودة نقيب السينمائيين ومنير الوسيمي نقيب الموسيقيين، أعلن فيه مقاطعة مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، وحذر أعضاءه التعامل مع المهرجان (إلاّ بعد قرار رسمي من مهرجان أبوظبي باستبعاد كل ما هو إسرائيلي أو له علاقة بإسرائيل عن المهرجان).ونفى الزميل طارق الشناوي خلال وجوده في برنامج "90 دقيقة" ثم في اتصال تليفوني مع برنامج (العاشرة مساء) واقعة إعلان (ليسلي أدوين) عن إسرائيليتها في الحفل الختامي يوم ٢٢ أكتوبر . وكان طارق الشناوي حاضرا هذا الحفل . مؤكدا أنها لم تحضر الحفل الختامي أصلا ولم تكن هي التي تسلمت الجائزة، وانتقد الشناوي تسرع اتحاد النقابات الفنية باتخاذ موقف دون التأكد من صحة الواقعة، وأقره كل المشاركين في النقاش على ذلك.ولفت نظري ما قالته الناقدة الشابة الزميلة حنان شومان، عندما تساءلت عن تعريف التطبيع ومتى يعتبر المصري أو العربي مطبعا، وهو تساؤل مشروع، خاصة من أجيال لم تكن قد ولدت بعد عندما أثيرت قضية التطبيع في نهاية السبعينات، منذ 32 عاما تحديدا، أو لم تكن في عمر يمكنها من متابعة الشأن العام.فمعركة مقاومة التطبيع ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقرار رئيس جمهورية مصر العربية الراحل (أنور السادات) الذي فاجأ المصريين والعرب وعديدين من أركان حكمه، بعزمه الاعتراف بإسرائيل وقبوله الدخول في مفاوضات مباشرة معها وتوقيع صلح منفرد وجزئي معها، خروجاً على قرارات قمة الخرطوم التي صاغت موقف الإجماع الرسمي العربي بعد هزيمة 1967 في شعار.. (لا اعتراف، لا صلح، لا مفاوضات مباشرة)، وهكذا سافر السادات إلى القدس المحتلة في 91 نوفمبر1977 بادئاً رحلة الاستسلام لإسرائيل، بعد ٤ سنوات من انتصار أكتوبر 1973، وهو ما قاده بعد ذلك إلى توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد في 17 أيلول/ سبتمبر 1978 واتفاقية الصلح (المصرية . الإسرائيلية) بين السادات وبيغن في 26 آذار / مارس 1979.كان أول صوت يرتفع بمعارضة هذه السياسات هو صوت (حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي) في 16 نوفمبر 1977 بمجرد إعلان السادات عزمه زيارة إسرائيل، فأصدر بيانا وقعه خالد محيي الدين ود. يحيي الجمل معترضا على الزيارة ومحذرا من التطبيع.وعقب توقيع السادات وبيغن وكارتر على وثيقتي كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 ،أعلن التجمع رفضه الاتفاقيتين وأصدر بيانا جاء فيه أن قراءة الوثيقتين (توضح أن مصر هي الخاسرة من العلاقات (الطبيعية) مع إسرائيل والتي تلتزم بها في الاتفاقية)، وأوضح البيان الأخطار الاقتصادية والسياسية والثقافية للتطبيع مع إسرائيل، موضحا أن (القاهرة ستكون الباب الذي تدخل منه للمنطقة ثقافة إسرائيل الصهيونية العنصرية بكل ما تنطوي عليه من تناقض مع الثقافة العربية والإسلامية والمسيحية). وفي 26 مارس 1979 وقع السادات وبيغن وكارتر معاهدة الصلح بين حكومتي مصر وإسرائيل، التي نصت على إقامة علاقات طبيعية وودية بين مصر وإسرائيل، تتضمن (الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وإنهاء المقاطعة الاقتصادية والحواجز ذات الطابع التمييزي المفروضة ضد حرية انتقال الأفراد والسلع..).وأصدرت السكرتارية العامة للتجمع في اليوم التالي مباشرة بياناً يرفض المعاهدة ويدعو (كل المواطنين على اختلاف مواقفهم السياسية لمقاطعة إسرائيل والوجود الإسرائيلي داخل مصر.. لمقاطعة السفير الإسرائيلي والبضائع الإسرائيلية والسياحة الإسرائيلية والثقافة العنصرية الصهيونية، لمقاطعة جميع صور التعامل مع الإسرائيليين الذين يدخلون مصر في صورة ال
مهرجان أبو ظبي.. ومقاومة التطبيع
نشر في: 9 نوفمبر, 2010: 05:25 م