 عن: كرستيان ساينز مونيترلقد دفع العنف الطائفي والنزوح الجماعي مدرسة القديس ايليا لأن تكون ذات اغلبية مسلمة حيث82 % من الطلاب في الوقت الحاضر من المسلمين وهي المدرسة الابتدائية التي ربما تكون الوحيدة التي لا تتبع قاعدة ضرب الطلاب فيها. ففي شارع لحي من ابناء الطبقة العاملة في احد احياء بغداد وبالقرب من حي كبير للمسلمين يلعب الاطفال في فناء مدرسة القديس ايليا الكاثوليكية.
 هذا الحي هو واحد من الاحياء المختلطة حيث يتكون من السنة والشيعة و2500 عائلة مسيحية كانت موجودة قبل الحرب لكن العنف الذي تصاعد بعد ذلك اثر على الجميع مما ترك المدرسة تتأثر بعدد الطلاب الصغير من المسيحيين في المنطقة.يقول الاب دوغلاس البازي وهو من الكلدان الكاثوليك والذي يشرف على المدرسة:"لدينا الان 82 % من الطلاب من المسلمين وحينما ذهب مسرعا الى كنيسة سيدة النجاة في الكرادة في يوم 31 تشرين الاول عقب الاخبار التي تواردت عن احتجاز رهائن هناك عرض جيرانه من المسلمين ابداء المساعدة".يقول الاب"لقد تلقينا نداءات من الجيران قالوا لنا فقط اعطنا الضوء الاخضر وسوف نجلب الاسلحة ونساعد الناس هناك مضيفا ان الجيران قالوا ان اي شيء يمسك فهو يمسنا ايضا". وقال الأب"حينما عدت الى بيتي وجدت كل جيراني في المنطقة بانتظاري مرحبين بعودتي".يقول جورج متي بطرس مدرس اللغة العربية في المدرسة والذي نجا من من هجوم الكرادة"انني الوحيد من المسيحيين الذين مازالوا يعيشون في منطقة الباب الشرقي". في البلاد التي مزقها في وقت من الاوقات العنف الطائفي يقول المسيحيون والمسلمون ان تلك الهجمات مخططة سياسيا ويتم اثارتها من قبل دول الجوار وهم يشيرون الى التاريخ الطويل من التعايش جنبا الى جنب وامثلة التعاون حتى في وسط الحالات الامنية المتوترة بالعراق في الوقت المعاصر. في مدرسة القديس الياس كان اربعة من المدرسين فقط والبالغ عددهم 53 هم من المسلمين مكرسين لتدريس مادة القرآن طبقا للتعليمات الحكومية للمناهج وتتضمن الدروس الاخرى اللغة الانكليزية والفرنسية واللغة الاشورية التي تم اضافتها هذا العام وهي اللغة الاصلية للعديد من الطلاب الكلدان المسيحيين وكانت الفراغات في المدرسة محجوزة للمسيحيين قبل اشهر من التسجيل حيث طالبت العوائل الاخرى بالبعض من المقاعد الـ 600 المتوفرة في المدرسة التي تقدم خدمة التعليم من مستوى الروضة الى الصف السادس الابتدائي. وكانت اجزاء من المنهج الاكاديمي للطلبة تركز على الموسيقى والالعاب الرياضية وهي احد الاسباب الرئيسية التي يقول عنها المعلمون ان الاباء يفضلون مدرسة القديس ايليا التي تبدو اكثر بساطة من غيرها. كما ان هذه المدرسة لاتسمح بتاتا للطلاب والمدرسين بضرب اي فرد فيها حيث ان مدارس العراق الابتدائية شديدة الازدحام ومشهورة بسلوكها العنيف تجاه الطلاب. يقول الاب دوغلاس"هذا الصباح قام احد التلامذة بضرب زميله في المدرسة وقد كتبت رسالة الى والديه لكي اخبرهم بما فعل ابنهم"مضيفا"اذا جلب احد الطلاب لعبة مسدس نقوم بكسرها امام الطلاب"محذرين اياهم قائلين"يجب ان تضعوا في بالكم ان العنف ليس جزءاً من حياتكم". بعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في الكرادة قتل للأب دوغلاس اثنان من زملائه وقد كرس الاب دوغلاس صباح اليوم التالي للكلام عن ذلك قائلا"لقد اخبرت الطلاب يوم امس انني فقدت اثنين من اعز اصدقائي لكن هذا يجب ان لايجعلنا متشائمين فنحن يجب ان نعرف ان من يرفع يده بالعنف ستكون نهايته الموت، انتبهوا ايها الطلاب لمستقبلكم فانتم المستقبل وضعوا في بالكم ان العنف ليس جزءاً من حياتكم".ويعرف الاب دوغلاس في المقام الاول تأثير العنف فمازال لديه رصاصة في ساقه ويعاني آلاما في الظهر بعد ضربه وهو مقيد بالسلاسل حينما تم اختطافه عام 2006 يقول ان احد خاطفيه كان يسأله المشورة في الصباح ويقوم بضربه في الليل وقد اخبر الشخص الذي يقوم بتعذيبه ان يغفر له الاساءة مضيفا"لقد قلت ذلك ليس لأنني بطل فأنا لا اهتم لهذه الامور انا اهتم لبقائي مع شعبي فهم لم يطلبوا مني ابدا ان اكون بطلا، انهم يريدون فقط ان يروني هنا باقيا معهم نحن نعرف ان عددنا قليل وهذه المدرسة ليست بشيء يذكر وسط هذه المجتمع الكبير لكن على الاقل عندما يكبر هؤلاء الاطفال سيعلمون اننا كنا نعلمهم كيف يتصرفون جيدا وكيف يكونوا حقا عطوفين على الآخرين".  إعداد وترجمة: عمار كاظم محمد