متابعة/ المدىبعد انتظار طويل عقد مجلس النواب مساء أمس الخميس جلسته الموعودة وانتخب أسامة النجيفي رئيسا للمجلس وكلا من عارف طيفور وقصي السهيل نائبين للرئيس.
غير أن محللين قالوا إن الاتفاق على توزيع المناصب السيادية ليس هو الهم الوحيد، بل هناك أيضا هم توزيع المناصب الحكومية الأخرى بين مختلف الكتل والأحزاب.وقال عضو التحالف الوطني علي الدباغ الذي تحدث عن منصب رئاسة مجلس السياسات العليا وعن عمل المجلس ومسؤولياته «إن المجلس سيكون مسؤولا عن رسم السياسات العليا الخاصة بالعراق». بحسب إذاعة العراق الحر.الدباغ قال أيضا إن طريقة توزيع المناصب وتقسيم الإدارة بين مختلف الأطراف ستمنح الحكومة الجديدة قدرات اكبر لخدمة الشعب العراقي، حسب قوله.وفي المؤتمر الصحفي لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي لم يتطرق فيه إلى الوضع السياسي ومسار الاتفاقات بين مختلف الأطراف فحسب بل إلى قضايا أخرى أيضا.وأكد رئيس الإقليم على نجاح المبادرة التي سبق وان أطلقها في محاولة منه لحل الأزمة السياسية التي تعصف في البلاد مشيرا في الوقت نفسه إلى أن على رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومته خلال مدة أقصاها شهرا ، شاكرا في الوقت نفسه الكتل السياسية العراقية لتجاوبها مع المبادرة التي أطلقها لحل الأزمة السياسية العراقية.ومن المتوقع أن تتشكل الحكومة العراقية في غضون شهر وسيرافق تشكيل هذه الحكومة نقاشات وأخذ وعطاء.النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد الاتروشي شرح الوضع اللاحق لتوزيع المناصب السيادية قائلا إن من الطبيعي أن يسعى كل مكون إلى الحصول على اكبر الحصص. عامر حسن فياض عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رأى أن هذا الاتفاق بداية للخروج من عنق الزجاجة في ما يتعلق بتوزيع المناصب السيادية الثلاثة المهمة كما رجح أن تتميز الفترة المقبلة بمرحلة انتقالية من حالة خلاف إلى حالة اختلاف واعتبر هذه الحالة طبيعية جدا في منطق السياسة والتنافس. أستاذ العلوم السياسية، الناصر دريد سعيد ثابت رأى أن عملية تشكيل الحكومة كانت ستتم دون أدنى شك منذ أن تمكن المالكي من إدارة تحالفات ناجحة في حين فشلت العراقية في خلق مثل هذه التحالفات كما أشار إلى أن الانتظار كان لغرض إشراك العراقية في الحكم.أستاذ العلوم السياسية رأى أن المشاكل المقبلة بعد حل توزيع المناصب السيادية قد تركز على توزيع المناصب داخل الحكومة وتساءل عن النظام الذي سيتم إتباعه، اهو نظام النقاط مثلا وإذا ما تم اعتماد هذا النظام فمن المرجح حسب قوله أن تحصل العراقية على حصة الأسد. الناصر ثابت تحدث أيضا عن احتمالات خلافات داخل الكتل نفسها مثل العراقية بشأن توزيع المناصب بين أفرادها ثم حتى توزيع المناصب داخل أقطاب التحالف الوطني ثم تساءل عن نوع هذه المناصب وهذا الأمر ينطبق على جميع الأطراف الصغيرة داخل العملية السياسية حسب قوله، غير انه أشار بالتحديد إلى العراقية باعتبار أنها تضم رؤوسا كبيرة وطموحة وجميعها تسعى إلى مناصب. المحلل أشار أيضا إلى وجود حديث عن مطالب بإخضاع القضاء نفسه لمبدأ المحاصصة. مواطنون عبروا عن مشاعرهم في مثل هذا اليوم الذي انتظره الشعب طويلا.سلمان قاسم من بغداد رأى أن غياب الحكومة لم يؤثر على الحياة في العراق وأن تشكيل الحكومة الآن لن يؤثر هو الآخر معتبرا أنها قضية سياسية داخلية بين الفرقاء.غير أن مواطنة من بغداد أيضا رأت أن هذا اليوم مهم وعبرت عن أملها في أن يهتم السياسيون بأبناء الشعب وان يفوا بوعودهم الانتخابية.وكان رئيس مجلس النواب السابق القيادي في تحالف الوسط إياد السامرائي قال إن مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني جاءت لتنهي التشنج الحاصل في العملية السياسية نتيجة تأخر تشكيل الحكومة والإحباط لدى المواطنين من جراء ذلك.وأوضح السامرائي “نتوجه بالشكر إلى مسعود بارزاني على المبادرة، وكنا نتمنى عقدها قبل هذا الوقت، إذ وصلنا إلى مرحلة لا بد من الحسم وتسببت في شعور من الإحباط للعراقيين نتيجة التأخر، وقد جاءت المبادرة لتنهي هذا التشنج والإحباط”.وأضاف أن “هناك سلبيات خلال الفترة الماضية خاصة في ما يخص المسائل العالقة التي تأجلت معالجتها لسنوات، يجب علينا احترام الدستور وإضافة العديد من التشريعات إليه، هناك مسائل وردت في الدستور تم تعطيلها بسبب الخلافات السياسية”.
بعد اتفاق «السيادية» .. توزيع الحقائب الوزارية مهمة جديدة تنتظر الفرقاء
نشر في: 12 نوفمبر, 2010: 01:45 م