بغداد/ المدىعلى الرغم من الدعوات المتكررة من قبل اولياء الامور والجهات التربوية والإعلامية والاجتماعية، لم يجد نفعاً القرار الذي اتخذه مجلس محافظة بغداد بمنع تداول الاسلحة البلاستيكية من مسدسات وبنادق في الاسواق المحلية،
يبدو انه زاد من شهية بعض التجار وذلك بضخ أنواع جديدة وموديلات لم تشهدها الاسواق من قبل. وتحدث عدد من المواطنين والتربويين ومنظمات المجتمع المدني عن تأثيرات هذه الظاهرة التي اذا ما استمرت ستنتج جيلاً من المتعطشين للعنف تحترق به الطفولة البريئة في العراق ، حسب وصفهم.يقول مازن وراد حسون /موظف في تربية الكرخ الثانية/ : كنت اتمنى ان تشن حملات بواسطة الاجهزة الامنية على المحال التي تبيع هذه المسدسات والبنادق والتي يخسر العراق بسببها الملايين من العملة الصعبة، والتي يمكن ان تستغل بشراء ألعاب ذكاء أو ألعاب مسلية .أما علي خلف جاسم / زميله بالوظيفة/ فيقول: ان هذه الاسلحة خلقت بكل عائلة مشكلة وغالبا ما يأخذ الطفل ما يريد بالبكاء حتى لو استخدم والده الاسلوب التربوي، ما قد يضطر الى ضربه وتلك المشكلة تجعل البيت في دوامة من المشاكل. في حين تشير شيماء محمد /ام لثلاثة اطفال/ الى ان هذه الاسلحة التي يعمل اغلبها بـ /الصجم/ إذا ما ضربت العين تؤدي الى العمى.وتضيف: ما يميز هذا العيد عن بقية الاعياد هو وصول موديلات لم يسبق لها ان استخدمت بالاعياد الماضية وبروز ظاهرة قيام الاطفال بتكوين مجاميع لغزو الازقة المجاورة كما تغزو العصابات المدن في الافلام.ولفتت الى ان الاطفال بدأوا يقلدون المسلسل التركي /وادي الذئاب/ ولا سيما بطله /مراد علم دار/ الذي اصبح ذكره على لسان الاطفال وكأنه معلمهم في المدرسة. من جهته دعا فلاح الشمري معاون مدير عام تربية الكرخ الثانية الى منع مثل هذه الاسلحة في كل محافظات العراق والتي ادت الى عسكرة الاطفال وعكرت المزاج الاجتماعي للمجتمع .وقال لـ (نينا): كنت أتمنى ان يستورد التجار وسائل إيضاح للتلاميذ بدل هذه الاسلحة المؤذية والضارة بالمجتمع. وتابع: ستقوم وزارة التربية بداية العام الدراسي الجديد بحملة توعية كبيرة في المدارس من اجل اجتثاث هذه الظاهرة الخطيرة. فيما عزا راضي الخضر رئيس المنظمة العراقية للتأهيل النفسي، هذه الظاهرة الى ما وصفها ترسبات النظام السابق الذي زرع في نفوس المجتمع حب العنف، حسب قوله. واشار الى ان هذه الالعاب تشجع الشخصية العدوانية عن طريق تأثيرها على اللاشعور فتبرز عند الاطفال بعد ان يكبروا، تصرفات عدوانية خطيرة يصعب التخلص منها. وأوضح : ان المنظمة اعدت دراسة أثبتت إن الأطفال الذين يستخدمون ألعاب الأطفال العنيفة هم اكثر عرضة للسلوك العدواني وهم قليلو التوافق مع اقرانهم، في حين ان الاطفال الذين لا يستخدمون هذه الالعاب هم اكثر ذكاء وتوافقا اجتماعيا. وناشد عدد من اولياء امور الطلبة في احاديث لـ /نينا/ بدء حملة للقضاء على هذه الاسلحة المؤذية قبل بدء عيد الاضحى المبارك حتى لا تفسد هذه الاسلحة بهجة العيد ووحدة العائلة العراقية ، حسب قولهم.
صح النوم!!! والعيد على الابواب.. أسلحة الأطفال البلاستيكية ظاهرة شاذة يجب التصدي لها
نشر في: 12 نوفمبر, 2010: 05:13 م