ترجمة: عدوية الهلالي قليلون جدا اولئك الذي يعرفون اسمه واقل منهم من رأى صورته التي يبدو فيها جامدا ومعذبا ومتعبا ..انه ( الكساندر مانسو) ، ذلك العاشق المنسي للروائية المعروفة (جورج صاند) والذي عاش معها 15 عاما ..كان في سن الثامنة والأربعين من عمره حين اختطفه مرض السل لكن أحداً لم يفطن لذلك ولم يتذكره احد بعدها ، وظل اسم جورج صاند مرتبطا فقط بأسماء من عشقها من المشاهير من امثال موسيه وشوبان وميرميه ..
ايفيلن بلوش دانو ، التي تناولت من قبل السيرة الذاتية لزوجات اميل زولا ومارسيل بروست ، ركزت في تناولها لسيرة الكاتبة جروج صاند على حبيبها المنسي مانسو إضافة الى حديثها عن موهبتها وزهوها وطبعها وحيويتها ونزقها ومشاعر الحب والطيبة التي لم تكل من منحها للآخرين وأسرارها الخفية والمجهولة مع مانسو ...وتلقي المؤلفة دانو باللوم على صاند لتجاهلها ذكر حبيبها مانسو –ابن بائع عصير الليمون –في كتبها او في سيرتها الذاتية ..وكان الاثنان قد تقابلا في نوهان خلال احتفالات اعياد الميلاد عام 1849 في الفترة التي كانت صاند قد أنجزت فيها روايتها الريفية ( فاديت الصغيرة ) ..كانت في سن الخامسة والأربعين آنذاك بينما كان مانسو في سن الثانية والثلاثين ..كانت صاند مرهقة من علاقاتها العاطفية المعذبة ومتعبة من هجوم النقاد كما اصابها فشل ثورة 1848 وما نتج عنها من قمع بالإضراب والذعر ..كانت صاند تحلم بعالم هادئ وصادق ، وكانت تردد دائما : " أتمنى الموت ..انه مثل ركن صغير بالنسبة لي ارتاح فيه من كل الجهد والقلق والهم والعلاقات المزعجة ومن كل مسؤولية عائلية ومن مسؤولية وجودي في الحياة على الأخص".حين ظهر مانسو في حياتها في تلك الفترة حاول ان ينقذها من أمنيتها المتشائمة تلك فكان اشبه بحيوان اليف يلاحقها في كل مكان وحاول ان يقدم لها ركنها الهادئ –ليس عبر الموت –بل ببناء كوخ بسيط من القش في منطقة غارغليس على شاطئ لاكروس ..حيث لا تستمع الا إلى أصوات الطيور وتساقط مياه الشلال ..لم يكتف مانسو بانقاذ صاند من تشاؤمها بل ساعدها في تحرير جريدتها التي حملت عنوان (اجندا) والتي دونت فيها بشكل يومي نزواتها ولقاءاتها ونزهاتها ورسائل قرائها ..كانت صاند قد تفرغت للكتابة لدرجة أنهكتها فأصدرت خلال علاقتهما مايقرب من خمسين عملاً منها عشرون رواية ضخمة والعديد من المسرحيات ..وفي غاغرليس حيث ركنها الهادئ ، كتبت صاند (620) صفحة تضم روايتها (هي وهو) والتي سردت فيها علاقتها بموسيه لتضرب بها الرقم القياسي في النشر ..من جهته ، واصل ما نسو متابعة أعمالها وإدارة عرض مسرحياتها وآخرها (نهار في دريسد) التي عرضت على مسرح اوديون قبل 18 شهرا من وفاته وكان السل قد نال منه بشدة ..وتعرج المؤلفة دانو في كتابها الجديد على ذكر الهموم العائلية لجورج صاند وخصوصا علاقتها المعقدة مع أولادها سولانج وموريس وصهرها –النحات كليزينييه –فضلا عن هجمات النقد الوضيعة التي تعرضت لها ..بعد ايام من وفاة الكساندر مانسو ، شرعت صاند في كتابة رواية جديدة تحمل عنوان (الحب الأخير) ولم يرد فيها ذكر حبيبها المنسي أيضاً.السيرة الجديدة لجورج صاند تحمل عنوان (الحب الأخير لجورج صاند) للكاتبة ايفلين بلوش دانو والتي صدرت مؤخراً عن دار غراسيه للنشر في 320 صفحة.rn
مانسو.. العاشق المنسي للكاتبة (جورج صاند)
نشر في: 14 نوفمبر, 2010: 04:55 م