TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل فشل أوباما أم فشلت أمريكا؟

هل فشل أوباما أم فشلت أمريكا؟

نشر في: 21 نوفمبر, 2010: 04:53 م

إيمان محسن جاسم بعض الخيبة والوجوم ساد الموقف العربي جراء نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية التي  خسر فيها أوباما كثيرا ، وربح خصومه أكثـر ، وبالتالي نجد بأن إسرائيل هللت ورحبت وباركت النتائج النصفية التي قد تكون بداية انهيار مرحلة "الأوبامية" التي حاولت أن ترعى عملية السلام في الشرق الأوسط منذ أيام أوباما الأولى في البيت الأبيض ،
من جهة ومن جهة ثانية محاولة إرسال أكثـر من رسالة لبناء علاقات جديدة مع العالمين العربي والإسلامي، من شأن هذه العلاقات أن تمحو آثار وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر وما خلقته من صراعات فكرية بين الغرب والإسلام بصورة عامة والعرب بصورة خاصة، وهذه الصراعات الفكرية سادتها أعمال عسكرية ولوجستية كبيرة جدا في حقب حكم جورج دبليو بوش خاصة ما يتعلق منها بحربي أفغانستان والعراق وتأثيراتهما الاقتصادية على أمريكا التي ما زالت تعاني ذلك. أجل تغيير السياسية الأمريكية نجد بأن الحزب الديمقراطي الأمريكي ومنذ عقود طويلة دائما ما يرعى مباحثات سلام بين العرب والإسرائيليين، وهذا ما افتتح به أوباما ولايته الرئاسية عبر مبعوثه الدائم للمنطقة ، ومع هذا نجد بأن مباحثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين وصلت الطريق المسدود رغم محاولات إنعاشها المستمرة سواء من قبل الأمريكان أنفسهم أو الاتحاد من أجل المتوسط الذي أجل انعقاد قمته التي كان من المقرر عقدها في 21 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في إسبانيا  بعد وصول عملية السلام في الشرق الأوسط إلى طريق مسدود.هذا المحور الأول الذي وجد فيه أوباما نفسه وإدارته في مأزق تقريب وجهات النظر بين طرفي عملية السلام في الشرق الأوسط ، خاصة إن الضغوطات الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية بشأن إيقاف الاستيطان لم تأت أكلها وسط هيمنة اليمين المتطرف في تل أبيب وسعيه الحثيث لإفشال محادثات السلام وبالتالي وضع إدارة أوباما في خانة ضيقة يصعب الخروج منها بدون خسائر ، وعلى ما يبدو أولى هذه الخسائر كانت الانتخابات النصفية الأمريكية ، على الرغم من الحوافز الكثيرة التي قدمتها الإدارة الأمريكية  لتل أبيب مقابل مباحثات السلام هذه، وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بعددها الصادر يوم 16 تشرين الثاني الجاري تفاصيل رزمة الحوافز الأميركية الستة لإسرائيل لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.والحوافز الستة تشمل، أولا تسليم إسرائيل 20 طائرة شبح هي الأكثر تطورا في العالم، وثانياً مواصلة الدعم الأميركي لسياسة الضبابية الإسرائيلية في المجال النووي، وثالثاً ممارسة الولايات المتحدة حق النقض ضد أي مبادرة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية.أما رابع بنود الحوافز، حسب الصحيفة ، فينص على تعهد أميركا بتشديد العقوبات ضد إيران، فيما تقبل واشنطن في البند الخامس بشرط إسرائيل عدم توجيه المطالبة بتمديد آخر لتجميد أعمال البناء في المستوطنات. وسادس هذه الحوافز هو توقيع اتفاقية أمنية شاملة بين إسرائيل والولايات المتحدة في حالة توقيع اتفاق سلام فلسطيني ـ إسرائيلي. ومع كل هذه المغريات فإن المعارضة الإسرائيلية ترى في الاقتراح الأميركي طُعماً غايته إدخالها إلى مصيدة سياسية من أجل كسب مزيد من الوقت، ويقابل ذلك انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية التي، على ما يبدو، عن ضمانات مكتوبة هي الأخرى.أما المحور الثاني والذي وجدت الإدارة الأمريكية نفسها مجبرة عليه لا مخيره يتمثل في أفغانستان ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية حواراً بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية من أجل إيجاد تسوية لقضية أفغانستان وسط تنامي العمليات العسكرية التي تستهدف القوات الدولية العاملة في هذا البلد ، رغم الجهود الكبيرة التي تبدلها أمريكا للحد من نشاط الجماعات المسلحة التي باتت تستهدف قوافل الإمدادات العسكرية .وهذه المحادثات هي الأخرى يشوبها المد والجزر بسبب طبيعة علاقات حركة طالبان المتشعبة جدا في العالم الإسلامي، وهذا ما أكده نائب  الرئيس الأفغاني محمد كريم خليلي، الذي طلب تدخل المملكة العربية السعودية لإقناع طالبان بالحوار مع الحكومة الأفغانية .وعلى ما يبدو، فإن رعاية أمريكا هذه المحادثات يجعل الكثير من الأطراف الإقليمية سواء العربية السعودية أو إيران تنأى بنفسها عن حث جميع الأطراف لذلك ، محاولة في نفس الوقت أن تحتفظ لنفسها بحق المبادرة في وقت آخر بعد أن تصل المباحثات لطريق مسدود هو الآخر .المحور الثالث هو العراق وانتخاباته وتشكيل حكومته،وربما ما يلفت النظر فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجد في اتفاق القوى السياسية العراقية حبل نجاة له، محاولا أن ينفذ منه لتأكيد نجاح الستراتيجية الأمريكية في العراق ، لاسيما أن عملية تشكيل الحكومة تأخرت كثيرا، مما جعل الإدارة الأمريكية تطرح أكثر من مبادرة دون أن تجد الأرضية التي تتقبلها ، وبالتالي مارست بعض الضغوط على أطراف عديدة مشتركة في العملية السياسية بغية إعطاء تنازلات معينة في هذا المنصب أو ذلك ، وهذه الضغوطات لم تؤثر على إصرار القوى السياسية الوطنية على ثوابتها ونهجها، وهذا أفرز نتائج ارتاح لها الشارع العراقي ، وتقبلها الجانب الأمريكي كأمر واقع لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه لأن ملف العراق بات خارج الضغوطات ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram