بغداد/ نورا خالدارتبطت الفرق الموسيقية الشعبية في العراق بأفراح العراقيين لدرجة انه لا يكاد يخلو فرح من وجودها، وتعد من ابرز ملامح العرس العراقي ومن أهم مكملات أفراحهم ومناسباتهم خاصة في الاعراس وختان الاطفال وحتى في توديع واستقبال الحجاج، حتى في المأتم إذ كان المتوفى شاباً أو شابة في مقتبل العمر ولم يتزوجا بعد.
ما لفت انتباهنا خلال الأيام الفائتة كثرة تواجد الموسيقى الشعبية في شوارع بغداد لتزامن العديد من المناسبات فكثرة حفلات الزفاف في أيام العيد ورجوع الحجاج جعل منظرها مألوفا.لاتزف أي عروس من دونها، ولا يمكن لأي مناسبة أن تكتمل بدونها،هكذا بدأ حسن (صاحب محل الأفراح للموسيقى الشعبية) كلامه معي وأضاف: غابت هذه الفرق في الفترة السابقة بسبب إعمال العنف إلا أنها عادت بعد عودة الأمن لتشارك العراقيين أفراحهم. فهي جزء من عادات وتقاليد هذا الشعب، فأي عراقي لم يزف إلى عروسه على أنغام الموسيقى الشعبية وأي مظهر من مظاهر فرحنا لم تكن لأنغامها دور في تجسيدها بل وحتى الملاعب هي الأخرى سواء في البطولات المحلية أو الدولية كانت ولم تزل تضج بأصوات هذه الموسيقى التي لا يمكن إن نستغني عنها.وتابع: نعزف الأغاني الجديدة والخفيفة التي تكون مطلوبة من قبل الشباب، إما الأغاني القديمة فيطلبها كبار السن دائماً. وتختلف طبيعة المعزوفات، تبعا للآلات الموسيقية المستخدمة حسب المناطق، ففي بغداد تستخدم الموسيقى الهوائية بأنواعها والطبول، بينما تعزف هذه الفرق الموسيقية في المناطق الغربية من العراق موسيقى دبكة (الجوبي)الشعبية. وفي الجنوب، البصرة خاصة، تعزف الموسيقى الخليجية. بينما تعزف الموسيقى الكردية في إقليم كردستان بواسطة المزمار والطبل. وهناك عوائل تطلب الزفة الإسلامية وهي عبارة عن أناشيد في مدح الرسول، يصاحبها الضرب على الدفوف ويرتدي أصحاب الفرقة ملابس خاصة وهي (الدشاديش) البيض ويكون أصحاب الفرقة مختصين بمثل هذه الزفة. وأكثر المواسم نفعا للفرق الموسيقية هو العطلة الصيفية.بعد إن أكمل وصلته الموسيقية اقتربت منه لأسأله عن أجره بمشاركته في هذه المناسبة فقال: تختلف أجورنا حسب اليوم، فمثلا نأخذ أعلى اجر في يوم الخميس لأن اغلب الإعراس والأفراح تكون في هذا اليوم ويكون الأجر مابين 125 – 150 إلف دينار، إما بقية الأيام فيكون من 75-100 إلف بالنسبة لحفل الزفاف. اما الختان فأجره 50 إلف دينار، ويكون الحجز قبل يوم او يومين من المناسبة مع توفير سيارة تقلنا من مكان عملنا وتعود بنا بعد انتهاء الحفلة إلى المكان نفسه. ونعول على الشوباش أيضاً، اذ يصيح صاحب الفرقة (شوباش محبة للعريس) فيقوم أصدقاء وأهل العريس برمي النقود على أعضاء الفرقة مجاملة للعريس. وأضاف:بعد إن ننتهي من العزف نجمع المال الذي حصلنا عليه ونقسمه فيما بيننا وأعلى اجر يأخذه عازف الترامبيت (البوق) وهو نصف المبلغ،إما العازفان الآخران وهما عازف الطبل وعازف الرق فيكون أجرهما 15 %.
الموسيقى الشعبية..كانت ولا تزال عنواناً للفرح العراقي
نشر في: 21 نوفمبر, 2010: 06:09 م