TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > قرويون فـي الموصل يمنعون هجوما من القاعدة على مسيحيين

قرويون فـي الموصل يمنعون هجوما من القاعدة على مسيحيين

نشر في: 21 نوفمبر, 2010: 07:30 م

 متابعة/ المدىواجه مواطنون عراقيون من منطقة حي البكر بالموصل مجموعة ارهابية استهدفت احدى العوائل المسيحية في الحي المذكور قبل ان يلوذوا بالفرار.وزار محافظ نينوى اثيل النجيفي المنطقة واطلع على تفاصيل استهداف عائلة مسيحية في المنطقة حي البكر، بحسب ما نقل عن موقع نون الاخباري.
وأكد شهود عيان أن مواطنين قاموا بردع المسلحين الذين فروا من المنطقة".من جهتها، اكدت الجهات الامنية في المحافظة انها"حريصة على تأمين الحماية اللازمة والكافية لجميع الأقليات ومن ضمنهم الاخوة المسيحيون".في سياق متصل، شهدت مدينة بعقوبة تضامنا فريدا من السكان مع مسيحيي العراق، اذا قرروا التنازل عن الاحتفال بعيد الاضحى والوقوف معهم اثر الاحداث الاليمة التي شهدتها كنيسة سيدة النجاة في بغداد."لا فرق بين مسلم ومسيحي فكلنا أخوة وأبناء بلد واحد، عشنا سوية منذ زمن بعيد وتربطنا علاقات وثيقة مع بعضنا البعض لا يمكن تمزيقها أو ازالتها بسهولة"، بهذه الكلمات يصف عبد السلام القيسي وعدنان الربيعي، مسلمان عراقيان احدهما سني والاخر شيعي مدى متانة علاقتهما مع جارهما المسيحي اللذان عاشا بجواره لاكثر من 40 عاما في الاحياء الشمالية لمدينة بعقوبة، ليقررا معا الغاء جميع مظاهر الاحتفال بالعيد تضامنا مع جارهما المسيحي الذي تغلب الحزن عليه بعد فقدانه ثلاثة من اقربائه في الهجوم الذي استهدف الكنيسة.وفي السياق ذاته، قال عبد السلام القيسي (59 عاما)، موظف حكومي متقاعد، لوكالة أنباء (شينخوا) إن المسلمين والمسيحيين العراقيين يد وقلب ومصير واحد لا يمكن ان تفرقنا ما وصفها بعاديات الدهر، مؤكدا أن التطرف سمة غريبة عن المجتمع العراقي سوف تزول بجهود القوات الامنية العراقية وعقول الحكماء من رجال الدين والمجتمع.وأضاف أنه لا يمكن وصف ما حدث في كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد وما اصاب المصلين المسيحيين فيها من قتل سوى انها جريمة نكراء ارادت زرع الفرقة والفتنة بين مكونات الشعب العراقي، مؤكدا أن المسيحيين جزء اساسي من جسد البنيان الاجتماعي العراقي، مبينا انه قرر ان يلغي جميع مظاهر الاحتفال بالعيد بعدما اصاب جاره المسيحي حزن كبير بفقدانه ثلاثة من اقربائه في حادثة الكنيسة ليعبر عن مشاركته له في احزانه، قائلا"إننا جيران منذ 40 عاما وديننا اوصى بالجار خيرا من ناحية مشاركته افراحه واحزانه".وأشار القيسي إلى أن"جاره المسيحي كان يشارك بجميع المناسبات الدينية للمسلمين ويحضر افراحنا واحزاننا بشكل جعلنا ننظر اليه على انه اخ لنا واكثر من جار، إذ ربطتنا به علاقة قوية ووثيقة جعلتنا نعزف عن الفرح بالعيد ونحن نرى ان دموعه لم تزل تتساقط على خديه نتيجة قسوة ما تركته الحادثة من الم وجرح في قلبه بفقدانه الاحبة والاقارب".اما عدنان الربيعي، فقال وهو يقف بجانب جاره القيسي إن"قرار الغاء مظاهر الاحتفال بالعيد من قبله جاء ليرد الجميل لجاره المسيحي الذي كانت له وقفات مشهودة لايمكن نسيانها ابدا فقد كان نعم الجار والاخ في الشدائد فهو مشارك لنا في جميع مناسباتنا الدينية والافراح والاحزان"، ناهيك عن تقديم العون له اثناء اصابة ابنه بجروح في احد الانفجارات.وتابع الربيعي أن جاره المسيحي هو اكثر من اخ له فهو جاره منذ اكثر من اربعة عقود تقريبا ويعرف مدى اصالته لذا فان حزن جاره على فقدان احبائه في احداث كنيسة سيدة النجاة في بغداد اثرت به كثيرا وجعلته يقرر الغاء جميع مظاهر الاحتفاء بالعيد تضامنا معه.ولفت الربيعي إلى أنه أكد لجاره استعداده للدفاع عنه ضد اي اعتداء او محاولات متطرفة، مبينا ان ما حصل في كنسية سيدة النجاة في بغداد هو مخطط لاجندة خبيثة تريد زرع الخوف والهلع في نفوس المسيحيين بهدف اخراجهم من البلاد والصاق التهم بالاسلام واظهاره بانه دين ارهاب على عكس الحقيقة التي تؤكد ان الاسلام دين رحمة وتسامح وخير.ووصف الياس طوني (60 عاما) مسيحي عراقي، ما اصابه جراء فقدانه ثلاثة من اقاربه بانه، كان قاسياً جدا لا يمكن التعبير عنه بكلامات، ثم صمت قليلا واجهش بالبكاء وقال إن"قلبي ينزف دما منذ حدوث جريمة كنيسة سيدة النجاة ففيها فقدت ثلاثة من اقرب الناس لي كانوا يصلون للسلام والامان وعودة المحبة بين اطياف الشعب العراقي الا ان المتطرفين اطلقوا نيرانهم فقتلوا الاطفال والنساء وكبار السن ورجال الدين بدم بارد بشكل يظهر مدى قساوة التطرف".وأكد طوني أن ما قلل من حزنه هو مواقف جيرانه المسلمين من حوله الذين بادروا إلى تعزيته والوقوف قربه في حزنه ولم يتركوه ابدا بل انهم قرروا الغاء جميع مظاهر الاحتفال بالعيد تضامنا معه بشكل شجعه على التغلب على حزنه والعودة إلى التفاؤل بالحياة، مبينا أن قوة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين سوف تسهم في افشال جميع مخططات الجماعات المتطرفة التي تريد النيل من وحدة المسلمين والمسيحيين في جميع مناطق البلاد.وأشار طوني إلى أنه قرر عقب الحادثة ان يترك البلاد بشكل نهائي ويغادر، لكنه تراجع عن قراره بعد ان ادرك انه لن يجد محبة او حناناً مثلما وجده بين جيرانه المسلمين في بعقوبة لذا قرر البقاء والاستمرار بالحياة بجوارهم دون الاكتراث لتهديدات ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram