متابعة/ المدىدعا نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الاحد الى استمرار التزام الولايات المتحدة في العراق، مشككا في الوقت نفسه بجاهزية القوات الامنية العراقية لمسك زمام الامور في الوقت الحالي.واشار بايدن في مقالة له نشرتها صحيفة تايمز والتي تحت عنوان"ما يجب علينا فعله للعراق الآن"ان على حكومة بلاده ان تستمر في لعب دورها لترسيخ تقدم العراق،
نافيا تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه العراق رغم انها ستتغير من الطابع العسكري الى المدني.واشاد بايدن بإنجازات الزعماء العراقيين السياسية المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة بعد ثمانية أشهر عجاف مضت في جمود صعب كسره، واعتبر هذا خير دليل على مدى تطور المشهد السياسي في بغداد، مبينا أن الزعماء العراقيين في الأشهر الأخيرة تمكنوا بمهارة عالية وحنكة من التفوق على قضايا بالغة التعقيد، أبرزها النزاع حول من أكثر قدرة على اعتلاء مقاليد السلطة والخدمة في الحكومة، والتحديات التي واجهت نتائج هذه الانتخابات وترتيبات تقاسم السلطة، دون اللجوء إلى العنف ومع ذلك، لم يكن الوضع دائما محببا، مستدركا بالقول: ان الاتفاق لتشكيل حكومة وطنية أرسل رسالة من الزعماء العراقيين للشعب والمنطقة والعالم أجمع مفادها أن العراقيين قادرون على بناء دولة يحصل فيها كل مواطن على حقوقه بعد مضى أكثر من سبعة أعوام مضت في الحرب وعقود طوال في الديكتاتورية.واشار إلى أن الحقل السياسي ظهر خلال العامين الماضيين كوسيلة فعالة في تسوية الخلافات وتحقيق المصالح المشتركة، لافتا الى انه هو والرئيس الامريكي باراك اوباما فضلا عن فريق مميز من المسؤولين الأمريكيين في واشنطن وبغداد قاموا بدور محوري في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين العراقيين.وفيما يتعلق بجاهزية القوات العراقية طالب بايدن في هذه الفترة الاقتصادية الصعبة من الكونغرس تلبية للطلبات المتعلقة بالموازنة بغية دعم الالتزام الاميركي، وذلك يتضمن وجودا دبلوماسيا موسعا وخطة لتحديث القوات الامنية العراقية وتمويل برنامج تدريب للشرطة.ومن جانب آخر عزا العراقيون الذين قضوا عطلة عيد الاضحى بسلام الاسبوع الماضي تراجع العنف إلى الاتفاق السياسي لتشكيل حكومة جديدة وانهاء المأزق الذي استمر ثمانية أشهر.وفي تقليد اثناء العطلات خرجت الاسر التي ارتدت أجود ملابسها لتملأ المطاعم والاماكن العامة في بغداد التي اعتبرت أخطر مدن العالم لسنوات عديدة في أعقاب عام 2003.وضجت شوارع العاصمة بالموسيقى الصاخبة وأبواق السيارات والالعاب النارية وازدحمت حدائق المدينة.ولم تكن هناك هجمات رئيسية في بغداد اثناء العيد. وكانت مظاهر الاحتفال في تناقض حاد مع الايام التي سبقت الاتفاق السياسي. وزادت حدة التوتر قبل العطلة في اعقاب الاعتداءات والتفجيرات على المسيحيين وفي احياء وسط بغداد في ظل هجمات بقذائف المورتر والصواريخ على المنطقة الخضراء.وقال علي أحمد (40 عاما) الذي اصطحب أطفاله الثلاثة الى مطعم في بغداد به ملعب صغير للاطفال انه يشعر بمزيد من الامن هذا العيد عن العيد السابق. وأضاف أن هناك حركة أكثر للناس لانهم يشعرون بأنهم أكثر أمنا ولا توجد تفجيرات.وتراجع العنف بشكل عام بدرجة كبيرة منذ ذروة العنف الطائفي في الفترة بين 2006 و2007 لكن عمليات القتل والتفجيرات لا تزال تحدث، ويشن مسلحون كل بضعة أسابيع هجوما مدمرا كبيرا يروح ضحيته العشرات.وقال أحمد وهو يساعد ابنته البالغة من العمر اربع سنوات لتركب"زلاقة"في متنزه صغير ان الفترة السابقة كانت متوترة للغاية وكان هناك الكثير من الهجمات والتفجيرات الارهابية التي خلقت حالة من الخوف والتوتر في الشارع.ولكن أحمد قال إن الصدفة الرائعة جعلت جلسة البرلمان قبل العيد وكان لها اثرها الايجابي.ويقول مسؤولون ان الارهاب في العراق قد ضعف بعد قتل العديد من قادته هذا العام لكنه لا يزال قاتلا.ولم تخفف العطلة الشكاوى من نقاط التفتيش التي تنتشر في بغداد والتي تسهم في اختناقات مرورية شديدة. لكن بعض السكان قالوا ان قلة الهجمات مبعث ارتياح وموضع ترحيب.وقالت أم حسين التي كانت تجلس مع زوجها وابنها الذي أكمل عامه الاول على أرجوحة في مطعم بحي الكرادة ببغداد انهم سيذهبون الى بحيرة صناعية بعد تناول الغد اء.وقالت انهم قرروا عدم العودة الى المنزل حتى وقت متأخر مضيفة انهم اختبئوا في اعقاب التفجيرات التي وقعت في الكنيسة لكن الاتفاق شجعهم على الخروج.
بايدن: واشنطن لا زالت ملتزمة أمام بغداد.. لكنها تشك فـي قدرة الجيش
نشر في: 21 نوفمبر, 2010: 08:42 م