ترجمة: عدوية الهلالي عبر قرن من التاريخ الكوبي ، مر موكب من الشخصيات في رواية (البحار النائم ) للكاتب الكوبي ابيليو استيفيه. بنات أخ ، أبناء عم ، أخوات، أجداد ، أسلاف ...الكل يعيشون على شاطئ معزول من ضواحي هافانا ، عاصمة هذا البلد المنهك حيث يمكن توقع حدوث الأسوأ دائما ..
نحن في عام 1977 ، حيث تدور تلك الشخصيات الحقيقية منها والوهمية حول محور حياة الشابة فاليريا فكلهم أقاربها او معارفها ولكل منهم قصته.كان الكاتب استيفيو المولود في عام 1954 قد ناقش الحياة الكوبية من قبل في ثلاثيته (مملكتك) عام 1997 ..وهاهو يعود ليتناولها من جديد في روايته الجديدة (البحار النائم)...نجد في الرواية (العم اوليفيرو) ، وهو رجل يشعر بالهزيمة والكآبة بعد ان كان مرحا في السابق ، وكان قد عرف باريس وأضواءها في الليلة السابقة للحرب العالمية الثانية وكان يحلم بانكلترا الجديدة وبفصل الخريف فيها وتساقط ثلجها وبيوتها الصغيرة ذات المداخن والسقوف المائلة ...و(مينو) المصاب بارق دائم والمجنون بالأوبرا ..وشقيقه الكولونيل (جاردنيرو) الذي يتحدث الى الطيور، ثم (اليسا) الممثلة الغامضة والتي تعشق كامو والثقافة الفرنسية ، وايضا ذلك الشاب (جاميه) ابن عم فاليريا الذي لا يكف عن الحديث عن المحيط  حيث يستحم ليلا والذي اختفى في البحر ذات نهار من دون ان يعرف احد ان كان اختفاؤه هروبا او حادثا..ويعيش الكل خيبة امل كبرى بعد فشل الثورة الكاستروية ولا يجدون مجالا للتغيير الا في استذكار أحداث كثيرة منها تمرد السود في عام 1912 ، والكاتب المستقل جوزيه مارتي والعصر الذهبي للموسيقى الكوبية في سنوات الخمسينيات والقمع الذي عانى منه الكتاب الشواذ في سنوات السبعينيات، والمنشقون والمعارضون للتأثير السوفياتي .. بعد ثلاثين عاما ، سنجد فاليريا من جديد في نيويورك ، مسحورة بمشاهدة تساقط الثلج وبسماع صوت بيسي سمث ..بعد ان تركت خلفها بلدها كوبا متهالكا من التعب من دون ان تكف عن التفكير والحلم به ..يمكن اعتبار هذه الرواية هي الافضل بالنسبة للكاتب ابيليو استيفييه المنفي منذ عشر سنوات الى برشلونه ...وقد ترجمت روايته (البحار النائم) عن الاسبانية الى عدة لغات منها اللغة الفرنسية ونشرتها دار غراسيه الفرنسية للنشر مؤخرا في 492 صفحة.