اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الدليل إلى العالم القديم ..بلاد ما بين النهرين.. مهد الحضارة

الدليل إلى العالم القديم ..بلاد ما بين النهرين.. مهد الحضارة

نشر في: 23 نوفمبر, 2010: 05:18 م

الباحث : مايكل وودفي عالمنا اليوم نحن ننظر الى حضارتي اليونان والرومان على أنهما الجذور الأولى.ولكن ،كما يذكرنا مايكل وود، فإن الحياة المتحضرة بدأت في العراق قبل 4000 سنة من كلتا الحضارتين.الخروج من السماوة شمالاً باتجاه بغداد، هناك طريق قصير يبدأ من الشارع الرئيس خلف جسر على الفرات،
 وهو طريق متعرج يتجه شرقاَ الى المفازات الريفية. حالاً، سوف تدخل الى الصحراء الحقيقية المغطاة بالكثبان الرملية. ثم، بعد زهاء60 كم، ينكشف أمامك المشهد المطلوب.وأنت تخرج من أفق الضباب، تترآى أمام عينك مجموعة من التلال الرمادية المنخفضة. أعلاها يأخذ شكل زقورة متآكلة الجذع، أنها زقورة الإلهة عشتار والإله أنو (سيد السماء)، إنها الوركاء، موقع لا يماثله موقع آخر على الأرض، ومعلم بارز في قصة الإنسان.كان وليام لوفتس ، أول أجنبي في العصر الحديث يرى هذه المشاهد في سنة 1849 ، لقد كتب مصدوماً تقريباً : "من أول وهلة لا أعرف أي شيء أكثر إثارة للإعجاب من هذه البقايا الكلدانية ، تلوح في الأفق في عظمة متفردة بين السهول والمستنقعات المحيطة بها....من بين جميع المدن والمواقع القديمة لم أر في حياتي مدينة تفوق الوركاء روعةً،قياساً بالمدن جميعاً".rn4000 سنة من التاريخاسمها "أوروك" في الأكدية، وفي السومرية "أونوك"، وفي الكتاب المقدس تسمى "إرك" بينما سمّاها الإغريق"إرخو"، تأسست المدينة في الألف الخامس قبل الميلاد واستمرت إلى الألف الأول بعد الميلاد. حـُكمت لاحقاً من قبل الرومان المقدونيين والفرثيين والعرب ثم المسلمين حتى هجرت تماماً في القرن السابع الميلادي، ليستوطنها البدو التي لاتزال خيامهم السود تعانق الأفق. إلى أي مدى كانت أوروك "الوركاء" حقاً "أم المدن"، ذلك جدل ما زال حامياً بين علماء الآثار. إنها كانت مهد اختراع الكتابة والرياضيات والأدب، بل هي واحدة من أهم وأفضل الأماكن في ذاكرة البشرية.إن حجم الموقع هو شهادة على حجم المنجزات في بلاد وادي الرافدين، الحضارة الأولى في العالم. داخل بواباتها الطينية، تتجمع الكثبان الرملية الضخمة . كانت المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد دائرية الشكل قطرها بحدود 3 كم، بينما محيطها حوالي 9 كم. كشفت جهود علماء الآثار في القرن الماضي عن مصاطب ومنصات وأسوار عظيمة مبنية من الآجر المفخور كأنها أسس لناطحات السحاب. في أماكن تنخفض بحدود 75 قدماً(22 م)عن أقدام الزوار يمكن رؤية بقايا تاريخ البشرية: الزجاج الإسلامي، الأواني الهلنستية، توابيت الطين من الفترة الفرثية، كسر من فخار فترة العـُبيد الأسود المخضر، والمناجل الفخارية التي استخدمها سكان السهل الرسوبي في الألف السادس قبل الميلاد. في مثل هذا المكان توجد صورة وقصة الحضارة: في بداياتها، نموها، ازدهارها وانتصاراتها، وربما نهايتها أيضاً.مثل ثقافات وادي نهر النيل ونهر الهندوس، كسبت بلاد وادي الرافدين وجودها من خلال نظام نهري. بدأت المجتمعات البشرية الكبيرة في النمو منذ نحو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. جغرافياً، يمكن وصف ظهورها بقوس حضاري يبدأ من جبال زاجروس، الأناضول، سوريا ثم فلسطين، بدءاً من المستوطنات في كل من أريحا في فلسطين وجاتل هيوك في تركيا، لكن هذه المستوطنات كانت صغيرة نسبياً. كان التطور الأهم في الجزء الجنوبي من بلاد وادي الرافدين هو ظهور تقنيات الري المتطورة التي ساهمت في فتح آفاق مهمة لعملية تركيز كبير في الموارد والبشر.لكن حتى هذا التطور كان لا يزال محصوراً نسبياً في منطقة من الأراضي المروية التي تقدر بـ 25 ألف كم مربع، مماثلة في الحجم للأراضي المروية في مصر خلال عصر السلالة المبكرة.ظهرت أولى المدن والدول في الألف الرابع قبل الميلاد. مدن ودول أثرت ثقافاتها ومجتمعاتها في كل جانب من جوانب الحياة، ليس فقط في غرب آسيا، بل في مناطق بعيدة.في الألف الثالث قبل الميلاد، كان هناك 40 مدينة في بلاد سومر وأكد على امتداد السهل البابلي. كانت لجش (تلول الهباء في محافظة ذي قار، المترجم)، واحدة من دويلات المدن الكبيرة، التي يبلغ طولها 4 كم، كان فيها 36 الفاً من الذكور البالغين في الألف الثالث قبل الميلاد، مما يؤشر ان نفوس المدينة كان نحو مئة ألف نسمة.ربما كانت أوروك بالحجم نفسه. كل واحدة من دويلات المدن كانت تسيطر على مساحة من الارض، دويلة نيبور(نفر الحالية في الديوانية: المترجم)، على سبيل المثال، كانت تضم 200 قرية فرعية تنتشر على طول خمس قنوات ري رئيسة و60 قناة صغيرة. كلها تخضع لقوانين وأعراف ومراقبة دقيقة.هذه المراكز الحضرية المتطورة كانت تستفيد من شبكة تجارية، التي ،في حالة أوروك، ترتبط مع تركيا، سوريا، وجبال زاجروس. تـُظهر الابحاث الحالية ان بلاد وادي الرافدين، ربما، لم تكن فقط الموضع الأول لولادة الثقافة التجارية في العالم، بل كانت أيضاً أول مكان خاص بالمعاهدات والأسواق التجارية.ليس من المستغرب بعد ذلك ان يتم اختراع الكتابة، القوانين المكتوبة، قوانين العقود والمعاهدات الدولية لأول مرة في المنطقة. ليس التاريخ وحده يبدأ في سومر، بل الاقتصاد كذلك.rnالفن والحرب إذن من هم أولئك ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram