TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > التنافس على جزر الكوريـل.. يعـود إلـى الواجهـة

التنافس على جزر الكوريـل.. يعـود إلـى الواجهـة

نشر في: 24 نوفمبر, 2010: 05:33 م

عبد الله المدنيمن بعد أزمتها السياسية والدبلوماسية مع جارتها الآسيوية الكبرى (الصين) في الشهر الماضي حول السيادة على جزر سينكاكو/ديايو، دخلت طوكيو مؤخرا في نزاع مماثل مع قوة عالمية أخرى، يوروآسيوية هذه المرة ممثلة في الاتحاد الروسي الذي ينازعها السيادة منذ قرون طويلة على جزر الكوريل.
والأخيرة، لمن لم يسمع بها، أرخبيل بركاني مكون من 56 جزيرة صغيرة تمتد على مسافة 1300 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من مدينة "هوكايدو" اليابانية، وحتى مدينة "كامتشاتكا" الروسية في أقصى شمال المحيط الباسيفيكي. وعلى حين تسيطر موسكو سيطرة تامة على معظم جزر الأرخبيل منذ هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، فإن طوكيو تنازعها السيادة على الجزر الأربع الرئيسية في أقصى الجنوب، زاعمة أنها جزء لا يتجزأ من ترابها الوطني، بل وتطلق عليها وعلى باقي أخواتها اسما مختلفا هو "تشيشيما".والإسم الأخير يعني باللغة اليابانية "أرخبيل الألف جزيرة"، فيما اسم "الكوريل" مستمد من لفظة "كور" التي تعني الرجل في لغة سكانها الأصليين من شعب الـ "الأينو".تاريخياً، بدأ النزاع بين البلدين على هذا الأرخبيل في مطلع القرن التاسع عشر، حينما تنافست اليابان مع روسيا القيصرية حول السيادة عليه. لكن انتصار اليابانيين في الحرب الروسية – اليابانية التي دارت رحاها ما بين عامي 1904 و1905 سمح لهم بالسيطرة التامة على جزر الأرخبيل منذ ذلك التاريخ وحتى صدور قرارات "موتمر بوتسدام" في أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، تلك القرارات التي سمحت لموسكو باستعادة الجزر المذكورة وضمها إلى أراضيها الشاسعة في آسيا.والمعروف للمتابعين أن طوكيو التزمت الصمت طوال حقبة الحرب الباردة، بمعنى أنها لم تثر قضية أحقيتها بالسيادة – على الأقل – على الجزر الأربعة الأقرب إلى أراضيها، خصوصا في ضوء ما حدث في عام 1956 حينما وقعت طوكيو وموسكو اتفاقية تقاسمتا بموجبها الجزر الأربع الجنوبية من أرخبيل الكوريل (جزيرتان لكل منهما). لكن طوكيو عادت إلى المطالبة بكامل الأرخبيل بمجرد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينات القرن المنصرم. والجدير بالذكر أن سياسة الحكومات اليابانية المتعاقبة في أعقاب سقوط الاتحاد السوفيتي، ودخول خليفته (روسيا الاتحادية) في أزمات إقتصادية وفوضى سياسية، وخصوصا في عهد الرئيس الروسي الأسبق "بوريس يلتسين"ارتكزت على إغراء موسكو بالمساعدات والقروض الاقتصادية، والاستثمارات المشتركة المتنوعة، وذلك على أمل أن تستجيب الأخيرة لإيجاد حل ودي معها حول الأرخبيل المذكور. غير أن تحسن أوضاع روسيا الاتحادية اقتصاديا وعسكريا في ظل خلفاء "يلتسين"، جعلها في غنى عن علاقات إقتصادية متميزة مع طوكيو، وبالتالي صارت أكثر تشددا في ما يتعلق بالسيادة على الجزر المتنازع عليها، خصوصا في ظل معرفتها بحاجة اليابانيين لموارد الطاقة الروسية. أما اليابان التي  أكدت بعد هذا التطور، ولا سيما في عام 1993 ، تمسكها باتفاقية عام 1956 فإنها عادت في الأسبوعين الماضيين إلى لغة يستشف منها أنها لا تزال متمسكة بسيادتها على الأرخبيل الذي تطلق عليه إسم "الآراضي الشمالية. فقد وصف رئيس الحكومة اليابانية "ناوتو كان" قيام الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيديف" بزيارة إلى إحدى جزر الكوريل،  (تحديدا جزيرة"كوناشير" بحسب تسميتها الروسية، و"كوناشيري" بحسب اسمها الياباني) بالعمل الاستفزازي الذي سوف يعيق علاقات البلدين ويحول دون تطورها. وعلى إثر هذا التعليق حول زيارة "ميدفيديف" (الأولى لزعيم روسي إلى أراضي الأرخبيل منذ إعلان اليابان استسلامها في أربعينات القرن المنصرم)استدعت الخارجية اليابانية السفير الروسي في طوكيو، وسلمته مذكرة احتجاج، فيما رد الروس على لسان وزير خارجيتهم "سيرغي لافروف" باستهجان موقف اليابانيين من قيام زعيم دولة صديقة بزيارة أراضي بلاده، خصوصا في هذا الوقت الذي ينتظر فيه زيارة "ميدفيديف" إلى اليابان للمشاركة في أعمال "منتدى التعاون في آسيا والمحيط الباسيفيكي" المعروف اختصارا باسم "أبيك"، والمقرر انعقاده في "يوكوهاما" في منتصف الشهر الجاري.أما اقتصاديا، فتنبع أهمية جزر الكوريل من وجود العديد من المعادن في باطن أراضيها ومياهها، إضافة إلى ثروتها الهائلة من أسماك السردين و السالمون، وبعض الحيوانات التي يستفاد من لحومها وعظامها وفروها.يعتقد الكثير من المراقبين أن الأزمتين الدبلوماسيتين اللتين خاضتهما طوكيو مؤخرا مع الصين وروسيا الإتحادية، تعكسان مدى افتقار الحكومة اليابانية الحالية بقيادة "الحزب الديمقراطي الياباني" إلى الخبرة في مجال السياسة الخارجية وهندسة العلاقات الدبلوماسية، مضيفين أنه لو كانت السلطة في اليابان اليوم بيد حزبها التاريخي الكبير"الحزب الليبرالي الحر" الذي حكمها – دون انقطاع إلا لفترة محد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram