تحقيق وتصوير /ايناس طارقملاك لا يكاد يمر يوم عليها دون ان تقلب احدى الصحف المحلية والتي تعودت على قراءتها، لعلها تجد اعلاناً  يسعفها لايجاد وظيفة  بعد ان تخرجت من كلية الهندسة  سنة 2008، وشاءت الصدف ان تقرأ الملحق الرياضي الصادر من احدى الصحف ليوم 24 /10/ 2010، والمعلن فيه ان شركة "....... " للمقاولات العامة والاعمار ترغب في تعيين مهندسين وفنيين واداريين وعاملين ومن كلا الجنسين وكذلك سواق سيارات "،
 ومع الاعلان تم وضع  رقمي هاتف متشابهين تقريباً وهما من الارقام التي تسمى "السوبر" التي تباع في محلات الموبايل باسعار مرتفعة. rnاعتقدت  ملاك ان  تحقيق احد احلامها المؤجلة قد بات وشيكا، بالحصول على وظيفة،اتصلت مباشرة برقم الشركة المعلنة، وسالتهم عن الوظائف والاختصاصات المطلوبة وماهي المستمسكات الواجب احضارها في حالة تحديد موعد مقابلة معها،فاخبرها الشخص الموجودعلى الهاتف بان عليها احضار المستمسكات الاصلية "مستنسخة " بالاضافة الى  مبلغ 200 دولار فقط، وان تبقى في  انتظار اتصال من الشركة لتخبرها بموعد المقابلة ومكان الاختبار. ربما حكاية ملاك ليست الاولى ولن تكون الاخيرة في رحلة البحث عن أيجاد عمل مع شركات تحقيق الاحلام الوهمية؟تقول ملاك:كنت اعتقد ان الشركة تشغل مكانا كبيرا وحديثا،لكن تفاجأت ان موعد المقابلة سيكون في كافتيريا "مشمشة " في منطقة الكرادة،دون ان انسى الاشارة الى صعوبة الوصول الى موظفي الشركة،وهما رجل وامرأة، يجلسان في الطابق العلوي،  لشدة الزحام وكثرة طلبات المواطنين خصوصاً الشباب  على استمارة الشركة، الذين كانوا يشكلون طابوراً طويلا ينتظرون منذ ساعات الصباح الاولى.حاولت التكلم مع شخص كان يتجول "سمسار" في العقد الثاني من عمره  يطلب من كل متقدم شراء نسخة من شروط العقد للاطلاع عليها قبل مقابلة مسؤولين في الشركة، سعر النسخة 2000دينار فقط !وتضيف "ملاك": حصلت على الاستمارة وادرجت اسمي  وكافة المعلومات  الاخرى، فضلا عن تسجييل رقم هاتفي النقال للاتصال بي فورا حال اكتمال الاجراءات القانونية  كما يقولون و200 دولار تدفع عداً ونقداً للموظفة  التي كانت في العقد الثالث وترتدي ملابس محتشمة وتتكلم تارة بلغة عربية و اخرى بمصطلحات انكليزية و تستلم النقود وتضعها في حقيبة سوداء،وبجوارها شاب  لايختلف عنها في اناقة الملابس بشيء غيرانه كان سريع الاجابة على الاسئلة ويريد انهاء اللقاءات باسرع وقت ممكن، ويخبر المتقدمين من الشباب بانهم لايستطيعون ادخالهم الى "المنطقة الخضراء" وسوف يستخرجون لهم "باجات خاصة"للدخول والعمل هناك،وهذه اجراءات روتينية عادية متطورة تتبعها الشركة "........" لحين توفير المكان المناسب للشركة.تختتم كلماتها مع حسرة فتقول فكرت بالاتصال بالجهات الامنية لكن توقفت لطول فترة الاجراءات الروتينية والخجل من سماع جملة القانون لايحمي المغفلين.اما المواطن محمد الذي اتصل بصحيفتنا واخبرنا بانه تعرض الى عملية نصب واحتيال من شركة "      " التي قرأعنها في اعلان في صحيفة (.....) فقدقال كنت ضمن المجموعة التي حصلت على وعود من الشركة خصوصاً بعد ملئنا الاستمارة واعطائنا موعد يومين لكن مر اكثر من ثلاثة اسابيع دون جدوى.  واضاف ان عدداً كبيراً من المواطنين تعرضوا لضياع أموالهم لانهم دفعوا مبلغ 200 دولار، وبعد أن أقنعنا وسيط الشركة بأن المخاطرة معدومة لان الشركة  قانونية ومسجلة في دائرة مسجل الشركات، وتعتبر وكيل شركة "KBR" الامريكية ومقر عملها المنطقة الخضراء.عدد كبير اخرمن المواطنين اكدوا تعرضهم الى نصب واحتيال هذه الشركة التي تمارس نشاطات مشبوهة خصوصاً في صيد الفتيات حيث اكدت نغم انها اتصلت باحد اصحاب الشركة من اجل مساعدتها في الحصول على وظيفة في المنطقة الخضراء لكنه حاول ابتزازها بالخروج معه واخضاعها الى اختبارات عديدة قبل حصولها على الوظيفة لان التعيين لدى شركتهم يحتاج الى الدقة والحرص والحذر والتعامل مع جهات وشخصيات متعددة!!.مصادراعلامية  في الصحيفة التي تم نشر الاعلان  فيها افادت  بان عدداً من المواطنين اخبروهم بتعرضهم الى محاولة نصب من قبل الشركة،لكن احد الاعلاميين قام بالاتصال بالشركة واخبرهم بان الصحيفة سوف تقوم بابلاغ السلطات الامنية لالقاء القبض عليهم الامر الذي جعل القائمين عليها يلغون كل المواعيد التي كانت مقررة في الكافتيريا  نفسها.وبعد اجراء عدة اتصالات باصحاب الهواتف المعلنة ارقامها في الاعلان،استطعنا تحديد موعد معهم فوافقوا ً بعد ان علموا انني فتاة وارغب بالتعيين لكن الاختصاص المطلوب ليس اختصاصي نفسه  واخبرني المتحدث معي المدعو "........" في الاتصال الاول بان عليه ارسال "مسج" يدرج فيه  الاسم الكامل والمواليد وعنوان السكن، وفي اليوم الثاني اتصل الشخص ذاته وطلب مني الحضور الى الشارع العام الواقع في منطقة زيونة بالقرب من جسر المشاة على ان اكون ب