TOP

جريدة المدى > سينما > أطفال الشوارع فـي الموصل.. بين التسوّل والانحراف

أطفال الشوارع فـي الموصل.. بين التسوّل والانحراف

نشر في: 26 نوفمبر, 2010: 04:57 م

 نينوى/ المدى تجدهم عند تقاطعات الشوارع معرضين للموت المؤكد من سيارة مسرعة او مفخخة .. لا فرق عندهم ، في مقابل ان يرجعوا إلى عائلاتهم بدنانير قد لا تسد جوعها. يقضون معظم أوقاتهم في شوارع الموصل ، غير عابئين بالسيارات .. يبيعون السكائر والمناديل و(العلكة) ..
 يلحّون على المارة وقائدي السيارات ويستعطفونهم بلهجة أقرب إلى (الشحاذة) منها إلى البيع. يتكاثرون يوما بعد يوم .. حتى أصبحت الشوارع ، بدلا من المدارس والعائلات ، هي التي تربيهم!يقول خالد جمال /8 سنوات/ ويسكن الدواسة لوكالة /نينا/ " أريد الذهاب إلى المدرسة مثل أصدقائي .. لكن والدي يجبرني أنا وإخوتي الأربعة على البيع في الأسواق وإشارات المرور ، وأحيانا يجبرني على التسول ". أما اشرف عدي /7 سنوات/ الذي يسكن في (باب جديد) ويتسول في منطقة النبي شيت أحياناً ، فيفسر ذلك بقوله " والدي قتلته العصابات المسلحة ووالدتي ليس لها عمل ، وعمي وجدي لا ينفقون علينا ". فيما يقدم يوسف دريد /10 سنوات/ سببا آخر بقوله " زوج أمي يضربني إذا لم أجلب نقودا إلى البيت ". ويكمل عدنان إبراهيم /11 سنة/ فصول المأساة " لقد نسينا اللعب .. وأصبح همنا الاول والاخير هو الحصول على المال من أجل المعيشة ، فأنا أحصل على ستة أو سبعة آلاف دينار يوميا قبل أن أعود الى البيت .. لكني أحصل على هذا المبلغ بعد أن يهدني التعب .. ولا وقت أو جهد لديّ للعب أو الدراسة كبقية الاطفال ". أما جمانة الجمال ذات الأحد عشر عاما ، فتقول " والدتي مريضة .. وهي بحاجة إلى نقود لشراء الدواء ، وأبي يعمل يوما.. وعاطل عشرة أيام ، وأنا أحصل يوميا على خمسة آلاف دينار .. تزداد أيام الجمع والأعياد ، لذلك اقوم ببيع الزهور الورقية التي اصنعها بالبيت وابيعها داخل الحي".ولكل من هؤلاء قصة أخرى لكنها أشد سوداوية مما سبق بل مأساوية ، فأسمر سعد ، كان عمره ثماني سنوات عندما راح ضحية إحدى السيارات المفخخة عند إشارة مرورية كان يتسول فيها ، بينما فقد وليد ساقه عندما دهسته سيارة مسرعة وهو يقفز وسط الشارع ليلاحق بعض المارة وأصحاب السيارات.سائقو السيارات المتوقفة في الإشارات المرورية لهم وجهة نظر في ظاهرة (أطفال الشوارع) في الموصل. فبشار سمير /موظف/ يقول " الأهالي يلقون بأبنائهم إلى عمل شاق لا يتناسب مع أعمارهم البريئة ، والمسؤولون يرون ويراقبون .. ولا يحركون ساكنا "!ويقول الدكتور سليمان الحافظ " إنها كارثة بحق أطفال العراق عامة وخاصة اطفال الموصل ، فبالإضافة إلى كون الظاهرة تشكل مرضا اجتماعياً ، إلا أنها تحرم الطفل أيضا من وجوده داخل الأسرة لفترات طويلة ". ويضيف " السؤال المؤلم هنا هو : كيف يمكن أن نساعد هؤلاء الأطفال بعدما رفعت الدولة يدها عنهم ؟ "ويرى محمد وليد /استاذ جامعي/ " ان المجتمع العراقي شهد خلال السنوات العشرين الماضية تحولات سريعة وحادة في مختلف مناحي الحياة .. مع إفرازات الحروب والحصار ". ويوضح " إن انحطاط المستوى المعيشي لغالبية الأسر العراقية هو جذر المشكلة ، فقد خسرت بعض العوائل الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي ، لذلك أخرجوا أولادهم من المدارس.. وزجوا بهم في العمل المبكر ".ويتابع " إضافة إلى ذلك ما تعرض له الأطفال من مخاطر الوضع الأمني والذي انعكس على حياتهم في أشكال مختلفة وسيطرت مشاعر العنف والعدوان على سلوكهم وتفكيرهم".أما أستاذ علم الاجتماع /ناظم عبد الكريم/ فيقول " إنها ظاهرة تؤرق الضمير .. لقد أجريت دراسات عن أطفال الشوارع ، وبالتحديد الباعة المتجولين منهم ، فلاحظت من خلال الدراسة أن أغلبهم متشائم من مستقبله ".وتابع " لقد امتلأت شوارعنا بهم .. وعلينا أن نبادر للحد من تفاقم هذه الظاهرة وتأثيراتها المدمرة على جيل كامل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram