محمود النمر من خميس لآخر مازلنا نبحث عن الصدور المعبأة بعشق الارض وحب الوطن، نعلق عليها نياشين الفخر والعز والابداع ......وفي كل اسابيعنا التي مضت والتي ستأتي وهي مع طعم العراق برائحته العبقة من جهاته الاربع، العراق الذي يحتضن الوجوه البيض فقط .
اليوم سيكون احتفالنا مختلفا فقد اعددنا هذا الخميس ليكون بمثابة احتفال الأسرة بوالدها ....ووالدنا يستحق ان نتوج رأسه بأكليل غار،كونه يحمل نسيم الشمال القادم من الحدباء الشامخة وفي صدره مساءات بغداد الجميلة والقصائد الناهدة كصدر فتاة سومرية .والدنا يااصدقائي يمدنا بشحنات من الرقة والرقي حتى وصلنا الى ماهو عليه .بهذه المقدمة الجميلة قدم الشاعر عدنان الفضلي ضيف الخميس الذي قال في بداية حديثه عن البدايات الاولى لحياته الضاجه بالشعر والنضال على مرمى ثمانية عقود من الزمن المر وقال :انا بدأت حياتي كانسان بسيط من عائلة متوسطة حيث كان يعمل والدي في سلك الشرطة ضابط جوازات ويتقن اللغة الالمانية والانكليزية لذلك كانت الدولة ترسله الى النقاط الحدودية ولذلك عشت في خانقين والرمادي والموصل وفي مطار بغداد وفي محافظة البصرة اثناء الحرب العالمية الثانية .واضاف بدأت مسيرتي الثقافية في البصرة حيث جاء استاذ جليل اسمه يوسف صالح وكنت في الثاني متوسط ،هذا الاستاذ سمى لنا كتبا وعلى رأسها القرآن الكريم وكتب طه حسين والعقاد والمنفلوطي والمازني والاسماء الادبية الشائعة انذاك ،وهناك تكونت عندي مكتبة بعدما استعرت كتبا من والدي واشتريت لعباس محمود العقاد –قصة سارة – ثم بدأت المعركة الفكرية واشتركت في عدة مجلات وجرائد اثناء الحرب العالمية الثانية ،وكان البريد منتظما رغم الظروف القاسية التي يمر بها العالم.واسترسل الشاعر الفريد سمعان بسرد ذكرياته الثقافية والسياسية بعد نهاية الحرب الكونية الثانية حيث انتصار القوى التقدمية واندحار الفاشية وكان ذلك تحولا كبيرا في العالم ،والعراق كان يغلي في صراعه مع القوى الاستعمارية .بعد نضوج تجربته الشعرية والسياسية كانت هناك جملة من الاعتقالات حتى وصل الامر به الى – نقرة السلمان – وكان سجنا قاسيا ورهيبا ،ولكن كانت هناك حيوية كبيرة للمناضلين الذين كانوا هناك ،وكنا نتلقى دروسا في الثقافة والسياسة بحيث كانت فترة السجن مضمخة ومحملة بعطاءات كبيرة.ثم قرأ جزءا من قصائدة عبر هذه العقود العبقة برائحة النضال من اجل الحرية والانعتاق .بعد ذلك تحدث الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم عن الحشد الانساني الذي يتصف به الفريد سمعان والدعم المتواصل من قبله لملتقى الخميس الابداعي.واكد الشاعر رياض النعماني قائلا: في زمن تتراجع به الحياة وتشرف على الموت وهو حالة يومية تتنفسها الناس وفي هذا الزمن هناك روح سرية تظل تبحث عن لحظة نقية تتجلى بها حتى تبقى هذه الحياة جديرة باسمها من اجل الانسان واحدى هذه اللحظات التي تجلت والتقت فيها يقظة الروح المتوهجة بالحياة ،هذه اللحظة اسمها الفريد سمعان.بعدها شارك الموسيقار علي حسن بعزف بعض المقطوعات الموسيقية التي عبرت عن قدرة هذا الفنان المفعم باللحن وتداعياته الموحية الى لحظة الجمال الموسيقي .ثم قرأ الشاعران سبتي الهيتي ومحمود النمر قصيدتين مهداتين للشاعر، وتوالت الشهادات من قبل المحامي طارق حرب والدكتورة خولة زيدان وقدم الفنان علي سالم اغنية البنفسج التي اطربت الحضور ،وفي نهاية الحفل قدمت للشاعر باقة ورد من الحزب الشيوعي العراقي ثم قلد الشاعر حسب الشيخ جعفر لوح الابداع لملتقى الخميس الابداعي للمحتفى به .
الفريد سمعان في الخميس الابداعي ..اعترافات لاعب الشطرنج الأحمر
نشر في: 27 نوفمبر, 2010: 05:21 م