اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > نـقــد موسيقـي :البحرينية هدى عبد الله.. غناء مختلف وصوت بمرتبة العذوبة

نـقــد موسيقـي :البحرينية هدى عبد الله.. غناء مختلف وصوت بمرتبة العذوبة

نشر في: 27 نوفمبر, 2010: 05:22 م

علي عبد الأمير عجام كانت مختلفة تماما عن سائد الغناء العربي المعاصر عبر التجربة الفريدة التي شكلتها اسطوانة "وجوه" التي وضع موسيقاها وغنى فيها المطرب البحريني خالد الشيخ اعتمادا على شعر ابن وطنه قاسم حداد، فقد مثلت صوتا من نوع آخر، صوتا يفيض روحية في الاداء مثلما هو من خامة بات نادرا التعرف عليها في المشهد الغنائي العربي المعاصر،
فالمطربة هدى عبد الله التي التقتها "المدى" في "مهرجان الموسيقى العربية" بالقاهرة، هي صوت مختلف تشكل في حاضنة اكاديمية اذ انهت دراستها في الموسيقى والغناء بالقاهرة اواخر ثمانينيات القرن الماضي، وبرز في اجواء موسيقية منفتحة على وعي فكري تقدمي وفني متقدم عبر العمل في فرقة "اجراس"، والتزمت صاحبته شكل الغناء الراقي عبر غناء القصائد والانفتاح ما امكن على "غناء عاطفي" مرهف ورصين كما الحال في تجربتها الاخرى مع خالد الشيخ ضمن اسطوانته "مستحيل". هذا "الالتزام" الذي بدا وكأنه اطار ثقيل حد من تجربة صاحبة شريط (غناوي الشوق - 1990) تعتبره المطربة هدى عبد الله نوعا من التميز، جعلها تختار بامعان نصوص اغنياتها، وتذهب نحو النغم الذي "يرقى بذوق الانسان ومشاعره"، وان الفجوة التي باتت واضحة بين اغنياتها والمتلقي العادي، تراها من مسؤولية مؤسسات الانتاج الغنائي والعاملين في مجالات دعم العمل الفني، دون ان تعدم امكان المزاوجة بين "جدية" الشكل الموسيقي وقبول الاغنية "المختلفة" شعبيا عبر توسيع دائرة الجانب العاطفي واخراجه من مدى التعبير عن علاقة المرأة بالرجل الى مستويات أوسع، كالغناء للصداقة، للوطن، ولكن دونما خطاب مباشر فج، ودون "نخبوية" غالبا ما وصمت بها تجارب "الغناء المختلف" العديدة عربيا.وهي بحسب حساسية تبدو مفرطة حيال المفردة، فانها تعتبر الكلمة عاملا حاسما في تحديد مصير الاغنية ثم يأتي بعدها الصوت المؤدي فاللحن الموسيقي، متوقفة عن ميلها للشعر العربي في تجاربه المعاصر، فهي غنت من نصوص محمود درويش، قاسم حداد، علي الشرقاوي وغيرهم . وتعتبر اختيارها هذا اساسا في طبع تجربتها الغنائية بملامح تنسجم مع شخصيتها حتى وان جعلتها في دائرة "الموقف السلبي" من قبل مؤسسات الانتاج الغنائي، منوهة انها حين اختارت تقديم اعمال خارج التداول "الشعبي" فانها لم تقصد ان تكون غير عابئة بالمتلقي العادي، بل هي توضح "انني قدمت اعمالا كي تنال رضا الناس وتقديرهم، وهو ما اتلمسه عقب كل حفل، واذا كانت تلك الاعمال لم تصل الى المتلقي العربي فقد يكون وراء ذلك تقصير المؤسسات الفنية البحرينية ووسائل الاعلام ايضا".ان اي مراجعة نقدية لاداء المطربة هدى عبد الله لقصيدة محمود درويش " عندما يسقط القمر" بحسب لحن اليمني جابر علي تمنح كلامها عن "التقصير" في وصول الاغنية الى مديات التلقي الواسعة التي تستحق، صدقية واضحة لجهة  ان تلك القصيدة المغناة تنسج قالبا غنائيا كلاسكيا وفق حساسية معاصرة، عبر صاحب النص مرة وعبر اداء المطربة الذي جاء مرهفا وعميقا مرة اخرى. ومثل هذا المعنى تكرر في اداء "غزة" بحسب نص الشاعر علي الشرقاوي ولحن زوجها الموسيقار خليفة زيمان الذي خبر قدرات هدى عبد الله فنيا وانسانيا، وهنا تفوق اداؤها القائم على استحضار جماليات الصوت على صور متداولة وشائعة تضمنها النص الشعري، وساعدها في ذلك لحن زيمان الذي نأى عن فخ الحماسة  والزعيق الذي لطالما تنصبه "الاغنيات والقصائد الوطنية"، للمتلقين وهم يحضرون حفلات كالتي قدمت فيها الاغنية وعنت بصورة "القدس عاصمة للثقافة العربية".صاحبة شريط " تقصيت الخبر- 1995" التي بدت منفتحة على فضاء اوسع من اللون الخليجي في الغناء، لم تهمل التعبير الراقي عن البيئة المحلية البحرينية، فمن يسمع اغنيتها " ليل المحرّق" التي صاغ كلامها الشاعر علي عبد الله خليفة ووضع لحنها رفيق حياتها خليفة زيمان، فانه يصل الى عمق حكايات "المحرّق" المنطقة الشعبية المعروفة عبر تصوير شعري مرهف ولحن لا يستعيد بملل الايقاع التقليدي للاغنية الخليجية وان كان قاربه، ودائما بصوت عاشقة يبوح عن المكان والاهل والاشواق المكتومة.والمطربة هدى عبد الله وان شاب حديثها عن تجربتها الغنائية شيء من الاحباط مع رغبتها الشديدة في التواصل مع اجواء الاغنية المعاصرة، فهي  تقول" انا افهم عملية الانتاج وما تحتاجه من نفس جديد، وانا انظر الى العديد من التجارب الجديدة في الغناء باحترام وتقدير عاليين، لكنني اشكو قلة الفرص، ضيق المكان البحريني، والفهم الضيق لمؤسسات الانتاج"، لكنها لا تتردد في تقديم اغنيات جميلة تنطلق من البيئة المحلية كما في "بحرينية" الاغنية التي كتبها بدارجة اقرب الى العربية الفصيحة الشاعر علي الشرقاوي ولحن خليفة زيمان، وهي اغنية تتوافر بانسجام على مختلف عناصر النجاح في الاغنية: الكلام الذي يستعيد صورة المكان البحريني وانسانه تاريخا وراهنا واللحن الايقاعي الرشيق والمعاصر، والصوت الصادح املا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram