أربيل/ سها الشيخلي ووكالاترغم المشاريع العمرانية والخطط التي أقرتها حكومة إقليم كردستان لتطوير الواقع السياحي, فان شكاوى الزائرين لمصايف الإقليم في زيادة، خاصة ما يتعلق منها بإمكان السكن، ناهيك عن الغلاء وارتفاع أسعار الخدمات المقدمة في المرافق السياحية،
هذه الصورة عن سوء الخدمات تكاد تكون أكثر وضوحاً في الأعياد التي اعتاد الناس التوجه  فيها الى مدن الإقليم بدلاً من السفر الى الخارج، غير ان مسؤولين في الإقليم بدورهم يؤكدون إن جهوداً كبيرة تبذل لتنفيذ مشاريع جديدة، في حين ان أصحاب الفنادق والشركات يدعون حكومة الإقليم لتقديم المزيد من التسهيلات للقطاع السياحي ليتطور بنحو يواكب النمو المطرد في أعداد الوافدين واحتياجاتهم.وكغيرها من المناطق السياحية تعاني شقلاوة كثرة عدد الوافدين إليها من بغداد ومناطق العراق الأخرى، وافتقارها للفنادق والمرافق السياحية الأخرى التي يمكن ان تقدم خدماتها المتنوعة للزائرين الذين أكدوا ان فرص السعادة والفرح تتقلص بسبب المصاعب الكثيرة التي يواجهونها، خاصة  في عدم توفر أماكن ملائمة للسكن.يقول علي الجبوري الذي توجه الى أربيل مع مجموعة من أصدقائه خلال الأيام التي سبقت عيد الأضحى المبارك، كنت آمل وأصدقائي توفير أماكن سكن او (كرفانات) وخيم للمنام، لذا قررنا زيارة أربيل قبل حلول العيد، غير ان الحجز المسبق للشركات السياحية وتعاقدتها مع أصحاب الفنادق حال دون ذلك.وأضاف: نحن شباب ويمكن ان نتكيف مع الحالة ونتوسد الأرصفة، غير ان الصعوبة تكون كبيرة للعوائل.زميله محمد خالد يقول: استغرب عدم الاهتمام المناسب لقطاع السياحة، خاصة وانه يعد مورداً مهماً، كما ان التوسع في إنشاء مثل هكذا مشاريع يمتص عدداً غير قليل من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل، ويدعو الى توفير محفزات لتشجيع القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي للاستثمار في هذا القطاع المهم.المواطن أبو حيدر اصطحب عائلته من النجف الى شقلاوة آملا بالاستمتاع بأجوائها الخلابة، لكنه اصطدم بعدم توفر مكان لمبيت عائلته المؤلفة من ستة أفراد، ما حدا به للبحث عن عائلة تقبل باستضافتهم.وقال إن سفرتهم “لم تخل من مصاعب تمثلت بالزحام الشديد بسبب عطلة العيد والتأخر لأكثر من ساعة عند مدخل أربيل بسبب الإجراءات الأمنية للعدد الكبير من الزوار الوافدين إلى إقليم كردستان”, مبينا أن أكثر ما أزعج عائلته هو عدم توفر أماكن للإقامة في شقلاوة.وأضاف: أنه حصل على مكان للمبيت عند إحدى عوائل المدينة للإقامة معهم مقابل 150 ألف دينار  ليلا لغرفة بسيطة مع حمام مشترك مع أفراد العائلة.أما سلمان سعيد العبيدي، فيقول: اضطررت لأن أكون ضيفاً ربما ثقيلاً في بيت احد الأصدقاء بسبب عدم وجود مكان شاغر لي ولعائلتي في الفنادق والموتيلات والشقق، فكلها كانت محجوزة . ويضيف كنت متصوراً ان أجد أماكن شاغرة في المناطق السياحية لكن ما وجدته عكس ما توقعته، لذا فقد كنت اضطر للعودة الى أربيل كل ليلة وعند بيت صديقي الذي لم أشأ ان أثقل عليه.عدد آخر من السياح اشتكوا من غلاء الأسعار لاسيما المطاعم وغيرها من السلع كالخضراوات والفواكه.فيقول المواطن البصري سعد محمد مع عائلته،، إن الأسعار “مبالغ فيها كثيراً، مطالباً السلطات المحلية بـ"متابعة الأسواق ومحاسبة المخالفين لأنهم يسيئون للإقليم بنحو عام".ودعا المواطن البغدادي أميل إسماعيل،  المسؤولين عن السياحة لـ"إقامة مهرجانات وفعاليات تسهم في تنشيط السياحة في إقليم كردستان"، لافتاً إلى أن هنالك حاجة للمزيد من أماكن الترفيه والخدمات عالية المستوى في كردستان لمواكبة ما تشهده دول الجوار من تطور يسهم في استقطاب ملايين السياح سنوياً.وأوضح: أن في إقليم كردستان مقومات سياحية واعدة لكنها، إما غير مستثمرة أو تدار بنحو بدائي أو مهملة أساساً، وتابع أن ذلك يضعف منافسة مناطق الإقليم لنظيراتها من المناطق السياحية.وأردف: أن من الضروري الاستعانة بالخبرات الخارجية لإنعاش السياحة في كردستان، مذكرا أن  السياحة يمكن أن تكون دجاجة تبيض للإقليم ذهباً إذا ما أحسن استثمارها وإدارتها بطرق عصرية، بحسب رأيه.من جانبه قال رجنبر عبد الستار وهو صاحب محل لبيع الكرزات في سوق شقلاوة إن المدينة شهدت نهضة اقتصادية لم تألفها من قبل، مبيناً أن ارتفاع الأسعار لم يكن مبالغا فيه نظرا لكثرة الطلب على البضائع واعتماد الأهالي على السياحة التي تقتصر على الأعياد ومواسم أخرى محدودة من السنة.لكن عبد الستار انتقد من يبالغ في رفع الأسعار، عادا أن ذلك مخالفاً للشرع قبل القانون، بحسب تعبيره.المدير العام للسياحة في أربيل، مولوي جبار، قال، إن الحكومة تدعم السياحة وتشجعها وتؤمن للعاملين في مجالها القروض والتسهيلات التي تتيح لهم توسيع أعمالهم، مبيناً: أن المديرية “اقترحت على مجلس الوزراء تقديم المزيد من التسهيلات، لكن الموضوع يحتاج إلى وقت.ودلل على دعم الحكومة للسياحة بالإشارة إلى أن إحصائيات عام 2008 تؤكد وجود 38 فندقاً في أربيل وخلال العامين الماضيين زاد عددها إلى 80 فندقاً، منوها إلى أن ال