بغداد/علي جابرعند ما نتوجه بالسؤال إلى أحد الأشخاص عن سبب تدهور نظافة الشوارع و المدن و كثرة المياه الآسنة والبرك و المستنقعات، نراه يجيب دون تفكير أو تروّ: البلدية هي السبب وأنا هنا لا أريد الدفاع عن البلدية وان أكون محامياً عنها، بل ان الذي أقوله هو ألاّ نجعل من البلدية شماعة دائما نعلق عليها كل الأخطاء، صحيح إنها تتحمل بعض الوزر، لكن الذي نحتاجه ان يكون الإنسان هو الرقيب على نفسه و تصرفاته،
وان يمتلك وعياً يفهم حقيقة إن المدينة أو الشارع ملك الناس جميعاً وليس البلدية وحدها، و ان اليد الواحدة لا تصفق ... و نشاهد في الكثير من الأحياء السكنية حضور الكثير من الأعمال البلدية بلباسهم الأصفر البراق، و هم ينظفون الشوارع من كل ما بها من الأنقاض والفضلات حتى تكون على أفضل حال، و لا يتركونها إلا وهي لامعة و براقة تسر الناظرين، وهم يباشرون عملهم منذ ان يتنفس الصبح و يطل بضيائه الأول على الأرض، لكن الذي يحصل و ما ان يذهب هؤلاء العاملون حتى ترجع أكوام القمامة إلى الشارع، كأن شيئاً لم يكن إذا يعاود أصحاب المحال التجارية و البيوت على رمي هذه الأوساخ في اي مكان مع وجود أماكن قد خصصت لها ... يا ترى ما هو السبب الذي يجعل هؤلاء يرمون بهذه الأنقاض في الشوارع مع وجود الحاويات؟حدث ان شاهدت مباراة لكرة القدم كان طرفها الفريق الياباني الذي تصرف جمهوره بشكل حضاري رائع حيث قام هذا الجمهور بتنظيف مكان جلوسه على المدرجات ثم غادر الملعب ...فأعجبت بهكذا وعي و هكذا إدراك موجود داخل النفوس، و هم عندما نظفوا مكانهم لم تكن بجوارهم بلدية و لم يكن أحد يأمرهم، و المسألة متعلقة بذات النفوس و بالتطبع و نحن نحتاج ان نبدأ من الصفر وان نفهم صغارنا سواء في المدرسة الابتدائية او في البيت، ان النظافة للجميع و هي من الإيمان و ان المدن و الشوارع هي ملك الجميع، و أن هنالك أماكن مخصصة لرمي النفايات و الأوساخ كي تكون هكذا أفكار مبادئ تنمو مع هؤلاء الصغار عندما يكبرون ... و نتصرف في بلادنا كما نتصرف و نحن في الدول الأخرى و بلادنا أحرى بنا ان نهتم بها ... و نرتقي بها إلى مصاف العالمية و ما ذلك ببعيد .
البلدية و العصا السحرية
نشر في: 28 نوفمبر, 2010: 05:07 م