اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > جرائم الارهابيين وشظف العيش ومصاعب الحياة انست اطفالنا اعيادهم!

جرائم الارهابيين وشظف العيش ومصاعب الحياة انست اطفالنا اعيادهم!

نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:38 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير/ ادهم يوسفمرت الذكرى 21 لاعلان اتفاقية حقوق الطفل بتاريخ 20/11/1989، وسط احتفالات متميزة نوعاً ما شهدها العالم بهذه الذكرى، كمااعلنت الامم المتحدة تضامنها مع كل الاطفال في مناطق النزاعات في العالم  ومنهم اطفال العراق الذين مرت عليهم المناسبة وسط احلام مؤجلة بالمستقبل وامال بان تنتهي سنوات البؤس في بلد يسبح تحت بحيرة من النفط  من دون ان تفارق مخيلتهم صور الموت والدمار التي خلفها الارهابيون في كل مناطق العراق.
المدى بهذه المناسبة كانت لها جولة في بعض مناطق بغداد اشرت  من خلالها حالات البؤس الذي يعيشه الطفل العراقي بعد ان تيتم، وتشرد وبترت اطرافه في الانفجارات الارهابية، ومعاناته وهو يتنقل من ساحة الى اخرى ليبيع المناديل الورقية وقناني الماء، مع امنيات بوضع حد لمثل هكذا حالات مأساوية لاتصلح لأن يعيش في ظلها اطفال العراق  الذين شغلتهم مصاعب الحياة وقسوتها عن الاحتفال بعيدهم اسوة باقرانهم في دول العالم.. rnالطفل احمد (9 سنوات) الذي كان يبيع اكياس النايلون في سوق باب المعظم استغرب وانا اقدم له التهاني  بمناسبة اعلان الاتفاقية فقال: اعلم ان هناك عيدين، العيد الكبير، والعيد الصغير، اما اتفاقية حقوق الطفل  فلا افقه منها شيئا، بل اننا نسينا حتى طعم العيدين وكل ما نعرفه  نحن الاطفال الفقراء ان نخرج كل يوم ونحن نحمل هذه المجموعة من الاكياس و اسمع صوت امي  وهي تقول يجب ان لا اعود  الا وقد بعتها جميعها، وتوسل بي احمد وهو يطلب مني ان اشتري منه مجموعة من الاكياس كبيرة الحجم، فما كان مني الا الرضوخ لطلبه بهذه المناسبة  و اشتريت رزمة من الاكياس كبيرة الحجم، فطار من الفرح وقال هذا هو عيدي.  صورة مؤلمة لاتمتلك ازاءها الا ان تحزن مع قليل من السعادة وانت ترى طفلا مثل احمد يبتسم لمجرد بيعه رزمة اكياس مع انه يعيش في بلد عريق في الحضارة والتمدن، وغني في ثرواته الكثيرة والمتنوعة ولكن.. صورة تعيدنا الى صور اطفال اخرين في مثل سنه يتلقون هدايا متنوعة وباذخة وبأسعار مرتفعة ولا يمتلكون كل هذا الفرح الذي غمره.  rnأطفال العراقفي شارع مزدحم بيافطات تصليح السيارت وهو شارع مهمل زاده اهمالا تراكم النفايات وبقايا تصليح السيارت وجدنا مجموعة من الصبية من كلا الجنسين  افترش بعضهم الجزرة الوسطية لتناول طعام الغداء الذي لا يتعدى كونه (لفة فلافل) بعد ان وضعوا الى جانبهم أكياساً كبيرة مليئة بعلب معدنية من فوارغ المياه الغازية، انها استراحتهم من عناء العمل، تقدمنا منهم وسالناهم، لماذا لا تذهبون الى المدرسة؟ ضحك احدهم بصوت عال، اما الاخرون فقد لاذوا بالصمت، فيما تقدمت مني امرأة شابة لتسالني اذا ما كنت امثل احدى القنوات الفضائية المحلية؟ وذكرت اسم تلك المحطة، الا انني نفيت ذلك بشدة، وسالتها ان كان هؤلاء الفتيان والفتيات يمتون لها بصلة، فاشارت الى انهم يعملون مع مقاول لجمع مادة الفافون وبيعها، وعندما سالتها عن سبب  ترك هؤلاء الاولاد الدراسة قالت بامتعاظ، الشهادة لا تطعمهم، ولا تكسيهم، هذه المفاهيم ما زالت متداولة مع الاسف في مجتمعنا وتحتاج الى جهود مضنية من قبل منظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة.. فيما قالت صبية صغيرة انها تريد ان تلتحق بالمدرسة لكن والدها لا يوافق، بل يريد منها ان تزاول عمل جمع علب الفوارغ. في الشارع ذاته وجدنا اطفالاً صغارا يعملون في ورش تصليح السيارات، كانوا يدخنون السكائر مع ان عمر اكبرهم لم يكن يتجاوز العشر سنوات، وعندما سالتهم لماذا لم يذهبوا الى المدرسة ضحك بعضهم، ولاذ بالصمت البعض الاخر.. rnأرقام مفزعة وتشير احصاءات رسمية الى ان الاطفال في العراق يشكلون اكبر شريحة عمرية في المجتمع، لذا عد العراق من الدول الناهضة ذلك لان نسبة الطفولة والشباب فيه تبلغ نسبة 64% من مجموع السكان. ومع انهم رجال الغد وصناع المستقبل، الا انهم يعيشون البؤس بتعدد اشكاله والحرمان باكبر صوره، فمن ارهاب يستهدف حياتهم الى فقر يحيل حياتهم الى معاناة، وهناك احصائيات مؤلمة تؤشر الى ان 70% من هؤلاء الاطفال يعانون من سوء التغذية، والمتسربين منهم من المدرسة يشكلون 72% من مجموع الاطفال، كما ان الذين ينخرطون في اعمال شاقة ومنهم الحمالون فنسبتهم  تبلغ60% (هذه النسب وردت على لسان عضو في هيئة رعاية الطفولة، الاستاذ في جامعة بغداد كريم حمزة في بحث القاه في المؤتمر العلمي السادس للدفاع عن حقوق الطفل). هيئة رعاية الطفولة التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدورها اعتادت اقامة ندوات ومؤتمرات واعداد دراسات وبحوث بشأن حقوق الطفل ورعايته، كان اخرها المؤتمر العلمي السادس الذي انصبت بحوثه على رعاية الطفولة ومعاناتها في ظل اجواء غير مستقرة حيث  افرزت السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، اطفال أيتام ومشردون ومتسربون من المدارس كما ساهمت الحروب التي خاضها النظام السابق والحصار الاقتصادي الظالم في تردي حياة الطفولة في العراق، لذا كانت التركة ثقيلة، ورغم التغيير الذي حصل  بعد 2003الا ان السنوات المنصرمة زادت من اعباء الطفولة في العراق بسبب حجم العمليات الارهابية التي اشغلت عدداً غير قليل من الجهات المعنية بالملف الامني اكثر من انشغالها بالخطط الاخر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram