ترجمة : ابتسام عبد اللهتعود المخرجة الفرنسية كلير دينيس إلى السينما عبر فيلمها الجديد،"مادة بيضاء"، بطولة إيزابيللا هيوبرت، الذي بدأ عرضه قبل أيام. وتقوم هيوبرت في الفيلم بدور امرأة فرنسية تمتلك مزرعة في بلد أفريقي، لم يحدد اسمه، وتحاول بشراسة الاحتفاظ بملكيتها في خلال انفجار امني.
وتظهر هيوبرت في المشهد الأول، وهي تنحدر بواسطة دراجة هوائية، على طريق قذرة مما أعاد إلى الذاكرة المشهد الأول لمخرجها المفضل ديفيدلين في فيلمه،"لورنس العرب"، عندما قدم الممثل بيتر اوتوول على دراجة هوائية، في مشهد مماثل. ولكن الأفلام الحميمة غدت مرحلة منقرضة في السينما الآن، كما انقضت مرحلة الاستعمار الأوروبي في العالم، تلك التي قدم لين أفلاماً عنها، كما في "لورنس" و " "ممر إلى الهند". وفيلم دينيس،"ماده بيضاء"، تعود إلى حقبة ما بعد الاستعمار، مستخدمة أسلوباً شفافاً، بل شاعرياً، متجنبة الأحكام الصادرة عن البيض او السود، حول الشخصيات التي تقدمها او المجتمع الذي تعيش فيه وما فيه من أعراق مختلفة.إن فيلم "مادة بيضاء"، يحلل حياة أناس عاديين يواجهون ظروفاً غير اعتيادية وقاسية، فهو يفتح برؤى كابوسية، لجنود يشعلون النيران لفحص جثة، يتبعه مشهد هيوبرت هاربة حافية القدمين تريد النجاة بروحها. إن الغرب الإفريقي،"المحرر مركز الـ" مادة بيضاء"، وهو مكان لجيوش المخدرات.وتقول هيوبرت، أن قصة الفيلم أشبه بمسرحية لشكسبير، حيث تمتزج العبودية والحرب والسياسة ومع ذلك، فهي شفافة جداً، بحيث لا يمكن تحديدها بقصة نفسية أم سياسية. لقد كتبتها كلير دينيس بشكل جيد.والمخرجة دينيس، فرنسية، ابنة دبلوماسي، أمضت طفولتها، بحكم عمل والدها، في المستعمرات الفرنسية وهي التي أصبحت اليوم تعرف بـ:جيبوتي، بوركينا فاسو والكاميرون، وحيث صورت مشاهد الفيلم. وقد عرفت دينيس، بفيلمها الشهير،"شكولاته" عام 1988،وببراعتها في خلق المشاهد الطبيعية، وامتزاج الذكريات مع الرغبة، وكان ذلك الفيلم بطولة جوني ديب وجولييت بينوشي.وقد عملت دينيس مساعدة مخرج لكوستاغافراس، فيم فيندرز وجيم يارموش، قبل ان تقدم فيلم "شكولاته"،وتقول أنها فكّرت في فيلمها الأخير، عندما اقترحت عليها هيوبرت تقديم رواية دوريس ليسينغ،"العشب يغني" للسينما. والكاتبة ليسينغ – فازت بالنوبل عام 2007 – أمضت شبابها في مستعمرة روديسيا (غدت بعد الاستقلال زيمبابوي). ولكنها رفضت الفكرة، كما قررت عدم تقديم فيلم مشابه لـ"خارج أفريقيا"، حيث أجواء البيض البراقة وأناس سود بلا أسماء. وتقول هيوبرت،"مع رفضها، فإنها أظهرت صورة لدوريس ليسينغ في احد مشاهد الفيلم للايحاء بتواجد روحها فيه.وقد وافقت المخرجة في النهاية على اختيار قصة معاصرة، كتبت له السيناريو مع روائية، فرنسية سينغالية وهي ماري ندياي، لها معرفة بالشؤون الإفريقية إبان الاستعمار الفرنسي. وكانت ندياي قد فازت عام 2009 بالجائزة الأدبية الأولى في بلادها، عن روايتها،"ثلاث نساء قويات"، التي تتناول رحلة محامية شابة من باريس إلى داكار من اجل زيارة والدها هناك. وعند وصول المحامية، تشتعل الحرب الأهلية، وتحاول بشراسة انقاذ مزرعة البن التي تعود إليها والتي تديرها مع زوجها السابق (يقوم بالدور كريستوفر لامبرت).وفيلم،"مادة بيضاء"، يتطرق إلى الأحلام والآمال التي انتعشت مع الانتفاضات التي اندلعت في أفريقيا خلال الستينيات من القرن الماضي، عن الغنى والمساواة، لكنها لم تُثمر حتى اليوم في أرجاء عدة من القارة.إن عنوان الفيلم،"مادة بيضاء"، جاء من تسمية الأفارقة للبيض بهذه العبارة. وينتهي الفيلم بالقول ان هناك رقة في الأحاسيس عند السود أو البيض، وكذلك يوجد العنف بينهما. وتقول هيوبرت ان أفلام عدة قدمت هذه الصلة بين الطرفين، ولكن الشخصيات كانت إما "مع" أو "ضد". أما المخرجة كلير دينيس فتقول،"حاولت تقديم تلك العلاقة بين الطرفين بشكل واقعي، ودون الإحساس بالذنب".rnعن/ لوس انجلز تايمز
بعد فيلمها "شكولاته" تعود دينيس إلى السينمـا
نشر في: 1 ديسمبر, 2010: 04:53 م