المدى/ وكالة(آجي) فقدت السينما الإيطالية أمس واحداً من عمالقتها الكبار، عميد المخرجين وآخر الكبار، ماريو مونتشيلّي الذي انتحر مُلقياً بنفسه من شرفة غرفة في الطابق الخامس بمستشفى في روما، حيث كان راقداً في المراحل الأخيرة من إصابته بسرطان البورستات.
وبرغم سنواته الـ٩٥ فقد بقي مونتشيلّي نشطاً وحيوياً حتى اللحظة الأخيرة من حياته وبشهادة الممثل الإيطالي الكبير باولو فيلاجّو فقد "كان ماويو متقّد الذاكرة والحضور حتى آخر لقاء بيني وبينه قبل أيام معدودة. لقد كان حيوياً ويتحدث عن المشارريع…"، ولا تبدو هذه كلمات قيلت لمناسبة الفقد، فقد كان مونتشيلّي حاضراً ونشطاً حتى اللحظات الأخيرة، إذ أنجز آخر أعماله "زهور الصحراء" قبل سنتين ونصف في ظروف صعبة في الصحراء الليبية وأشرف شخصياً على جميع المشاهد الحربية لتي تضمنّها الفيلم، وقد أعرب النجم ميكيلي بلاتشيدو، الذي أدى دور البطولة في الفيلم عن استغرابه واندهاشه "للقوة والمقدرة الهائلة التي كان ماريو يتمتع بها وهو يُدير المشاهد العنيفة تحت لهيب شمس الصحراء الليبية". ومن استمع إلى ماريو مونتشيلّي قبل عام واحد فقط وهو يستحث الشبيبة على الإنتفاض والثورة على النظام القائم في إيطاليا لم يكن له أن يُصدق ما أذاعته وكالات الأتباء من خبر انتحاره، الذي بدا للوهلة الأولى وكأنه مشهد من فيلمه الشهير "أصدقائي الأعزاء" عندما رفض الأصدقاء الأذعان لنبأ موت الشخصية التي كان يؤديها النجم الفرنسي فيليب نواريه.ولد ماريو مونتشيلّي بمدينة فياريجّو الساحلية قرب فلورنسا في عام١٩١٥ وأنجز شريطه القصير الصامت الأول في عام ١٩٣٤. عمل مع عدد كبير من المخرجين والنجوم الإيطاليين والأوروبيين وشكّل برفقة دينو ريزي ولويجي كومينتشيني، مدرسة الكوميديا الإيطالية الجديدة، والتي تمكّنت من نقل الكوميديا إلى مستويات عالية مكنتها للترشّح للأوسكار لأكثر من مرة، وقد ترشحت أربعة من أفلامه، وبالذات " الحرب الكبرى" لنيل الأوسكار في عام١٩٦٥ وأدى بطولته إثنان من عمالقة التمثيل الإيطالي فيتوريو غاسمان وآلبيرتو سوردي.
رحيل عميد المخرجين الإيطاليين ماريو مونتشيلّي

نشر في: 1 ديسمبر, 2010: 04:58 م