إيهاب الحلفيالمتصدي للمسؤولية في أي عمل، سواء كان يملكه أو كان موظفاً فيه ، وسواء كان كبيراً أم صغيراً، فإنه سيشعر بالمسؤولية إن كان مخلصاً وصادقاً وأميناً، فهو محاسب عليه أمام من هو أعلى منه وأمام جمهوره وزبائنه، وإن صدق هذا المسؤول في إحساسه وشعوره وضميره، وأخلص لدينه وربه ومبادئه فستكون لديه مجموعة افكار
ومبادئ لا مبدأ واحد فقط ، فمبدأ المسؤول سيتمثل في تفكيره الدائم بأن لا يقصر، وأن يتقن عمله ، ويفي بالتزاماته تجاه الناس داخل وخارج عمله، ومبدأ ضبط الأموال وعدم تبذيرها أو تبديدها، ومبدأ البحث عن أفكار وسبل ووسائل لتطوير العمل وتوسيعه وتحسينه ، ومبدأ الضبط الإداري لمنع التسيّب عند قليلي الإحساس بالمسؤولية الذين لا يملكون مثل هذا المبدأ كما سيتمثل هذا المبدأ في الحرص الشديد على الوفاء بالعقود والعهود و إيجاد صيغة عادلة للتوازن بين حقوق الجهة التي يعمل لها، وبين حقوق الأطراف الأخرى، فهو مهموم بألا يظلمهم أو يبخسهم حقهم، وفي الوقت ذاته بأن لا يظلم أو يبخس حق جهته، مع المحاولة الدائمة بأن يوفر عليها شيئاً من مصاريفها ويحسن المنافع التي ستأتي، لها ولكن هناك مبدأ آخر قد ينشغل عنه البعض في زحمة العمل اليومي ودوامة الحياة ، وهو الهمّ بحقوق واحتياجات الموظفين لديه، فهم كذلك أصحاب احتياجات والتزامات وطموحات، فإن كان المسؤول صاحب نظر عادل فسيفكر بهم كذلك، و يحرص على تطوير أوضاعهم الوظيفية والمالية بما يدفعهم دوماً للأمام، ويحسّن أحوالهم باستمرار، ولكن بما لا يؤدي إلى زيادة الأعباء على المدى القريب أو البعيد. هذا الهمّ الكبير قد لا تجده عند المسؤولين معظمهم، إما لأنهم ليسوا إلا جباة مال وجهود، وإما لأن همَّ مصالحهم الشخصية قد طغى، وإما لأنهم ليسوا من أصحاب العمق في الفكر والخلق، وإما لأنهم لم يفكروا في هذا الهم أصلاً يقول الرسول (ص) "أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" ولا أرى كيف يمكن تطبيق هذا الحديث في واقع العمل الإداري دون الشعور بهذا المبدأ. ولو حاسب كل مسؤول نفسه وفق معيار ضميره لما احتجنا الى المؤسسات الرقابية، فلو عملنا وفق مبدأ "عَاملوا الناس بما تحبون ان تُعاملوا". ماذا سيجري؟...
وخزة ..أمانة المسؤولية...
نشر في: 1 ديسمبر, 2010: 05:02 م