بغداد/ المدىأعرب المجلس العراقي للسلم والتضامن عن قلقه للتجاوزات على الحريات العامة التي كفلها الدستور وطالب بإيقافها فوراً. وقال بيان للمجلس تسلمت (المدى) نسخة منه امس الاربعاء ان العراقيين"ظنوا ان محنتهم مع الطغاة ستنتهي بانتهاء الحقبة السوداء وإن آفاقاً رحبة من الانفتاح والتسامح والحياة الحرة الكريمة ستطوي ذلك التأريخ الحافل بالمفارقات وبالأعاجيب من تلك التصرفات التي استهانت بحقوق الإنسان
وصادرت الحريات العامة وأنزلت برقعاً قاتما على الحياة المدنية ابتداءً من صبغ سيقان النساء على يد المحافظ المقبور طلفاح وانتهاءً بالحملة الإيمانية الزائفة وما رافق ذلك من حروب وعدوان وتطهير عرقي وأنفال خلفت مقابر جماعية شاهدة على عصر من الفضاعات".واضاف:"وكأن النموذج الطلفاحي يراد له أن يظهر من جديد وأن يظل مسلطاً على رؤوس العراقيين ومن قبل أولئك الذين يحملون شعارات الفضيلة والذين طالما تعرضوا للاضطهاد والتشريد وكأن نزعة التسلط هي هي في كل الأوقات لا تقدم إلا صفحات جديدة من العتمة رغم كل الشعارات البراقة والتأكيدات التي يقولون فيها أنهم لا يريدون أن يبنوا دولة دينية".واوضح بالقول:"انهم يعتقدون أنهم وحدهم الذين يمتلكون الحقيقة ويعرفون الفضيلة ويفرقون بين المقدس وغير المقدس بل ويمتلكون مفاتيح الجنة".وتابع البيان:"بالأمس أقدم مسؤولوا محافظة البصرة على إلغاء السيرك وقبلها ألغيت حفلات بابل واليوم يقود محافظ بغداد حملة إيمانية جديدة بإغلاق النوادي والمنتديات وبالقوة التي تسمى فرض القانون".واشار المجلس في بيانه الى إن هذا التوجه الخطر يمثل إحدى ملامح المرحلة القادمة والتي يراد فيها أن يُرسم للمواطنين أسلوب حياتهم وطريقة عيشهم وكبح جماحهم بعد الحرية التي نالوها بسقوط الصنم وهي بداية لشوط جديد من المعاناة يراد فيه تقليص مساحة السلم المجتمعي وتوسيع ظواهر الفساد وتفشي المخدرات التي باتت تهدد حياة الناس وخاصة الشباب منهم.وختم البيان بالقول إن منظمات المجتمع المدني وكل القوى الخيرة مدعوة لاستنكار هذا العمل الذي يتعارض مع الدستور ومع واقع الحياة العراقية التي أراد الطغاة أن يشوهوها فسقطوا، وندعو أيضاً حماة الدستور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان لأن يضعوا حداً للتدخلات والتجاوزات على الحريات العامة.
السلم والتضامن:نموذج "طلفاح" يكرر نفسه اليوم في "عراق الديمقراطية"
نشر في: 1 ديسمبر, 2010: 10:23 م