بغداد /ايناس طارق تصوير /ادهم يوسفاتهامات متبادلة بين المؤسسات الحكومية المختلفة والضحية  هم المواطنون و نهر دجلة  الذي تتحول مياهه بقدرة غريبة مع دخولها بغداد من صافية الى داكنه اللون ملوثة. اذاًمن اين وكيف يحصل هذا التلوث ولااحد يريد ان يتحمل المسؤولية والبعض يرمي  بالمسؤولية على البعض الآخر وبذلك لم نستطع الوصول الى الجهة التي تقول ان لها علاقة بهذا الموضوع الخطير والشائك الذي له علاقة بحياة المواطنين مثلما لم نتوصل الى جهة تتحمل معالجة هذا التلوث الذي يؤثر على صحة المواطن.
قبسات من الماضيارض ما بين النهرين" هي التسمية التي اطلقها اليونانيون القدماء على البلاد التي يحدّها نهرا دجلة والفرات، وعلى هذه الأرض ازدهرت حضارات عظيمة كالسومرية والاكدية والبابلية والآشورية وغيرها، وكلها حضارات انتشر نفوذها الى البلاد المجاورة ابتداء من الألف الخامس قبل الميلاد. وعلى ضفاف دجلة الخير كانت الحضارة الاولى التي قدمت للانسانية الحرف الاول في ابجدية الحضارة والعلوم والفنون  , فحضارة العراق ارتبطت ومنذ الاف السنين بدجلة الذي صار بعد كل تلك السنوات يبكي تاريخه وزمن ازدهاره حيث يشكو اليوم من انتهاك صارخ عليه  من خلال القاء الاف الاطنان من السموم والملوثات ما يلحق افدح الضرر بالبيئة والانسان.rnوزارة البيئة ولان للموضوع علاقة مباشرة بالبيئة كان لابد من  ان تكون باكورة موضوعنا رأيها بشأن التلوث في نهر دجلة. تقول وزيرة البيئة نرمين عثمان في تصريح  لـ"لمدى" ان الوزارة شكلت لجنة لمتابعة مياه نهر دجلة برئاسة امانة بغداد للحد من تلوث مياهه. و اكدت ان الوزارة تعتبر جهة رقابية تقوم بانذار جميع المخالفين الذين يقذفون فضلات المياة الملوثة في نهر دجلة،ومثال ذلك  قيام الوزارة برفع دعوى قضائية ضد "مستشفى مدينة الطب بعد ان وجهنا لهم تنبيهاً وانذاراً وغرامه مقدارها 10 ملايين دينار، لكنهم لم يلتزموا بكل ذلك ولم يعالجوا مشكلة التخلص من فضلات المستشفى ورميها في نهر دجلة.واشارت نرمين الى عدم امكانية غلق المستشفى لانه خدمي طبي ويقدم خدماته لملايين المواطنين ـلكن في الوقت ذاته تقوم الوزارة باغلاق المعامل والمصانع الصغيرة،وتؤكد قائلة ان الحقيقة التي لابد من ذكرها ان نهر دجلة يعاني من تلوث كبير يجب معالجته باسرع وقت ممكن وان تشكل لجنة تهتم بهذا الموضوع تبدأ من شمال العراق وصولا الى شط العرب وان يتم تخصيص مالي للبدء بذلك , جهد تشترك به جميع الوزارات وليس فقط امانة بغداد لان الامر يحتاج الى تكاتف من جميع الجهات المسؤولة في الحكومة.rnوزارة الكهرباء اما المتحدث الاعلامي لوزارة الكهرباء مصعب سري  فقد صرح لـ"المدى " قائلا:ان وزارة الكهرباء ليس لها علاقة بالتلوث الذي يحدث بنهر دجلة فضلاعن ان  الوزارة والدوائرة التابعة لها  لاترمي مخلفات المياه في النهر،لانها  لاتستخدم المياه الا في محطات مياه توليد الطاقة البخارية اما المحطات الاخرى فهي تعتمد على الوقود "مثل الغاز والكاز ".rnمجلس محافظة بغداد بدوره  صرح رئيس مجلس محافظة بغداد  كامل الزيدي لـ  "لجريدة المدى" قائلاً:ان مياه نهر دجلة تعاني من تلوث كبير وهذا ما وضحته الصور التي التقطت من الجو بواسطة اجهزة خاصة لمراقبة وتحديد حجم التلوث , كما حددت هذه الاجهزة  الاماكن التي تسبب تلوث مياه دجلة. واضاف اذا لم تتعاون الوزارات والجهات المسؤولة في معالجة الامر فان التلوث سوف يمتد و يسبب كارثة على المناطق الجنوبية ايضا لان الماء عندما يدخل الى بغداد يكون صافياً وعندما يغادرها يكون لونه اسود.rnامانة بغداد بينما صرح حكيم عبد الزهرة المتحدث الاعلامي للامانة قائلا:ان الامانة تحاول بذل اقصى جهودها للحد من تلوث مياه نهر دجلة لكنها ماذا تفعل ازاء هذه الامكانات المحدودة فضلاً عن ان الامانة بحاجة الى مؤازرة بقية الوزارات للتعاون والحد من هذا التلوث اضافة الى انها  طلبت من الحكومة تخصيص ميزانية مالية لشراء اجهزة جديدة وحديثة تساهم في تنقية وتعقيم المياه،واشار حكيم في حديثه قائلا: ان الامر يحتاج الى معالجة جدية وسريعة للحد من تلك الظاهرة الخطيرة.rnمدينة الطب وفي اتصال هاتفي مع مدير اعلام مستشفى مدينة الطب  "رعد راضي" قال:ان مستشفى مدينة الطب لايرمي النفايات في نهر دجلة ولا نسمح لاي جهة  اياًكانت بقول ذلك لان المستشفى لديه محارق خاصة للتخلص من النفايات،اما فيما يخص رفع قضية ضد المستشفى فليس لدينا علم بتلك القضية!rnمجلس صلاح الدين  وسبق لرئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة صلاح الدين الدكتور واثق شاكر ان قال في تصريح لوكالات الاعلام: اننا نعيش في بيئة ملوثة ومياه نهر دجلة ملوثة أيضا وهذه الظاهرة مستمرةحيث يأتي التلوث عن طريقين الأول الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك الى مصافي بيجي والتي تمر سابقا فوق النهر عبر جسر منطقة الفتحة الذي دمر عام 2003،ما دفع القوات  المتعددة الجنسية الى إنشاء قناة إسمنتية تحت النهر تحتوي على الأنابيب التي تنقل النفط وهذه الأنابيب غالبا ما تسرب كميات كبيرة من النفط الخام".  اماالسبب الثاني فهو طرح كميات كبيرة من نفايات