TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن..يازيدي : انك تكره بغداد وأهلها

العمود الثامن..يازيدي : انك تكره بغداد وأهلها

نشر في: 7 ديسمبر, 2010: 04:39 م

باسم عبد الحميد حمّودياترك العمود الثامن اليوم   للاستاذ  باسم عبد الحميد حمودي، الصحفي المعروف واحد المهتمين بتاريخ بغداد وتراثها، كلمات الاستاذ حمودي تدق ناقوس الخطر وتضع الحقائق امام القاريء الذي سيكتشف زيف البعض ممن يتشدقون بالكلمات الكبيرة
يبدو أن مفاهيم المواطنة وتوصيفها قد تعرضت الى نوع من التشويه في طريقة تناول معظم من هم يتحكمون بمصائر أهل بغداد  , وهم بالتالي يسومونهم العذاب المتجلي في الكميات الهائلة من النفايات التي تفرش يوميا  في ازقة البتاويين والنواب والدورة والامين و.. سائر احياء بغداد.  وسوء الخدمات المتجلي في البناء  العشوائي وعدم مساعدة الفقراء وبالتالي: أنتاج كم هائل من الاذى لبغداد واهلها وسأحاول ايضاح اسباب ذلك.في عام 1954 جرت انتخابات مجالس ادارة    البلديات في العراق, كما كانت تجري وفق الاستحقاقات الانتخابية المعهودة حسب القانون. في المنطقة السابعة –حيث اسكن – رافقت والدي في عملية  الدعاية لمرشحين من المنطقةاحداهما ابن العمة المحامي محمد العبطة –وهو من حزب الاستقلال- وثانيهما الحاج هاشم الهبش –ابن عمه –كانت المعركة حامية والمطلوب ان يفوز اثنان عن كل منطقة من مناطق بغداد الانتخابية البالغة –في حينها –خمس عشرة. فاز ابن العبطة الشاب وخسر الحاج هاشم وسواه, وتلقى الفائزان التهاني من الخاسرين وانصرف كل الى عمله دون ضجيج ولا تجاوز على احد.  مثل ذلك حدث في الوية المنتفك والديوانية وكربلاء والموصل وسائر الالوية (المحافظات اليوم) الاربعة عشرة. لم يكن مسموحا لأحد من غير ابناء المحافظة ان يرشح في غيرها كما هو حاصل اليوم, لم تكن المجالس البلدية ومجالس ادارات الالوية تحوي عناصر من غير سكان المدن والمحافظات, بالتالي خدم هؤلاء مدنهم والويتهم.في البصرة كانت العوائل الاساسية ترشح رجالها امثال باش اعيان والبسام والجزائري, وفي الموصل برزت خدمات ممثلي اسر المدينة لاهلها  وكذلك الامر في النجف الاشرف (وقد كانت قضاء متفردا) امثال  آل شمسة والكليدار والحبوبي وسواها, كما برزت خدمات  الاسر الكربلائية العريقة لمدينتهم. اردت القول خلاصة أن بغداد كانت للبغداديين الاصلاء وأن كربلاء المقدسة كانت لاهلها وكذلك الديوانية والموصل والعمارة, بل أن المجالس البلدية المحلية كانت تحت رئاسة احد ا برز رجالات المحلة, كان الحاج ناجي الكرّادي رئيسا لبلدية الكرّادة الشرقية  والحاج احمد الشواف رئيسا لبلدية الكرخ وهكذا. الامثلة كثيرة –حتى عا م 1979 – في اهتمام قوانين الدولةالعراقية واعرافها ان يكون (الحاكم) المحلي من أهل المنطقة.  بغداد لأهلها وليست للحاج الزيدي , وقد كانت كذلك  حتى تحكم بها القائد الاوحد واضاع المشيتين, هدم الكرخ واضاع معالم الرصافة وجاء القائد الزيدي ليتحكم –او هكذا يظن – بمثقفيها وممثلي حضارتها, وانا أزعم ان الحاج الزيدي لا يحب بغداد ولا اهلها بل وينزعج من اية فرحة تطولهم وهو حريص – مع مجلس محافظته هو  لا محافظة بغداد – علىحفر الشوارع مراراوترك النفايات – الا اقلها – في شوارعها المتخسفة التي قطّعتها الحوائط الكونكريتية, وهو يظن انه بجيوش حمايته يستطيع اسكات صحيفة (المدى) التي لا تدافع عن احد سوى عن بغداد وحريتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram