هادي المهديليس غريبا ولا عجيبا ان يطلع علينا واحد من صنائع الصدفة ممن دفعهم تزلفهم وتملقهم لهذا وذاك من الاحزاب حتى اندفعوا يحتلون الواجهات بشكل غير شرعي وغير مشرف وبعد ذلك يبدد الاموال ويهدر الفرص لتطوير واعمار بغداد ويتركها غارقة في الظلام وفي بحر من القمامة وبلا تطوير يذكر لانظمة الصرف الصحي ولا لآثارها ومعمارها واسواقها..
رجل بلا منجز البتة وبلا تاريخ يذكر، يخرج هكذا وبتنطع الامية الاعمى الفتاك ليقول عني شخصيا وعن عشرات كبار المثقفين والاعلاميين والشعراء والادباء والفنانين واساتذة الجامعات اننا مأجورون!!نعم نحن ماجورون نقر ونعترف مأجورين للعراق وفقرائه وادبائه وفنانيه وعلمائه.. مأجورون لمظلومية الشعب العراقي ومأجورون لحقوقه الشرعية وامواله التي نهبت وآماله التي تحطمت. نحن مأجورون لبغداد التي تئن من الظلام والازبال والبنايات المخربة والاسواق الخربة والشوارع المهملة.. مأجورون لجيوش البطالة والعاطلين عن العمل.. المخنوقين والمقبورين في مدينة جافة لا ملمح لحياة فيها سوى الادب والفن وقامات من الشرفاء يروحون ويجيئون فيها على كدر وبلاء وتحمل غريب لسوء الادارة وسوء الانفاق وسوء الادارات المحلية التي كشفت عن فشلها في ادارة وتطوير البلاد وبراعتها في اشاعة الوهم والاحباط واليأس والسرقات والتزوير وكواتم الصوت والمفخخات... الخانا ماجورون لمقام الكاظم (ع) ولمقام ابي حنيفة المطوقين بمدن مهملة ورثة.. مأجورون للمدارس المهملة والجامعات الرثة.. مأجورون لدجلة تمطره الاوحال.. مأجورون للحدائق التي اهملت وملاعب الاطفال التي الغيت.. مأجورون لنصب الحرية ينتصب كشبح في ليل بغداد المعتم بينما المنطقة الخضراء تشع بالأضاءة كانها كبريه.. مأجورون لمدينة الصدر وحرمانها الغريب.. مأجورون للمنصور والشعب والشعلة والوشاش والحرية والكرادة وابو دشير والدورة الاحياء التي طمرتها القمامة واجتاحتها الاوبئة.. مأجورون لفضاء بغداد وقد تشوه باسلاك المولدات العشوائية في دولة نفطية لاتريد حكومتها الخضراء حل مهزلة الكهرباء.. مأجورون للفقير يتسلم الحصة بلا زيت وبلا سكر منذ شهور.. ماجورون للمريض بلا مشفى وبلا دواء.. ماجورون لأطفال مقبورين كما النساء والعجائز والمرضى في بيوتهم لان بغداد لا تتوفر فيها مساحات للتسلية والترفيه والتنفس.. نحن ماجورون.. انا مأجور للعراق ومحنته واسئلته وحرمانه ولحقوقه المستلبة وأنا مأجور للادباء والمثقفين والفنانين والعلماء واساتذة الجامعات.. نحن مأجورون للحريات أولا.. مأجورون للحياة وحق العيش فيها بكرامة بلا حسيب وبلا رقيب من حزبي (...) ولكن رئيس مجلس محافظة بغداد مأجور لمن؟