عواد ناصرمؤسسة (المدى) سباقة، على عادتها، في دق جرس الإنذار، وقد كابدت، سابقاً، وستبقى، محاولات خنق الحريات العامة في العراق، وستتولى إطلاق المبادرات، مستقبلاً، لأن المعركة مع الظلام والظلاميين لن تنتهي بسرعة، ومن دون ثمن.مع (المدى) وبمبادرتها، اعتصم جمع شريف،
يؤمن بإن الحرية فضاء يتسع للجميع إذا ما أحسن بناؤه وتمت صيانته أخلاقياً وقانونياً، ولكي يحق للعراقيين اعتقادهم، وأملهم، بأنه يعيشون في عراق جديد على أنقاض القديم الذي حبس عنهم حتى هواء التنفس.قرار إغلاق النوادي والجمعيات في العراق محاولة من السلطات القائمة، المعنية، لاختبار ردة فعل العراقيين، كما كان يجري أيام النظام السابق، وإذ تبدأ هذه السلطات بقرار من هذا النوع، فإنها ستتمادى باتخاذ قرارات وخطوات أكبر وأخطر، وهي لعبة قديمة، غير مسلية، ولا تنطلي على أحد.الحريات العامة وممارسة الإنسان لحقوقه، على ضوء دستور صاغه ووقعه الكثير من مسؤولي اليوم الذين يخرقونه هم، قبل غيرهم، لا يمكن أن تهدر بقرار سلطة أو محافظ أو مسؤول أمني، لأن هذه الحريات وليدة عناد وصمود، بل إن (ألف مسيحِ دونها صلبا)، فلا تتراجعوا، يا أخوتي العراقيين، عما عمده أجداد وآباء وإخوان لكم على مدى تاريخ بلدكم المنكوب بالدكتاتورية وفقهاء الظلام وحراس الفضيلة العميان.(المدى) مؤسسةً للنشر والتنوير والاشتغال على ترويج الكلمات والأفكار النبيلة والتحديثية أدركت أن من واجبها، أيضاً، النزول إلى الشارع العام، وعدم الاكتفاء في البقاء بمكاتب القراءة والكتابة، لتخوض، مع الناس، معركتهم السلمية لإطفاء النار، على أن النار نوعان، نار ينبغي إطفاؤها، وهي نار الإرهاب والتكفير والعنف والعماء، وأخرى ينبغي إشعالها: نار التنوير والتحضر والسلام والحرية.
مبادرة (المدى).. إطفاء حريق.. إشعال حريق
نشر في: 8 ديسمبر, 2010: 05:13 م