TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أنواع العنف

أنواع العنف

نشر في: 11 ديسمبر, 2010: 04:58 م

علي نافع حموديتتعرض دائما المرأة في المجتمعات الشرقية لجملة من أعمال العنف منها الجسدية ومنها الاقتصادية ومنها النفسية ، وجميعها تشكل خرقاً كبيراً لحقوقها سواء تلك التي فرضتها الشرائع السماوية أو التي نصت عليها المواثيق والأعراف الدولية أو التي تضمنتها دساتير البلدان .والعنف ضد المرأة ليس قضية حديثة، فهي قديمة قدم العالم وهي ليست قضية محلية وإنما ذات صفة عالمية حيث أنها تنتشر
 في المجتمعات كافة، المتحضرة منها والمتخلفة، لكنها تبقى من الأمور والقضايا الأكثـر خفاء، فهي تدخل في إطار المشاكل العامة التي تلقي العادات والتقاليد عليها الغطاء وتمنع الكشف عن الأسرار العائلية، وبالتالي هذا العنف الذي يقع على المرأة من جهة، ومن جهة أخرى يكون لسكوت الضحية نفسها تخوفاً من عنف جديد أو حكم خاطئ عليها من الآخرين السبب الأقوى في بقاء هذه الجريمة بعيدة عن الضوء.rnلكن ورغم المؤتمرات الدولية والعالمية العديدة التي نهضت لمواجهة العنف ضد المرأة، ورغم التعريفات المتعددة لها إلا أنها كانت دائماً تذكرها (كظاهرة) مكررة لفظ ظاهرة العنف ضد المرأة في كل تعريف ورد في هذا المجال، مما يعني إبقاءها بعيدة عن المواجهة الحقيقية والوجود الحقيقي لمعالجتها. والعنف ضد المرأة وإن كان ظاهرة منتشرة في كل العالم، إلا أنه بالدرجة الأولى لا يمكنه أن يخرج عن كونه جريمة قائمة بحد ذاتها يجب توصيفها للوصول إلى حل وعلاج يقف في مواجهتها. ورجـال القانـون يقولون لكل جريمة ركنان مادي ومعنوي، كما لكل جريمة فاعل وضحية وأدوات جرميه، فمـا مدى توفر ذلك من ظاهرة العنف ضد المرأة؟ فالركن المادي يعني القيام بأفعال مادية مباشرة يمارسها المجرم على الضحية وهو في العنف ضد المرأة متوفر وبشكل واضح في كل عمل عنيف يأتيه الرجل على المرأة. أما الركن المعنوي وهو يعني نية الفاعل إيذاء ضحيته وتوجه إرادته إلى ذلك ، هذا الركن أيضاً يتوفر في العنف ضد المرأة.وفي قراءة سريعة لأسباب العنف ضد المرأة نجد إن هناك مجموعة مهمة من أسباب لهذه الجريمة لكن أياً كانت فهي لا تبررها ولا تسيغ لفاعلها فعله. فقد يرجع العنف إلى أسباب مادية كالفقر أو الفاقة التي تعانيها الأسرة التي يقع فيها العنف وما ينتج عن الفقر من مشاكل أو إلى إدمان المخدرات من قبل فاعل هذه الجريمة أو إلى الجهل وقلة الوعي نظراً لمدى التأثير السلبي لذلك في ارتكاب العنف، لكن هذا لا يعني أن العنف ضد المرأة يحدث فقط في الأوساط الجاهلة أو الأقل ثقافة وإنما هو منتشر بشكل كبير في أكثر الأوساط ثقافة ومن رجال يحملون أعلى الشهادات والدرجات العلمية. كذلك يلعب دوراً مهماً في انتشار هذه الظاهرة وتوغلها سكوت النساء اللواتي يتلقين العنف بكل صمت وهزيمة ويبتلعن معاناتهن إما خوفاً من الفضيحة والعار أو على مستقبل أطفال وأسرة سوف تتفكك إن هن تجرأن واتخذن أي إجراء لمواجهة العنف الواقع عليهن.إضافة إلى ذلك يبقى للموروث السائد في مجتمعنا أن على المرأة دائماً التحمل وأنها ليست الأولى ولا الأخيرة التي تلقت عنفاً من زوجها وأن المرأة لبيتها وزوجها وأولادها، أيضاً التربية الخاطئة للأطفال لها دور سلبي لانتشار هذه الجريمة، حيث إن أغلب الأسر تربي أولادها على التمييز بين الشاب والفتاة وتفوقه عليها مما يعطيه سلطة تبيح له استعمال العنف ضدها وهذا ما يحتاج إلى بذل المزيد من التوعية الاجتماعية والأخلاقية. وهنالك أنواع عديدة من العنف تمارس ضد المرأة  ولو طالعنا المادة الأولى من إعلان الجمعية العمومية بشأن القضاء على العنف ضد المرأة عام 1993 حيث نصت: على أنه أي عنف يقوم على أساس النوع أو الجنس وينتج عنه ضرر أو أذى جسدي أو نفسي أو جنسي، واستناداً إلى ذلك يمكن لنا تقسيم العنف إلى عنف جسدي وعنف نفسي وعنف جنسي.  والعنف الجسدي وهو الذي يقع على جسد الضحية ويترك آثاراً متفاوتة الخطورة، والضرب هو أهم مظاهر هذا العنف بأية وسيلة كانت وهو الأكثر انتشاراً . أما العنف الجنسي وقد وضحته المادة الثانية من إعلان الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة عام 1993 مذكرة أنه يشمل الاغتصاب للبنات الصغيرات أو للنساء بما في ذلك اغتصاب الزوجة أو إكراهها على ممارسة الجنس وكذلك الممارسات التقليدية الصادرة مثل ختان النساء، وهو ما يزال منتشراً في بعض المناطق العربية، وأيضاً يشمل العنف الجنسي المضايقات أو المعاكسات والصبغة الجنسية إلى جانب إكراه المرأة على بيع نفسها وعرضها وكذلك الاغتصاب الذي يحدث أثناء الحروب. وإن في الزواج المبكر للفتاة نوعاً من أنواع العنف الجنسي، حيث أن الفتاة في عمر /13/ سنة غير مدركة لواقعة الزواج لأنها ما تزال في مرحلة الطفولة التي تكون قد حرمت منها بهذا الزواج. وفي حقيقة الأمر فإن العنف الجنسي لا يمكن أن يكون مجرداً من اقترانه بعنف جسدي ونفسي فهو يجمع بينهما وإذا وقفنا في بعض الحالات نراه ينتج إيذاءً جسدياً ونفسياً. أما العنف النفسي وهو الأخطر كون إن أهم مفاتيح الإنسان الصحيح هو أن يحمل نفساً صحيحة خالية من العقد أو الأمراض والاضطرابات النفسية والتي لها أكثر الآثار السلبية في أسرته ومجتمعه وفي إنتاجه وبخاصة في الحياة، فكيف الأمر إذا كانت أكثر من ثلاثة أرباع النساء في العالم يلقين ضغطاً نفسياً كبيراً وعنفاً نفسيا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram