TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > أبطال حقوق الإنسان

أبطال حقوق الإنسان

نشر في: 11 ديسمبر, 2010: 07:37 م

نافـي بيليمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسانيوافق العاشر من كانون الأول/ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو اليوم الذي نحتفي فيه بالمدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان، بعضهم معروف وأكثرهم غير معروف، فهم الذين يعارضون التمييز والإقصاء واللامساواة.يبعث هؤلاء المدافعون عن حقوق الإنسان الحياة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي في مثل هذا اليوم منذ اثنين وستين عاماً
جاء ليذكر المجتمع الدولي"بالكرامة المتأصلة"و"الحقوق المتساوية والثابتة لجميع أعضاء الأسرة البشرية". فلقد أرسى الإعلان الأسس لعالم خالٍ من الخوف والعوز والتعصب، عالم يخضع فيه الأقوياء للمساءلة ويجد فيه الضعفاء الحماية.إن تحقيق إحترام حقوق الإنسان للجميع هو أمر ممكن إن تضامنا مع المدافعين عن حقوق الإنسان وجعلنا مناهضة التمييز قضيتنا. وينبغي علينا أن نفعل ذلك لأن التمييز بلاء يصعب التخلص منه وبعض من جوانبه المُترسخة يدعو للقلق بشكل خاص، نظراً لإنتشارها على الصعيد العالمي.  فالتمييز الوارد في القانون والممارس على أرض الواقع يجعل من المرأة،التي تشكل نصف سكان العالم،مواطنا من الدرجة الثانية وهدفاً للعنف.كما كانت الشعوب الأصلية ولفترات طويلة من الزمن ضيوفاً غير مرغوب فيها على أراضي أجدادها. ولا تزال العنصرية حية ولم تهزم بعد حيث لا يزال أفراد الأقليات الضعفاء في كل مكان في العالم يعيشون في خوف من هجمات ذات دوافع عنصرية.ينبغي علينا جميعاً أن نحتضن قضية الأشخاص ذوي الاعاقة الذين يُنظر إليهم نظرة فضولية مروّعة عندما يمرون في دروبنا والذين في كثير من الأحيان يصبحون بسهولة أشباحاً خفية لمجرد مطالبتهم بحقوقهم. وينبغي علينا أيضاً أن نشجب المعاملة السيئة المُرتكبة بحق العمال المهاجرين غير النظاميين الذين يُنظر إليهم في كثير من الحالات كأشخاص منبوذين في البلدان الأجنبية التي تحتاج إلى عملهم.ويواجه الأشخاص في جميع أنحاء العالم الإزدراء وإنتهاكات حقوق الإنسان والعنف بسبب ميولهم الجنسي. كما يُنظر إلى المُسنين وبشكل متزايد من قبل عائلاتهم ومجتمعاتهم على أنهم"عبء"و"عديمو الفائدة"عوضاً عن إعتبارهم مصادر للخبرة والحكمة. يصرّ المدافعون عن حقوق الإنسان على ضرورة التصدي لهذه الحالات من خلال مزيج مناسب من التدابير والتدخلات في القانون والممارسة على أرض الواقع والتي من شأنها أن تسهم في تمكين الضحايا وتشجيع مشاركتهم وتعزيز التعليم العام.وقد قامت العديد من البلدان التي كان تاريخها مليئاً بتجارب التمييز والإقصاء ضد مجموعات معينة بإعادة صياغة كتب القانون، أو أنها في طور القيام بذلك، بحيث تعكس المبادئ العالمية للمساواة والقيم المنصوص عليها في القانون الدولي. وبلدي،جنوب أفريقيا،هي من بين البلدان التي قامت بذلك فعلاً. ونحن مدينون بهذا التقدم وبإدراكنا للتكلفة البشرية الناتجة عن إهمال حقوق الانسان، للمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يكافحون من أجل كسر حلقة التمييز والظلم واليأس، ونحن نعلم أنه يمكن خلق فرص متكافئة وظروف حياة كريمة للجميع بسبب إلتزامهم الذي لا يلين وشجاعتهم وفكرهم والتضحيات التي يقدمونها، فقد غيّر المدافعون عن حقوق الإنسان وإلى الأبد نظرتنا إلى أنفسنا وإلى بعضنا البعض وغالباً ما كان ذلك على حساب تعرضهم شخصياً لأخطار عظيمة.وليس هنالك شك بأن حقوق الإنسان والمدافعين عنها لا يزالوا صامدين في وجه إختبار الزمن ولا يزالوا يكسبون أنصاراً جدداً كل يوم، إذ ما فتئ الطغاة يسقطون والأيديولوجيات تتلاشى. ولكن يجب علينا أن نبقى يقظين وحذرين من وقوع أية إعتداءات ضد حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان وحريتهم.ففي بعض البلدان، ظهرت هنالك توجهات جديدة مثيرة للقلق تقيّد أنشطة المدافعين عن حقوق الإنسان وتقوم على تقويضها بصورة ماكرة. وأود أن أشير هنا على وجه الخصوص إلى التشريعات والأنظمة غير المبررة التي تحد من حرية ونطاق عمل منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عنها وإستقلالهم المالي. إن الكثير من هذه التشريعات يتنافى مع معايير حقوق الإنسان والمعايير الدولية.وفي أماكن أخرى، تجعل القوانين القديمة التي تتسم بالقمعية بشكل واضح ومكشوف من قضية الدفاع عن حقوق الإنسان عملاً محفوفاً بمخاطر جمة. ويبقى عدد لا يحصى من المدافعين عن حقوق الإنسان يتعرضون للمضايقات والتعذيب والقتل فضلاً عن إجبارهم على العمل في عزلة المنفى، فيما يقبع العديد منهم في السجون. ولقد دعوتُ إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي وسأواصل المطالبة بذلك وسأستمر بالحث على إحترام حقوق الإنسان وعمل المدافعين عنها في جميع أنحاء العالم.وقد قالت أونغ سان سوكي، نصيرة الديمقراطية في ميانمار، في تصريح حادّ أصدرته عندما أُطلق سراحها الشهر الماضي عقب سبع سنوات قضتها في الإقامة الجبرية:"كيف أقول أني حرة إذا كان أفراد شعبي ليسوا أحراراً؟ فإما أن نكون جميعنا أحراراً أو لا نكون جميعنا كذلك"، وبهذه الكلمات يتم تلخيص عقيدة حركة حقوق الإنسان والأبطال من المدافعين عنها في جميع أنحاء العالم لأنهم يعلمون بأنه بالإمكان تحقيق الحرية من خلال الصمود والدفاع عن القضية.وإن علينا الإعتزاز بعمل المدافعين عن حقوق الإنسان وحمايتهم، وينبغي أن تكون رسالتنا واضحة ومدوية: لا يوجد إنسان من الدرجة ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram