TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > علينا إنصافهم

علينا إنصافهم

نشر في: 12 ديسمبر, 2010: 05:09 م

صبيح الحافظعندما تدب الحياة في الكون ، وعند بزوغ أشعة الشمس ، وإضاءة الطبيعة بعد انحسار ظلمة الليل ، نشاهد أسراب العاملين زرافات ووحدانا متوجهين صوب مراكز أعمالهم ، والتهيؤ لممارسة وظائفهم ، فإن من جملة المبادرين المبكرين(شرطة المرور)، وأخص الذين يمسكون الشوارع والساحات التي تتسرب فيها حركة المركبات الى منافذ ومسارات عدة ،
 وقد تختنق تلك الساحات من الحركة المرورية ، وقد يتشابك ويتنافس السائقون على المبادرة لاختراق الساحات ، وهذا ما يعرقل ويزيد من الاختناقات ، وبالتالي توقف السير الذي يضيف إلى أزمة المرور إرهاقاً آخر يصعب معه فك الاختناق ، ولكن براعة وذكاء ونشاط رجل المرور الذي لا ينفك لحظة عن استعمال حركة اليدين والرأس ، والتنقل من مكان إلى آخر ، وإعطاء الإشارات والايعازات بالتوقف للبعض ومواصلة السير للآخرين ، وفي كل هذه اللحظات التي تمر عليه يكون يقظ الفكر لا يهدأ له بال لحظة واحدة ، حيث نراه في استمرارية متواصلة يميناً ويساراً يراقب حركة المرور طوال فترة عمله التي تستغرق أكثر من خمس أو ست ساعات.هذا كله في جانب ، ولكن في جانب آخر ، فان الذي يزيده إرهاقاً الظروف الجوية والمناخية التي لا مفر منها ، وهي ترافق رجل المرور وهو تحت السماء ، وقد لفحته أشعة الشمس بلهيبها وسخونة وفظاعة حرارتها ، هذا في موسم القيظ ، وحرارة الجو في أوجها ، ناهيك عن موسم الشتاء والبرد القارس الذي يؤثر على حركة وعمل رجل المرور.ومن ناحية تنظيم العملية المرورية وسير المركبات باتجاتها المختلفة بشكل انسيابي، يتعرض شرطي المرور إلى تجاوزات السائقين الأميين الجهلة الذين لا يلتزمون بالأوامر والتعليمات القانونية، بل أنهم يتباهون بالتحدي وعدم الاكتراث بالأوامر ، وهؤلاء هم الطامة التي تقلق وترهق رجل المرور ، وأحياناً يتطاول بعض هؤلاء السائقين المتهورين بالتمرد أو التلفظ بألفاظ نابية تنم عن المستوى الهابط لمن يقود المركبة ، في حين أن الواجب يفرض على من بيده منح إجازة السوق أن لا تمنح إلاّ بعد إنهاء دورات تثقيفية وتعليمية باتباع السلوك الأخلاقي الحسن مع شرطي المرور ، وإطاعة إرشاداته وغيرها من التعليمات.وقد أخذت بهذا النهج معظم دول العالم ، إذ ان سائق المركبة يجب أن يكون متعلماً ومثقفاً ذا مزاج هادئ وهذا ما يتطلبه العمل المروري.هذه خواطر تخترق الفكرة عندما نشاهد رجل المرور بتفانيه وإخلاصه في عمله ، نكبر فيه هذه الروح الفذة التي ترفع من مكانته ، إضافة الى ما يعانيه من متاعب كما ذكرنا ذلك آنفاً ، فعلينا أن نعمل على إنصافه.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram