كابول / ا ف بدعت النيابة العامة في افغانستان المحكمة العليا الى الغاء نتائج الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل والتي جرت في ايلول ، في مرحلة جديدة من اختبار قوة مع السلطات الانتخابية على ما اعلن احد اعضائها امس الاحد.واعلن حافظ الله حافظ رئيس لجنة التحقيق في النيابة العامة حول الانتخابات لفرانس برس ان الانتخابات شابتها عملية تزوير هائلة الى حد يدعو الى الغاء نتائجها ،
وقال "اننا طلبنا رسميا من المحكمة الخاصة لمكافحة الفساد في المحكمة العليا الغاء نتائج الانتخابات التشريعية وامرنا بتعداد جديد للاصوات من طرف لجنة محايدة وممثلي المرشحين".ويبقى قرار تلبية طلب النيابة ام لا بيد المحكمة العليا التي يشرف عليها مقرب من الرئيس حميد كرزاي واذا امرت بذلك فقد تزيد الغموض على الساحة السياسية الافغانية في حين يفترض ان تبدأ الدورة التشريعية هذا الشتاء.ولا تمارس الجمعية الوطنية (وليسي جيرغا، 249 مقعدا) سوى القليل من النفوذ في البلاد حيث ان معظم الصلاحيات بين ايدي الرئيس حميد كرزاي الذي يتولى الرئاسة منذ نهاية 2001 عندما نصبه التحالف الدولي الذي اطاح بنظام طالبان.واضاف حافظ "لدينا ادلة كثيرة تثبت ان عمليات تزوير كثيفة حصلت على اعلى مستوى" ، متهما "مسؤولين" في اللجنة الانتخابية الافغانية المستقلة ولجنة الطعون الانتخابية بالتورط مباشرة في ذلك التزوير مؤكدا ان لديه ادلة صوتية واشرطة فيديو.وفي نهاية تشرين الثاني اعلنت النيابة العامة التي يشرف عليها مقرب من الرئيس كرزاي فتح تحقيق جنائي حول التزوير وانتقدت اللجنة الانتخابية لانها اعلنت النتائج "مبكرا".وابطلت اللجنة الانتخابية الافغانية المستقلة ربع اصوات الناخبين في اقتراع شهد نسبة امتناع عن التصويت مرتفعة (نحو 60%) والغت انتخاب 24 مرشحا افادت النتائج الاولية عن فوزهم.من جهة اخرى دعا نحو عشرين خبيرا دوليا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تغيير استراتيجيته والتفاوض مع حركة طالبان بدلا من مواصلة الهجمات العسكرية التي لم تؤد سوى الى مفاقمة الوضع حسب تعبيرهم.وكتب 23 باحثا وصحافيا ومسؤولا عن منظمة غير حكومية تعمل في افغانستان في رسالة مفتوحة موجهة الى اوباما نشرت امس الاول السبت، "نطلب منكم السماح ودعم الحوار واجراء مفاوضات مباشرة مع اعضاء في طالبان الافغانية المتواجدين في باكستان" ، وبين موقعي الرسالة الباحثان الفرنسي جيل دورونسورو والايطالي انتونيو جيوستوتزي والصحافي الباكستاني احمد رشيد.وياتي نشر الرسالة قبل بضعة ايام من نشر البيت الابيض تقييما لاستراتيجيته في افغانستان وفيها يدعو الموقعون اوباما الى تغيير استراتيجيته من خلال تسليط الضوء على فشل الهجمات العسكرية التي تنفذها القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في ولايتي قندهار وهلمند، ابرز معقلين لطلبان.وكتب الموقعون ان "الحرب تكلف اليوم الولايات المتحدة وحدها اكثر من 120 مليار دولار وهذا لا يمكن ان يستمر على الامد البعيد. الخسائر البشرية تزداد" لا سيما بين الجنود الغربيين. واضافت الرسالة "على الرغم من الثمن الهائل المبذول، لا يزال الوضع على الارض اسوأ مما كان عليه قبل سنة لان حركة تمرد طلبان حققت تقدما في البلاد" ، واعتبر الموقعون ان العمليات التي تنفذ في الجنوب لا تفيد سوى في "القضاء محليا وبصورة مؤقتة على اعراض المرض، ولكنها لا تعالجه"، وفي ظل "الدعم النشط الذي توفره باكستان لطلبان من غير الواقعي المراهنة على الحل العسكري".وفي هذه الظروف، لا يرى الخبراء من حل سوى "التفاوض للوصول الى حل" مع قيادة طلبان إفساح المجال للأميركيين مغادرة البلاد "مع الحفاظ على مصالحهم الامنية"، طالما ان حركة طالبان "اعربت عن رغبتها للتحاور" مع الولايات المتحدة ، واعتبر الخبراء انه من الافضل عدم التأخر في بدء هذه المفاوضات لان "طلبان ستصبح أقوى العام المقبل".
الغاء نتائج الانتخابات الافغانية وارد وخبراء يدعون للتفاوض مع "طالبان"!

نشر في: 12 ديسمبر, 2010: 05:36 م