السليمانية/ السومرية نيوزنفذت محافظة السليمانية حملة لجمع التواقيع دعماً للمثقفين والمؤسسات الثقافية العراقية بعد دخولهم في مواجهة مع السلطات الحكومية ببغداد على خلفية قرار لوزارة التربية بمنع تدريس مادتي المسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة، وقرار مجلس محافظة بغداد القاضي بإغلاق محال الترفيه، فيما قال احد منظمي الحملة إن المشاركين في الحملة سينظمون أنشطة أخرى لدعم المثقفين.
وقال بيان حمل توقيع العشرات من الفنانين والإعلاميين والمثقفين وناشطين في المجتمع المدني، نقلته"السومرية نيوز"أمس الأحد، إن"الهجمة الظلامية الشرسة التي تقودها مجموعة من دعاة القبح ضد الجمال والإبداع في العراق ما هي إلا امتداد لقرارات صدام التي حافظت هذه المجموعة على استمرار وجودها وفعلها في الحياة العراقية".وكانت الحكومة المحلية للعاصمة بغداد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، عن رفعها دعوى قضائية ضد مؤسسة المدى كونها شجعت اتحاد الأدباء على تسيير تظاهرة ضد قرارها بإغلاق محال بيع الخمور في العاصمة.ولفت البيان إلى أن"محاولات تحويل العراق إلى ثكنة قروسطية لثقافة الكراهية وإقصاء الآخر المختلف، لا تشكل معركة على مستوى الحريات الشخصية فقط، بل إنها معركة الوجود الإنساني ضد محاولات التدجين والقولبة، وهي معركة الجمال أينما كان ضد القبح كيفما كان". واختتم البيان"...ها نحن فنانو ومثقفو كردستان نعلن تضامننا معكم في معركتنا المصيرية من اجل إنقاذ الجمال في وطننا العراق وندعوكم للنضال تحت شعار"يا جماليي العراق اتحدوا".وقال الصحفي سيروان غريب وهو احد منظمي الحملة لوكالة"السومرية نيوز"،"نشعر بالخطر تجاه الحملة التي تشنها بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية ضد مثقفي العراق ومؤسساته الثقافية والإعلامية"، مؤكداً أن"حملة المثقفين بدأت بجمع التواقيع ولن تتوقف هناك بل ستتبعها خطوات مدنية قادمة للتضامن والنضال المشترك من اجل الدفاع عن قيم الجمال في وطننا".وقالت إحدى الموقعات على البيان الصحفية نياز عبد الله،"لا يمكن لنا كصحفيين إلا أن نقف مع زملائنا ومثقفي العراق في معركتهم المدنية"، مبينة أن"ما تنادي به بعض الجهات الآن في بغداد كانت تبنته جهات في الإقليم في السابق، إلا إن النضال والنشاط المدني افشل تلك المحاولات". بدوره، قال المسرحي هورين غريب"ما نسمع ونرى في القنوات الإعلامية شيء مريب في بلد بنى الحضارة والفن والجمال"، مشيراً إلى أن"من يتعمق في التاريخ الإنساني والفني والإبداعي لهذا البلد لن يجد تراجيكوميديا كالتي نراها الآن"، حسب قوله.وكانت وزارة التربية بالحكومة قد قررت في وقت سابق من الشهر الجاري منع تدريس مادتي المسرح والموسيقى بمعهد الفنون الجميلة وقررت عدم السماح للطلبة الجدد بالتقدم للدراسة بقسمي المسرح والموسيقى للعام الدراسي الجديد، كما قررت إزالة التماثيل الموجودة بالمعهد، وواجه قرار الوزارة حملة انتقادات واسعة في الوسط الثقافي والفني ومن وسائل إعلامية.وكانت شخصيات وجهات دينية عراقية عارضت إقامة مهرجان بابل الثقافي العام الحالي وضغطت باتجاه تغيير جدول برامجه، كما اعترض الوقف الشيعي في البصرة على عروض السيرك العالمي في المدينة فاضطرت إدارته إلى إيقافه.وكانت مديرة مؤسسة المدى الثقافية غادة العاملي أكدت في حديث سابق لوكالة"السومرية نيوز"، استعدادها لرفع دعوى قضائية ضد رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي إثر تهديده بإغلاقها واتهامها بملء العاصمة بغداد بمحال بيع الخمور غير المجازة، معتبرة أن قرار إغلاق محال المشروبات الكحولية والنوادي الليلة"غير مدروس"، كما أشارت إلى احتمال رفع أكثر من 500 قضية ضد الزيدي بشكل فردي أو جماعي.وكان العشرات من المثقفين العراقيين اعتصموا، الجمعة قبل الماضية، في شارع المتنبي المخصص لبيع الكتب وسط العاصمة العراقية بغداد لإعلان رفضهم قرار مجلس محافظة بغداد، فيما وقع أكثر من 2000 شخص بيانا يطالب السلطات الثلاث بإلغاء تلك القرارات التي اعتبروها محاولة لإعادة الحياة إلى الوراء والتزاما بقرارات النظام السابق، كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها"بغداد لن تكون قندهار"، و"الحريات أولا". وكان مجلس محافظة بغداد قد قام في السادس والعشرين من تشرين الثاني الماضي، بإغلاق جميع النوادي في بغداد بحجة أنها لا تملك إجازة بممارسة المهنة، فيما رد مئات المثقفين العراقيين على القرار المذكور باعتصام في شارع المتنبي وسط العاصمة، كما وقع أكثر من ألفي شخص بياناً يطالب السلطات الثلاث بإلغاء القرار الذي اعتبروه محاولة لإعادة الحياة إلى الوراء عبر تطبيق قرارات النظام السابق.يذكر أن هيئة السياحة والآثار العراقية كانت أعلنت، في نيسان الماضي، أن إغلاق محال المشروبات الكحولية طال تلك التي لا تملك الترخيص منها فقط، مؤكدة في الوقت نفسه أنها متوقفة عن إصدار التراخيص الرسمية لمحال بيع المشروبات الكحولية منذ العام 2003.
السليمـانيـة: حملـة لمنـع تحويـل بغداد إلى ثكنة للكراهية والإقصاء
نشر في: 12 ديسمبر, 2010: 07:28 م