أربيل/ كوناتتميز مدن إقليم كردستان العراق بمناظر سياحية طبيعية فضلا عن حركة اعمار وتطوير كبيرة في مرافقها الخدمية والسياحية والترفيهية ما يجعلها مصدرا لاستقطاب الأجانب والعراقيين من بقية مناطق البلاد.ولا يزال هناك الكثير من ثروات العراق لم يستغل بعد بسبب الظروف العصيبة التي مر بها هذا البلد ومن بين هذه الثروات المخزون الاستراتيجي في كردستان الذي يتمثل في قطاع السياحة.
وقال الأستاذ في جامعة صلاح الدين في أربيل الدكتور خليل إسماعيل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان السياحة في كردستان"تعد مخزونا اقتصاديا قد لا يقل أهمية عن الثروة النفطية والزراعية ولكنه لم يستثمر بشكله الصحيح".وأضاف: ان كثرة المصطافين في العامين الأخيرين لم تقابل من قبل السلطات بالاهتمام المناسب للمرافق السياحية.وتوقع أن يحتل إقليم كردستان موقع الصدارة في مجال السياحة بين دول جوار العراق معتبراً بيئة الإقليم مهيأة لاستقطاب كبريات الشركات العالمية للاستثمار السياحي.ولفت الى ان التحدي الكبير الذي يواجه جذب الاستثمارات السياحية هو القوانين النافذة غير انه استدرك قائلا ان"قانون الاستثمار الأجنبي الذي اقره البرلمان وحكومة الإقليم سيسهم في تحقيق هذا الهدف".وتطرق الى بعض التسهيلات التشجيعية أمام الاستثمار السياحي وخصوصا ما يتعلق بالضرائب لأن المبالغ الضخمة التي تستثمر في القطاع السياحي لابد ان"يقابلها تسهيلات كي تجد طريقها الصحيح".وألمح الى ضرورة تبني حكومة الإقليم موضوع التنوع في المشاريع السياحية الحديثة وعدم الاعتماد على تأهيل المشاريع القائمة فقط وتوزيعها وفقاً للبيئة السياحية المطلوبة، لافتاً الى ضرورة تشجيع القطاع الخاص لعمل شراكة حقيقية مع الشركات العالمية.وبدوره قال وزير البلديات والسياحة في إقليم كردستان سمير عبد الله لـ(كونا) ان"الفترة الماضية شهدت تزايداً كبيراً لأعداد السياح الذي قدموا الى إقليم كردستان للاصطياف".وتابع:"فقد كثرت أعداد السائحين القادمين الى كردستان من وسط وجنوب العراق، مبيناً انه على الرغم من كثرة المناطق السياحية فإنها لم تستوعب تلك الأعداد الغفيرة من السائحين ولم نتمكن من استقبال جميع المصطافين".وأضاف: ان"وزارة البلديات والسياحة الكردستانية وضعت خطة طويلة الأمد لإنعاش الواقع السياحي ودعم قطاع السياحة في إقليم كردستان وفقا للتخطيط العمراني الا اننا لا نملك علاجا سريعا للمسألة في الوقت الحاضر.وواصل"ما نستطيع فعله الاستمرار في تنفيذ المشاريع السياحية وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال على بناء المرافق السياحية ولذلك نستطيع خلال العامين المقبلين استقبال أعداد أكثر من السياح لأن أعداد الفنادق ستزداد خلال المرحلة المقبلة".وتعد منطقة كردستان بفضل موقعها الجغرافي المميز وجمال طبيعتها من أجمل المناطق السياحية التي يرتادها الاف المصطافين خلال مواسم السياحة حيث تحتوي على منتجعات سياحية في مدنها الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك) وتستقبل أعداداً كبيرة من السائحين العراقيين الذين يقصدون الإقليم بعيدا عن الوضع الأمني المتردي في مدنهم وطلبا للاستجمام والراحة.والى جانب الحدود الواسعة لإقليم كردستان مع مناطق وسط وجنوب العراق فانه يحتوي على مطارين دوليين في أربيل والسليمانية يسهمان في استقبال السائحين فضلا عن النقاط الحدودية البرية التي تحد الإقليم بدول الجوار كتركيا وإيران.وهذه المصايف تتوزع على محاور ثلاثة هي محور مدينة دهوك حيث مصايف شمال المدينة وهي (زاويتة وسوارتوكا وآشاوا وأينيشكى وسولاف والعمادية)، ثم مصايف الشمال الغربي وأبرزها (زاخو وشرانش وشينافا).أما مصايف أربيل فتمتد شمالاً حسب التسلسل (صلاح الدين وشقلاوة وبيخال وكلي علي بك وجنديان) وفي السليمانية توجد (سرجنار وأحمد آوا وبنجوين).وتستقبل هذه المصايف سنويا عشرات الآلاف من المواطنين من خارج المنطقة خاصة من وسط وجنوب العراق حيث كان يصعب عليهم زيارتهما بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 بسبب التغييرات السياسية والحصار المفروض على البلاد.وبحسب الإحصاءات بلغ إجمالي عدد السياح القادمين من وسط وجنوب العراق فضلا عن إيران خلال عطلة عيد الفطر الماضي 123000 سائح وزار نحو 20 الف سائح من مناطق جنوب ووسط العراق محافظة السليمانية فضلا عن 6 الاف مواطن إيراني فيما زار نحو 73 الف سائح من محافظات الجنوب والوسط محافظة أربيل فضلا عن 500 سائح إيراني بينما استقبلت دهوك 24197 سائحاً وزائراً.