اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ثلاثُ قصائد

ثلاثُ قصائد

نشر في: 13 ديسمبر, 2010: 04:56 م

عواد ناصربروفايل حسّون أمريكيمن شُرفتِهِ،يأخذُ هيأةَ جنرالٍ يأمرُنا بالثورةِ
هذا الدانديُّ المتقمّصُ وطناً مشكوكاً فيهِ،يدخلُ غرفتَهُ ليصفّفَ شعرَهْثم يعودُ ليأمرَنا، ثانيةً، بالثورةْ، يهبطُ من شرفتِهِ المصبوغةِ بالعلَمِ الأمريكيّمصطحباً كلباً مليونيراً يُغري صاحبَه بالنومِ على أهدابِ طفولتِنافتقدمْ.يتقدم حسّونُ الأمريكيُّ المأخوذُ بشمسٍ لم يرَها من قبلُ.تقدّمْ،يتقدّمُ عبرَ الناظورِ الألكترونيِّ العابرِ للعوراتْ. يتقدّمُ  الحسّونُ بهاتِفهِ النقّالِ ويأمرُنا، ثالثةً، بالثورةْ. ما كانَ الأمريكيُّ أخاً أو أختاً نتقاسمُ معه/ معها المقهى والنردَ وكأسَ العرقِ المغشوشْ،بل كانَ علامةَ عصرٍ من دونِ رتوشْ،فتقدمْ،يتقدمُ مبتسماً للبرديّ المكسورِ الظهرِ بعاصفةِ الصحراءْمبتسماً للعدساتْ،للذكرى،فتقدّمْ،يتقدّمُ في شُريانِ القنطرةِ الريفيّةِ حتى طيارِ الـ  CNNفتقدمْ.هذا وطني يلجأُ في وطنِكْ.سيمائي معتمةٌ والأبيضُ بعضُ سجاياكَ،فأنّى لكَ أن تتبرّأُ من غطرسةِ الدانديِّ المحمولِ على الدبابةْفاختلطتْ أشجاني في شجنِكْ؟لندن 9 تشرين الثاني1996rnخديجةُ هي السببُrnخديجةُ التي تسببتْ بكلِّ هذهِ القصيدةْ:طيرٌ عراقيٌّ، بشعْرٍ أسود، حطَّ على منارةِ الكنيسةِ القريبةْهنا، بٍغربِ لندنَ، البنتُ توطّنتْ،فامتدًّ عنقُ البائعِ الهنديِّ نحوَهاومدّ عازفُ الجازِ، قليلاً، جملةَ التتويجِ علّها أو ليتَها،لكنّها لمّا تزلْ هناكَ، بالقربِ من الله، دلالاً أنثويّاً بينَ غيمةٍ وغيمةٍ،وسائرُ المارةِ في الغبارِ يعمهونَ والوصلُ الذي ينشدُهُ شبابُ هذهِ المدينةْ (مدينةُ الضبابِ  والصيفِ القصيرِ والحاناتْ)ضربٌ من الخيالِ والخيباتْ.خديجةُ انفصالُ ساحلٍ عن ساحلٍ وطفلةُ الرحيلِ من بلادِ الماءِ والنخيلِ، خديجةُ انتظارُ امرأةٍ طويلْ هنا "هنا" في هذهِ المدينةِ البعيدةِ البعيدةْحيثُ اغترابُ الموتِ والحياةْوحَيرةُ الناسِ أزاءَ ما يجعلُهمْ بُناةَ مُدنٍ جديدةْلكنما خديجةٌما عَبَأتْ بكلِّ من يدعو إلى منفىً أقلّ قسوةٍ فالنهرُ، حيث خلفته، لم يزلْ يبلُّ ذيلَ الثوبِ، في الصندوقِ كحلٌ أخضرٌ ودميةٌ وبعضُ مرآةٍ، هناكَ أيضاً،لم يزلْ في ركنِ بيتٍ ضيّعتْ عنوانَهُ، ثَمّ مكاتيبُ غرامٍ من شبابٍ لم يعودوا يعشقونَ، مثلما كانوا،لأنّ الحربَ غيّرتْ شكلَ أياديهمْ، (أيدي الجنودِ، غالباً، ترابْ)وبينَ كلِّ حُلُمٍ وحُلُمٍ جسرٌ من الحرابْ.يبقى "الشبابُ" الشقر في أرصفة المدينة البعيدة يرَوْنَ في خديجةٍ صيفِ فلكلورٍ عراقيٍّ يلوحُ فوقَ قبّةِ الكنيسةِ القربيةْ،وفوقَهمْ خديجةٌ، هناكَ، في أعالي المدنِ الغريبةْ تعيد إنتاجَ خيالٍ غابرٍيكتظُّ بالغرامِ في أزقّةٍ فقيرةٍ ظلّتْ، هناكَ، عند مدنٍ تطردُ كلَّ ذي حلْمٍ صغيرٍ أوشكتْ دنياهُأن تكونَ زورقاُ من الورقْ.تهبط ُمن قبَّتِها، خديجةْ مثقلةً بكلِّ أعباءِ العلوِّ والرؤيةِ من فوقٍإلى فضولِ الجارِ والجارةِ والحبيبِ والشقيقْ،لا أمّهاتِ، ههنا، يقعدْنَ عند البابِ، لا ناسَ، ولا أطفالَ يلعبون في الطريقْ،شوارعٌ من الضبابِ والعواطفِ المترجَمةْ.تهبطُ من قبّتِها خديجةْفلا ترى غيرَ صحارى مُعتِمةْتمضي إلى غرفةِ كلِّ يومٍ،تنامُ في سريرِها ولا تنامْ، بعد مشقّاتِ وأوجاعِ الوقوفِ خلف مكتبِ المبيعاتِ، انتهى الدوامُ والزميلاتُ ذهبنَ (كلٌّ معْ زميلٍ أو صديقٍ أو حبيبٍ) نحو حانةٍ أو مرقصٍ  في عطلةِ الأسبوعِ،وهي تعودُ تارةً إلى غروبِ الذاكرةْ، وتارةً إلى مشاريعِ حقولٍ خاسرةْ،تنسلّ تحت جودليةٍ(هي كلّ ما تبقّى.. من وطنٍ فاشلْيضربُهُ الشرطةُ والأحزابُ والفاشيستُ والحصارُ والقنابلْ).تُسْلِمُ ذاكَ الجسدَ المُمْعِنَ بالنعناعِ والخذلانْإلى إلهٍ غاشمٍ يكيدُ للغزالةْ. لكنّما خديجةْتفركُ راحتيْها،في لحظة الحَيرةِ بين الصّمتِ والزلازلْ.لندن 1995rnالموديلُrnتأتي، كلَّ خميسٍ، لتؤدّي ما فاضَ من الجسدِ التعبانْ،تجلسُ،تنهضُ،تزحفُ نحو المطبخِ لتُعِدَّ القهوةَ (وهي تريدُ الشايَ)(حشّاشةْ)كان حليبُ القنينةِ أزرقَ جدّاً(مغشوشْ).. ويتمتمُ شخصٌ ما يعبرُ نافذةَ المرسمْ.- "المطعمْ"؟- من قالَ "المطعمْ"؟حشّشنا؟تستلقي فوقَ الصوفاثمّ تلفُّ لها نَفَسَاً من عُشبِ السَحَرَة،تخلعُ، بادئةَ بالتي – شيرتْ،اشتبكتْ خُصُلاتُ الشعْرِ بسحّابِ السروالْ.هناكَ التي – شيرت البنيُّوالسروالُ الجينزُوالكيلوتْ/ الخيطُوحمّالةُ ثديينِ شريدينِتحتكُّ بظهر الكرسيِّ الأنتيكْفأعجبُ من ذاكَ الكرسيِّتحتكُّ بهِ حمّالةُ نهدينِ شريدينِولا يغضبْ!هلْ ثمّةَ لعبةْ؟حيثُ الخُصُلاتُ المشتبكاتُ وقد حررها المشطُ العاجُ من السحّابْ،أُدْركُ ما يحجبُهُ العريُ العريُ الغامضُ عن عاداتِ العينْ،إذْ تنفصلُ الأنثى عن صورتِها الأولى،بينا تختضُّ الذاكرةُ/ الأنثى فرْطَ عواء الماضي والحاضرِ والمستقبلْتغدو الأنثى غبَشاً مبلولا.فنجانُ القهوةِ ي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram