TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بعد ان غزت الأسواق معادن أخرى..سوق الصفافير مهدد بالانقراض

بعد ان غزت الأسواق معادن أخرى..سوق الصفافير مهدد بالانقراض

نشر في: 13 ديسمبر, 2010: 06:46 م

بغداد / سها الشيخلي  انغام رتيبة لا تخطئها الاذن ، و لا يمكن ان تسمعها الا في سوق الصفافير، عمادها  المطرقة والسندان  ،  وتضيع كل الاصوات بين ذلك الضجيج المحبب ، وهناك أمثال عديدة  على ضياع الأصوات في خضم ذلك الضجيج ! ونحن نتجول في  السوق  تنقلنا ضربة مطرق  من يد فنان حاذق،  الى اقدم اسواق بغداد العباسية ،
  حيث صناعة الصفر المطاوع  لتكون لوحات النحاس المنقوشة بنفائس الآثار التاريخية العراقية  ، يعود تاريخ السوق  الى العصر العباسي المتأخر ، عندما كانت انية المطبخ للبيت البغدادي تعتمد معدن الصفر ، الا ان معادن اخرى نافست الصفر منها الألمنيوم والفافون ، ودخلت الماكنة ،  لتغيب مهارة الأنامل ورهافة الحس ، ما جعل غالبية الصفارين الحرفيين يغادرون هذه المهنة ، كما ان عدم الاستقرار السياسي غيب السواح عن المجيء الى بغداد والذين تستهويهم تلك الصناعات اليدوية الشعبية .صناعات اندثرت تعد صناعة الصفر من اقدم الصناعات الشعبية في العراق ، كما عرف سوق الصفافير بقبلة السواح قبل عقود من الزمن ،  الا ان السوق في الوقت الحاضر يشهد انحساراً كبيراً بسبب الحروب وأعوام الحصار والوضع الأمني المتدهور ، وقطع أجزاء من  شارع الرشيد وجعله ممرا واحداً ، عند زيارتنا للسوق وجدنا بضعة محال فيه مفتوحة ، ولكن بدون مطارق ولا ازدحام  ، وكغيرها من الصناعات الشعبية اليدوية فقد نافست الماكنة اغلب تلك الصناعات وليست صناعة الصفر فقط ، بل هناك صناعة السجاد اليدوي مثلا وصناعة العباءة الرجالية والفينة والسدارة  التقينا الحاج أبو محمد احد أقدم الصفارين الذي حدثنا عن مهنة الصفارين القديمة فقال : قبل بداية الالفية الثانية كانت مادة الصفرالمادة الرئيسة في صناعة اواني الطبخ ،وكانت تجرى باليد وتعتمد المهارة والدقة ، كما كانت هناك أوانٍ انقرضت الان وهي ( الركية ) التي تستخدم من قبل النساء لحمل ادوات الاستحمام من (  ليفة ، صابونة ، حجر الحمام ) وهي عبارة عن نصف كرة معدنية  تنغلق على بعضها مكونة كرة معدنية منقوشة بالزهور والاشكال الهندسية الجميلة ، وكانت متواجدة في كل بيت لانها من هدايا العرس والتي تقدمها الام لابنتها عند الزفاف ، والانية الاخرى التي انقرضت هي  المشربة وتسمى ايضا المصخنة والبكمة  وهي انية نحاسية تستخدمها النساء لنقل الماء من النهر الى البيت ، اما الهاون فهو على نوعين الاول يستخدم لطحن حبات القهوة ويكون متوسط الحجم والثاني اكبر بحافات عالية ويستخدم ل ( دق الكبة ) الى جانب   ( السماور) الذي يستخدم لغلي ماء الشاي  ، ويشير ابو محمد الى ان الحكومة في العهد الملكي قد منعت استخدام اواني الصفر لانها غير صحية وتصيب مستخدميها بالتسمم ، وعن انواع الصفر يقول ابو محمد انه على نوعين الصفر الاحمر والصفر الابيض ، واسم الصفر الاصلي هو النحاس الاحمر ، وطالب ابو محمد الجهات المعنية  بالاهتمام بهذه الصناعة الجميلة التي تعتمد على المهارة والحس الفني المرهف. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

ذي قار تستعد لإطلاق النسخة الثامنة من مهرجان مصطفى جمال الدين

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

4 أفلام عربية من بينها العراقي كعكة الرئيس مرشحة لجائزة الأوسكار

النصير وخضير في قراءة لجغراقية المكان والسلطة

ريلز... عمل مسرحي ميساني يلهب شارع المحافظة الثقافي

مقالات ذات صلة

حسين الأعظمي: تراث بغداد الموسيقي صامد أمام التكنولوجيا والعولمة

حسين الأعظمي: تراث بغداد الموسيقي صامد أمام التكنولوجيا والعولمة

 متابعة المدى   أكد سفير اليونسكو للمقام العراقي، حسين الأعظمي، اليوم الأحد، أن المقام العراقي نشأ في البيئة البغدادية ومنها انتشر إلى العالم ،فيما أشار إلى أن المقام العراقي قادر على الصمود أمام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram