اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بغداد تغرق على شعر السياب.. والحكومة المحلية تفشل فـي أول اختبار لخدماتها الشتوية

بغداد تغرق على شعر السياب.. والحكومة المحلية تفشل فـي أول اختبار لخدماتها الشتوية

نشر في: 13 ديسمبر, 2010: 07:01 م

بغداد/ وائل نعمة تصوير/ ادهم يوسف زخات المطر تصاعدت وتيرتها بعد غروب شمس يوم الاحد،حتى تثاقلت قطراتها وتحولت الى كرات ثلجية صغيرة،استبشر البغداديون خيرا،سيما بعد ان تاخر الشتاء،واختفت اصوات الرعود المنذرة بالمطر.نام البغداديون على اصوات تساقط القطرات التي اخترقت حاجز الجفاف،وروت ارض المدينة ومزارعها الجافة،وابتلت السطوح والمنازل،واغتسلت الارصفة والشوارع.
وبعد ساعة من ازدياد المطر بدأت بوادر الازمات،حيث انقطع التيار الكهربائي في معظم مناطق المدينة،وغطى بغداد جنح الظلام،بعد ان رفض اصحاب المولدات الاهلية تشغيلها و تسارع الساكنون في عمارة باحدى مناطق الكرادة الى ابو حيدر،صاحب المولدة،بعد ان تاخر في تشغيلها وصوتها لم يعلُ كالمعتاد،وتساءلوا عن سبب عدم تشغيلها،فكانت اجابته"لا يمكن تشغيلها اخاف من المطر"!. انقلاب فرحة المطرانقلب ليل بغداد من فرحة المطر الذي طال انتظاره،الى معاناة الظلام والاوحال وغرق الشوارع بالمياه،حيث اشار ابو علي احد ساكني عمارة الكرادة قائلا"الكهرباء انقطعت بعد هطول المطر،والمولدة لن تعمل مع المطر،وكل هذا مفهوم ولكن انقطاع الماء الصافي امر غير مفهوم". ارتضى الناس بانقطاع الخدمات وقضوا ليلتهم بدون اعتراضات لان المطر كان قد انساهم معاناتهم،خصوصا بعد ان استمتعوا بمنظره،لكنهم تفاجأوا حين خرجوا في الصباح للذهاب الى مدارسهم ودوائرهم وانصراف الجميع الى اعمالهم،بان باب البناية مسدود،ليس بفعل فاعل،وانما لتجمع الامطار فقد اغلقته مياهها،وابتكر راضي حارس العمارة،طريقة جديدة لاخراج الساكنين،ان وضع مجموعة كراسٍ بالقرب من سياج البناية وتأرجح الناس فوقها وكانهم في سيرك.rnسيرك الكرادةعلق احد المارة وهو يشاهد صعود الشباب والنساء على الكراسي،قائلا"نشكر الجهات البلدية التي جعلتنا نشاهد السيرك في كل منطقة من مناطق بغداد بعد ان حرمنا منه بسبب قرارات مجلس المحافظة".وحين خرجوا الى الشوارع وجدوها قد امتلأت بالمياه نتيجة هطول الأمطار وتحولت إلى بحيرات صغيرة بسبب ضعف شبكات المجاري وقدمها، ما ادت الى انتشار تجمعات مائية ومسطحات طينية،ولم يخش المطر الممزوج مع مياه المجاري التي وجدت الفرصة مناسبة لتطفح من الدخول الى المنازل في احياء كثيرة من العاصمة.البغداديون شاهدوا ومنذ صباح يوم امس كيف استباحت مياه الأمطار حرمة البيوت دون سابق انذار، بالتزامن مع تلكؤ المجالس البلدية في تدارك الأزمة قبل حدوثها،وانشغال مجلس محافظة بغدادالذي تقع عليه مسؤولية متابعة الدوائر الخدمية،بكيل التهم والتهديدات وكبت الحريات،فيما عزا احد المواطنين قيام مجلس المحافظة بشن هجمات متتالية على حرية المواطن المراد منها اشغال المواطنين بقضايا اخرى وتحويل انتباهم عن سوء الخدمات المقدمة في العاصمة.rnالمحافظة تغطي فشلهافقد اكد لؤي محمود،طالب جامعي،"تعمد مجلس محافظة بغداد ورئيسه الزيدي بتحويل انتباه المواطن البغدادي الى جهة اخرى وابعاده عن قضايا الفساد والرشوات والمحسوبية والمنسوبية التي تضرب اطنابها في كل ارجاء المجلس،ويحاول بشتى الطرق ان يغمض عين المواطن عن تشخيص الاخطاء والاهمال في الجانب الخدمي".وبالطبع ان الجهات البلدية ومجلس محافظة بغداد، سباقون في نشرالاعذار التي تسببت باغراق شوارع العاصمة،والتي يقول عنها المواطن سلمان حمزة بانها قد اصبحت (اسطوانة قديمة)،ويشير الى"ان الجهات المسؤولة"ستتذرع كعادتها بقلة عدد آلياتها وقدم شبكات التصريف، وصعوبة التنقل ودخول الاحياء الضيقة،ويقتصر دورها على سحب المياه من التقاطعات والشوارع الرئيسة والأسواق العامة".rnجولة صباحيةنحن بدورنا انطلقنا في جولة صباحية لتفقد مناطق العاصمة،وبالطبع لم نرغب بالذهاب الى مناطق بعيدة اقصى شرق وغرب العاصمة،لاسباب من ابرزها الخوف من ان (نغرز) سيارتنا المتواضعة بالطين،ونكون بحاجة الى عجلة اخرى لتسحبنا،كما اننا لانملك (شفل) لنقتحم الشوارع الطينية،اضافة الى اننا لم نرد الذهاب الى مناطق العبيدي والكمالية وحي طارق والمعامل والزعفرانية،خوفا من ان تتهمنا الجهات المسؤولة ومجلس المحافظة باننا نركز على مناطق خارج التخطيط العمراني،ومناطق (حواسم) والساكنين والمتجاوزين على خط الانابيب النفطية وغيرها من الاتهامات الجاهزة.لذلك قررنا ان لانبتعد كثيرا عن مركز المدينة،وكانت محطتنا الاولى شارع الصناعة وبالتحديد شارع 62،وكانت الزحامات في ذروتها،اعتقدنا اننا نقف بسبب وجود سيطرة كما اعتدنا في حالات مشابهة،وبعد ان انتظرنا قرابة الساعة تبين ان السيارات تسير مجبرة بخط مستقيم وبسرعة السلحفاة بسبب مياه الامطار!لم ننتظر بعد ذلك،نزلنا لنصور ونلتقي مع المواطنين،ولم يكن المشهد يسر الناظر حيث تجمعت السيارات بخط مستقيم وتسير ببطء والمياه تعلو اطاراتها،واخريات قد تعطلن في وسط المياه ونزل اصحابها ليدفعوها خارجا.وانتقد المواطنون أداء الجهات المسؤولة في المحافظة، وعدم اتخاذها إجراءات كفيلة بإنهاء معاناتهم مع تساقط الأمطار، حيث قال احد اصحاب المنازل الذي انتابته الحيرة في انتخاب الطريق الافضل لكي يخرج باقل الخسائر،بعد ان اغلقت المياه مداخل ومخارج المحلة 906 وازقتها،2،3،مرورا بكل ازقتها وانتهاء بزقاق17 و19 واخريات لم يسعفن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram