بغداد/ النحات نداء كاظمسمعنا مؤخراً ان لدى محافظة بغداد وأمانتها نية في القيام بصيانة وتجديد نصب الحرية الذي يشكل ابرز معالم بغداد الجمالية، وان الصيانة ستتم بعد انزال النصب وترميم ما تضرر من أجزائه وتغيير بلاط ارضيته وبعد ذلك معالجة قاعدته وتدعيمها ومن ثم اعادة رفعه من جديد، ويرى المختصون من الفنانين التشكيليين ان صيانة النصب واعادة تعبيد ارضيته ليست مهمة يسيرة بحيث يمكن لكوادر المحافظة والامانة القيام بها بنجاح كامل، ولابد من استقدام شركات عالمية  متخصصة، زائداً لجنة تضم عددا من النحاتين والمهندسين والتقنيين كذلك، حيث يقوم الاخيرون بتقدير الاوزان بنحو علمي دقيق.
إن نصباً مثل نصب الحرية يشكل ثروة قومية نادرة لاتتكرر، وينبغي عند التصدي لمهمة صيانته الاخذ بالاعتبار جملة تحضيرات واحترازات، وليس كما فعلت امانة بغداد قبل فترة باسناد النصب من الخلف بالحديد الذي يعد من المعادن القابلة للصدأ والتي لاتتواءم طبيعتها مع طبيعة المعدن الذي صنع منه النصب، وهو معدن البرونز المضاد للصدأ، كما ان مبدع النصب الفنان جواد سليم كان قد أشرف بنفسه على تعبيد ارضية النصب بنوع خاص من الآجر وهو من نوع حجر(التفترينا) الذي تتخلله ثقوب صغيرة أضفت عليه مسحة جمالية فريدة، كما ان هناك تشوهات فنية شابت حوض النافورة التي تقع عند مسقط النصب، والتي دفنت مؤخراً وطليت بنوع من الطلاء البالغ القبح، يضاف الى ذلك قيام العاملين في أمانة بغداد بغسل النصب بين فترة وأخرى بالماء بواسطة مايسمى بـ (الصاروخ) الذي يلحق كثيرا من الضرر بقطعه، أما الساحة التي تحيط النصب فهناك تشوه بصري لا يليق بمكان كهذا اذ تقف فيها سيارات حكومية عدة وبنحو عشوائي، كما ان سائقيها يقومون بغسلها وغسل ارضياتها وينشرون قطع الارضيات المغسولة على اسيجة النفق المقابلة للنصب بطريقة خرقاء..أخيراً نتمنى على القائمين على تنفيذ هذه المهمة الوطنية الاخذ حرفياً بالملاحظات اللآنفة حرصاً وحفاظاً على رمز حضاري وجمالي كبير.