TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > بصحتك يا عراق"يا حسين بضمايرنا"

بصحتك يا عراق"يا حسين بضمايرنا"

نشر في: 14 ديسمبر, 2010: 08:26 م

 هاشم العقابيالامام الحسين ليس بطلا دينيا، وحسب، كما يتصور البعض، انما هو عند العراقيين بطل شعبي بامتياز. واقعة كربلاء تحولت في ادبنا ووجداننا الشعبيين الى ملحمة عراقية منحت شعراءنا وادباءنا وحتى فنانينا منبعا ساخنا وملتهبا للابداع، فصار ابطال كربلاء يعيشون بيننا رموزا للثورة ورفض الذل والطغيان. وفي المقابل منحنا وقفة كربلاء ما تستحقه ويكفي انها شكلت احد اسباب مسحة الحزن المبدع وغير المنكسر في مجمل عطائنا الادبي والفني خاصة في اغانينا واشعارنا.
واستطيع القول جازما ان واقعة كربلاء لو لم يقدر لها ان تكون على ارض العراق لما ظلت حية وطازجة في صفحات التاريخ الى اليوم. لقد تحمل العراقيون من الظلم وقدموا من التضحيات في سبيل احياء مناسبات عاشوراء شعبيا ما قد يفوق، في بعضه، ما تحمله اصحاب الحسين من ظلم واضطهاد.لقد عرّق العراقيون ملحمة كربلاء التي جاء بطلها من الجزيرة العربية. وجعلوا من زينب رمزا عراقيا للمرأة العراقية فلم تكن عند العراقيين اختا للحسين، فقط، بل أخت لكل عراقي شهم وثائر ونبيل مهما كان دينه او حزبه او مذهبه. كذلك جعلوا من ام القاسم ابن الامام الحسن رمزا للأم العراقية:تبني البيت لامك والجعيدة امك تصابحني وتجيب الواجب بصمكأليست وكأنها هي تلك (العمارتلية) التي ترى فيه عاملا كادحا يرفع رأس امه حين يعمل ويضع ما يحصل عليه من اجر بيديها لتظل"جعيدة"البيت؟ صورة عراقية شعبية لا علاقة لها بما حدث في كربلاء، لكنه خيال الشاعر العراقي الحر.وصيرنا رموز كربلاء ابطالا في اغاني اطفالنا ورقصاتهم:المن هل الكبه العالية أم عمودين؟بيها العباس يا خية والحسينأقول هذا ولا انكر ان في قلبي حسرة والماً شديدين وانا أقرأ اليوم اسماء تكتب هنا وهناك تدعو باشد كلمات الارهاب رعبا لخنق حريات الكتاب والادباء الأحرار الذين كان لهم الفضل الاول في غرس محبة الحسين ابي الأحرار في نفوس العراقيين. اقلام لأسماء ما كنا نعرفها تجاهر بقتل المثقفين ومؤسسة المدى واطفاء شمعتها كي يمعنوا في نشر الظلام والخوف. أحدهم يعيرنا ويقارن تظاهرات الحريات اولا في المتنبي وساحة الفردوس بتظاهرات المنادين (يا حسين) ويكاد يهددنا بها. ومع احترامي، له كانسان، لكن جهله انساه ان لا فرق بين التظاهرتين فكلاهما تتغنى بالحرية وتنشدها، واحدة تتخذ المسيرة السلمية والأخرى سلكت طريق اللطم والمواكب. ويمعن، هذا الذي نتمنى ان يهديه الحسين لصواب السبيل، فيشتم المنادين بحقهم للعيش بحرية ويصفهم بالقول:"وعجبي يزداد لحمقى يريدون لماكرينا ماكرينا تحل محل يحسين بضمايرنا؟؟؟ وعجبي يزداد لحمقى صدقوا كذبتهم بانهم ترجمان الشعب وثقافته". طبعا لا اعرف سر وضعه ثلاث علامات استفهام بعد جملته الأولى، لكني اسأله هل تعرف من كتب قصيدة"يحسين بضمايرنا"؟انه من مجموعة تظاهرة"الحريات اولا"والذين اسميتهم بتخلف"عركجية"، واهداها لمن نسميهم بأدب واحترام"المسيرات الحسينية"لتعبر عن لسان حالهم. ايها المخدوع ان شاعر يحسين بضمايرنا يقول مخاطبا الامام الحسين:افرض يجتذبنا الكاس ويسحرنا هوى التجديدافرض نلتهي نقامر ونتصرف بلا تقييدشما تفرض بعد يحسين شما نعمل بعد و نزيدفلماذا لم تسمها انت ومن معك"قصيدة العركجية"؟ وهل انت اكثر حرصا على الدين والحسين من الشيخ ياسين الرميثي، رحمه الله، الذي القاها وكرر مقاطعها هذه اكثر من مرة؟هذا ما قدمه"صاحبنا"للقواعد الشعبية"التي هددتنا بها، فما الذي قدمته لهم انت؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram