اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > العراق: شابات يكسرن المألوف ويتمسكن بهامش الحرية

العراق: شابات يكسرن المألوف ويتمسكن بهامش الحرية

نشر في: 14 ديسمبر, 2010: 08:27 م

 عن: لوس انجلس تايمز"بان" فتاة عراقية تبلغ الخامسة عشر من العمر، من المعجبين بفرقتي غوث و تويلايت الموسيقية الامريكيتين تدخل الى المدرسة مغلفة رأسها بوشاح وجلباب وهي تعلق على صدرها قلادة الجمجمة وتصبغ اظفارها باللون الاسود وما يماثلها من اشياء. في احدى المدن الواقعة في وسط العراق حيث النساء تخفي انفسهن وراء العباءات واربطة الرأس السوداء
كانت بان ترتدي اللون الاسود الخطأ فهي تحب الملابس الغامقة والقفازات المفتوحة عند الاصابع والقمصان الفضية المطرزة بالفراشات فهي قد صبغت اظفارها باللون الاسود لكي يتماشى مع ظلال العيون. بان تحب موسيقى البانك العاطفية التي تنتمي الى نوع من الثقافة الثانوية تتماشى مع التيار السائد في بقية أجزاء العالم لكن هذا التيار بالتأكيد لايسير هنا وهي تقول ذلك بأي من تلك الطرق من خلال ولعها باغاني تلك الفرقة. انها ثنائية الوجود من خلال ابتهاجها بسماع تلك الاغاني وضجرها من هذه الحياة فهي تقول كاي فتاة بعمر 15 سنة في اي مكان في العالم فهي تتململ وتضحك في ذكر فرقتها المفضلة وتتباهى بتحديها قبل ان تحمر خجلا من ان تفكر باعتبارات المجتمع.  هذه الفتاة ذات الاصل البغدادي فخورة بأن تدعو نفسها اول فتاة من محافظة جنوبية تناصر موسيقى البانك وفي مدرستها الخاصة كانت تناقش زميلاتها في ان يتبعن طريقتها في هذا التمرد العقلاني حيث تبدو احذيتها الرياضية التي تبدو من خلال سيرها بالجلباب.  تقول بان عن نفسها بانها فتاة من بغداد وتبدو قصتها تلائم النوع الكلاسيكي للفتاة الجديدة في تلك المدينة ماعدا ما يتوضح من انتقالها الى هذا المكان على خلفية العنف الطائفي وهي تشرح التأثيرات الدينية والغربية التي دخلت الى العراق في اعقاب اسقاط صدام عام 2003 حيث كانت مجرد فتاة صغيرة.  في ذهن بان كان كل شيء جميلا في بغداد قبل تصاعد وتيرة العنف الطائفي فعائلتها كان لديها انترنت وتلفزيون مرتبط بالقنوات الفضائية لكن عائلتها التي كانت تسكن في جنوب غرب بغداد ارتفعت فيها وتيرة العنف في بدايات عام 2007 حيث جرح والدها حينما اطلق رجال مسلحون النار عليه وهو في سيارته بعد ذلك حذر الجيران والديها بانهم على قائمة الذين سيقتلون لذلك هربت هذه العائلة الى هذه المدينة حيث يعرفون انهم سيكونون بامان ووالدها الذي يعمل طبيبا سيجد عملا هناك. وقد عاشت بان واختها دينا في غربة في هذه المدينة لأن الجيران لم يرحبوا بهما كثيرا كما يفعلون في بغداد لذا فان الاختين تحسان بفقدان صديقاتهما هناك. في بداية تواجدهما في المدرسة كانت زميلاتهما تثيران غيضهما لأنهما كانتا تلبسن الصندل في المدرسة وليس الأحذية كبقية الفتيات في المدرسة وبسبب ان والدتهما وليس والدهما هي من توصلهما الى المدرسة بالسيارة فان الطالبات تستهزئ منهما بالقول"هي فتاة من بغداد". مدرسات بان في المدرسة اجبروها على ارتداء الحجاب وخلال سنتها الثانية في المدرسة غدا الأمر اكثر سوءاً فقد امرتها المدرسات هناك بارتداء العباءة حيث تقول لقد بدا كل شيء حراما هنا مثل صقل الأظفار والمكياج كل شيء ممنوع". تبدو بان مكتئبة وقد منعت من استخدام الانترنت بسبب الاغاني تقول"ان الخوف في عقولنا فقط لكنه مسيطر دائما.. علينا ان نجفف دموعنا فنحن شيء بريء ولطيف".في رحلة العودة الى بغداد في زيارة سألت بان عمتها الأكبر سنا في ان سماع اغاني البانك هو امر حسن فاجابت بانه كذلك ثم قامت بزيارة لصديقة قديمة ترتدي ملابس الجينز والسوار الجلدي الاسود وقد سر الاثنان باللقاء لأنهما على نفس التواصل من محبة اغاني فرق البانك. في ذلك اليوم قامت بان بتسريح شعرها واشتريا ملابس جديدة وعلامات الجمجمة والمسامير اللاتي كن يشاهدنها عبر الانترنت وكانت صديقاتها في بغداد قد ضحكن من حذائها القديم الى ان قامت بشراء واحد جديد وحتى اختها دينا التي كانت مرتاحة في ذلك الجو قد ساعدت بان في تغيير اسلوب لبسها من جديد.  لقد تركت بان دينا المولعة بالحجاب الارجواني تقوم بتدريبها على نوعية الملابس التي سوف ترتديها فهي تدعوها"نقطة تفتيش الملابس"تتمنى دينا ان تعود عائلتها الى بغداد لكنها تعرف ان ذلك امر خطر جدا في الوقت الحالي وتقول عن نفسها انها مجرد فتاة تستمع الى الموسيقى مضيفة"نحن فقط في حاجة الى متنفس لكي نعبر عن انفسنا وان نكون احرارا من الضغوط التي نواجهها في حياتنا، انا اعرف انني فقط في الخامسة عشر من العمر لكن هناك الكثير مطلوب مني ايضا". ترجمة: المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram