اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بالعربي الصريح :خشية على أبواب كربلاء

بالعربي الصريح :خشية على أبواب كربلاء

نشر في: 14 ديسمبر, 2010: 08:30 م

علي عبد السادة أخشى على كربلاء في عاشورائها من سراقٍ وطلاب سلطة ومهندسي محاصصة وعرابي تزوير ومحترفي دكتاتوريات ، تعصبوا، اليوم، بالسواد وسينزعوه عند أول صفقة دسمة. أخشى على كربلاء الحسين ان يقول"احدهم"انه خرج، مستعيرا الطف، للاصلاح.
أخشى أن يختلط بكاء المساكين الشاكين ضيم المتسلطين بجبين معقوف على الشبابيك، بصوت الفخورين بنعم الكراسي وهي تتماثل أزقة واحياء دفنتها الازبال وغطت وجوه ابنائها باليأس والانتظار.أخشى على كربلاء ان تضيق بهم.. اولئك المتكاثرون على الحصص. اخشى ان تقول لنا في يوم الطف: تذكرتم الشعائر ونسيتم العبر. غاليتم في (السواد) ونكثت وعود (السواد) في اول الموسم.والخشية فن العقلاء في أحتساب الطريق، واشارة المصلحين على حماية الفكرة، وذوق الضعفاء في مجابهة الطغاة، وسليقة المساكين في تخييل النعيم. لكن الخشية من بعض، معظم، أغلب النافذين الحاكمين يشبه الرعب مكتنزا الوجوه من طوفان جبار يهم علينا ليأكل زرعا وهنا نامله، ولا نزال، مكانا، دولة، تصون مواطنتنا المستهدفة. خشيةٌ كهذه تدفع كربلاء، وهي درس الثوار وحرف الاصلاح، الى الغضب. فهل من خائفين مختشين.والخشية، مع انفجار الفساد واشتعال نار الحصص في غرف تحلل خنق الناس وتكبيلهم، صارت قلقا. والقلق من دخان اصل ناره بين جلي: أنهم يرفعون لافتة الطف لتزوير الاصلاح، ويتقلدون شارة كربلاء لتشريع الظلم والطغيان، ويمسحون الجبين بدموع جاهزة لتدوير العقول وخداع البصر. أي قلق هذا؟ الم تكن الخشية، لوحدها، أقل وطأة من الصمت على تحريف العبر، تحريف الطف.الخشية تكبر وتصير هما ثقيلا؛ كيف للناعين والنائحين، وهم يأملون حيزا كريما للحياة، ان يجابهوا، اليوم في كربلاء، وجوها ترتكب إدامة الحال المائل؟ أي قلب واسع تحمله كربلاء: تستقبل الخطائين وقابضي الرشى من بابها الواسع. فهل من مختشين؟والخجل فن التواضع ساعة السمو، وعادة الشامخين ساعة الحزن، وتقليد المتصوفين في ايام الرخاء. وفي كربلاء، حيث تمر ايام الجور واستثقال الازمات، اسأل الحسين خجل الفاسدين. أسأله صدمة الظالمين بهاوية المظلومين، قناعة الجائرين بوشاكة الغضب، صدمة أذان القابعين في صالونات السلطة بخيم النازحين، بطون تجار الحرب بعيون صغار شاحبين يلعب الهواء باحشائهم.أسال الحسين، مستعيرا طفه الكبرى، بلداً يكبر بالجميع، أ ثمة تعايش يربطنا بحبل السلام ويطرد عنا سوء المفرقين والمميزين وجور المكبلين وصناع القيود والحواجز والخنادق.أساله عراقا واسعا هادئا ملونا منوعا، أساله عراقا يعرف الطف فيأخذ الاصلاح وتيرة الحياة، ويستعير الغضب عينا شزرة في وجه المتسلطين.. أساله، مع خشية من هؤلاء، مختشين خائفين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram