متابعة/المدىعلاج العراقيين في الهند بدأ يزداد مقارنة بالحال قبل سنوات قليلة حيث كان يندر ان تسمع بعراقي يطلب العلاج هناك، وجاء بعد انفتاح العراق على العالم سياسيا واقتصاديا وعلميا بعد اكثر من عقدين من الانغلاق، وهو يأتي في مواجهة العلاج في الدول العربية المجاورة وخاصة سوريا والأردن، التي تستقطب آلاف العراقيين سنويا، وقد ازداد عدد الذين يتوجهون للعلاج في الهند في السنوات الأخيرة بسبب تقدم الطب هناك والأسعار المناسبة مقارنة بما موجود في أوروبا أو حتى عدد من الدول العربية.
المواطن يوسف نصار، يقول: “لم يكن لدي وقت كاف لأنتظر اللجان، فقد بدأ قلبي يرسل إشارات الخطر، وكان يجب علي أن أسرع حسب رأي أطباء عديدين، لذا أجريت اتصالات بصاحب مكتب يعمل بالتنسيق مع المستشفيات الهندية، وأنجز اتصالاته سريعا وذهبت الى هناك بعد يومين من استخراجه التأشيرة، وسارت الأمور بشكل جيد والحمد لله”. ويقول يوسف وصفي، صاحب مكتب تنسيق مع مستشفيات الهند “اعمل منذ ثلاث سنوات في هذا المجال، والأمر كله حدث بعد أن ذهبت مرافقا لوالدي للعلاج في إحدى مستشفيات ابولو في مدراس، إذ أبدلوا له مفصل الركبة وبقيت فترة طويلة هناك، اتفقت بعدها مع احد المكاتب في الهند، بأن انسق معهم لإرسال مرضى من البصرة إلى الهند”،ويضيف “أرسل كل ما يتعلق بالمريض من تقارير، لكي يعرضها المكتب على المستشفى والأطباء الاختصاص، ومن ثم يحدد المكتب كلفة العلاج أو العملية، وكل الأمور الأخرى من ترجمة ونقل من والى المطار، ومن ثم استخرج تأشيرة للمريض ومرافقه واستوفي أجوري من المكتب المقابل”،ويشير وصفي إلى أنه “يرسل ثلاثة مرضى شهريا كمعدل للعلاج إلى الهند”.ويعلق مدير صحة البصرة، على التوجه للعلاج في الهند، انه “بعد تحسن الوضع المعيشي والازدهار المادي والسياسي، فكر بعض الناس بالتوجه للعلاج في الخارج، خصوصا أصحاب الأمراض التي لا تتوفر لها علاجات هنا، كعمليات فتح القلب والأورام”، مستدركا “لا بأس بسفر البعض الذي يجد حاجة حقيقية ومبنية على نصيحة طبيب اختصاص، ولكن البعض يقلد الآخرين، والكثير منهم لم يوفقوا في العلاج هناك”.ويقول مريض آخر (ع . ن) الذي سافر إلى بومباي لإجراء عملية في العمود الفقري، قائلا أنا: تعرضت للكثير من المشاكل في بومباي، أولها أن المكتب الذي يقوم بترتيب بعض الأمور الإدارية تقاضى مبلغا كبيرا، أي بقدر مبلغ العملية على الرغم من أن المكتب لم يقم بتوفير الكثير من الأمور ومنها المترجم.وأضاف: كما واجهت صعوبة بالغة في قضية الأكل، إذ طوال رقادي في المستشفى لم أتناول سوى البسكويت، بسبب سوء الأكل، أو الأصناف الغريبة التي لم نعتد على تناولها، كما تعرضت لسرقة من قبل مرافقي الهندي الذي سرق مني 200 دولار أثناء وجودي في العملية”.ويقول مدير صحة البصرة رياض عبد الأمير: من خلال الكلام المتواتر فان الطب متقدم في الهند، لكن في المستشفيات الخاصة حصرا وليس على وجه العموم، واعتقد ان مستشفياتنا العامة أفضل بكثير من مستشفيات الهند العامة”، مضيفا “هناك قانون في وزارة الصحة بإرسال الحالات المستعصية أو التي ليس لها علاج داخل البلد الى الخارج حسب استشارة طبية ، وحسب قرار اللجنة المشكلة في بغداد”.فيما ينقل مسؤول شؤون الأجانب في مستشفى ماكس في العاصمة نيودلهي أيمن عبد الرحمن صورة اخرى عن الطب في الهند والرعاية التي توفر في مستشفياتها، قائلا بلهجة عربية صافية لا تشوبها أي لكنة هندية: نستقبل المرضى العراقيين منذ سنتين برغم أن مستشفانا أسس قبل 14 سنة، وعدد ما نستقبله شهريا نحو 450 مريضاً من العراق وأوروبا ودول الخليج.
ازدياد طلب العراقيين للعلاج فـي الهند

نشر في: 18 ديسمبر, 2010: 05:18 م