كاظم الجماسييعرف حق المعرفة، أبناء الشرائح الأكثر مظلومية من بين شرائح مجتمعنا، كيف ان عسر الحال كان حاجزا صلدا ليس أمام رغباتنا الإنسانية في حدود تطلعاتها الطفلية المتواضعة، وإنما امام الحصول على ما يكفي الحاجات الأساسية لمفردات معيشتنا اليومية، من مأكل ومشرب وملبس وغيرها.
ومثلما كانت أمهاتنا ماهرات بدرجة الامتياز، في اختلاق التبريرات المختلفة في اجوبتهن على فيض أسئلتنا المحرجة والمتتابعة، كنا ماهرين أيضاً في اصطناع التصديق، لا بل الدهشة والإعجاب!كان الفقر لازمة ترتبط برباط وثيق وتفاصيل أيامنا، فقد كانت اللحوم بشتى انواعها زائرا شحيحا لموائدنا، والملابس الجديدة محظور تواجدها طوال أيام السنة ، اما الحصول على بعض انواع الفاكهة والعصائر والحلويات فضرب من البطر المستهتر.ولما كنا نلتئم حول صينية الغداء، كانت عيوننا ترنو الى قطعة اللحمة المطبوخة التي يكتنز بها ماعون المرقة الخاص بالحجي، ومن كان منا جريئا ومد اليها اصبعا وبخته الحجية( ولك.. رجع ايدك، هذا سهم ابوك... خطية هلكان النهار كله بالشغل..)..اليوم نحن أفضل حالا سوى ان مسؤولي دولتنا الجديدة معظمهم يعوزهم الالتفات لمصالحنا،فلعل وعسى.
مجرد كلام
نشر في: 18 ديسمبر, 2010: 05:20 م