TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أكاديميون تحت خط الصفر

أكاديميون تحت خط الصفر

نشر في: 18 ديسمبر, 2010: 05:41 م

محمود  النمر ربما تأخذنا هذه التسمية  الى انزياحات أخرى في  عملية الفهم المعرفي للبدايات الاولى  للمعرفة  ، المعرفة التي تتسع يوماً بعد آخر الى فضاءات متسعة، كالمتسعات الكهرومغناطيسية التي تتخذ كل يوم حجماً آخر وشكلا ً وطرقا أخرى في عملية التطور النوعي لتلك المتسعات من خلال العقل النموذجي صاحب الاكتشافات الهائلة والقدرات التي احدثت انقلابات في عالم المعرفة الآلي والمعلوماتي ،وخلق شفرات جديدة تستوعب، ثم تخلق  عوالم او تدخل عوالم او تستبق اكتشافات ومسميات جديدة لم تصلها البشرية بعد.
تلك هي نقطة الارتكاز المعرفي للانسان الذي بدأ  الى ان وصل  ذروة التطور الحضاري واجتياز مناطق كانت بعيدة جداً عن مخيلته،  ولكنه تمكن من الوصول اليها عبر العمل والتفكير الدؤوب والمتواصل في كسب المعلومة عن طريق التجربة والاصرار ومواصلة طرح اسئلة بالحدس والتطور الفكري والنوعي في عملية فهم ما يدور من حوله .هكذا تطور الانسان باكتساب القيم المعرفية سواء كان  ذلك  بالعلم التكنولوجي او العلوم الاخرى ومنها الابداعية والجمالية ،حتى توصل الى عالم ( الكومبيوتر المدهش ) حيث حقق انتقالة هائلة في الحياة البشرية التي تختزل  لنا المعلومة وتعطيها جاهزة بلا أي عناء في البحث سوى ان تكتب اسم الموضوع المطلوب وتضغط على كلمة (searh)، أي ابحث وهذا هو الامر الذي اعتبره من وجهة نظري الشخصية هي بداية التمكن من الوصول الى سرعة الضوء المعلوماتية وليست التحولية ،واقصد  بالتحولية هي  الاستحالة من حالة الى حالة اخرى والعبور الى مناطق مختزلة بسرعة الضوء الذي مايزال الانسان يبحث عنها وسيصلها في يوم ما.العقول المتوثبة بالعلم والمعرفة والخيال تجعل  من هذا  الخليط الثلاثي  مختبراً ذا  أبعاد تحتوي درجات وعي ودوافع للتقدم  في مجالات  كسر الابواب المغلقة  وفتح العوالم التي مازالت مبهمة ولم يسلط عليها الضوء الزمني الذي يريد الانسان ان يصل الى هذا السر الذي نصله بالخيال فقط .إن ما أريد أن أقوله هو ان عقولاً تدريسية على مستوى من الوعي المعرفي المنهجي المكتسب من خلال سنوات الدراسات الاكاديمية واكتسابها الشهادات وهي:  البكلوريوس او الماجستير او الدكتوره او ربما الاستاذية ، وتبوأت تلك الرؤوس المنهجية مراكز مهمة في التعليم  وبقيت تدور في فلك تلك المناهج لم تخرج عنها ولم تطورها، وتحاول جاهدة ان  تحجّم  كل من يسمح  لنفسه من الطلبة او الاساتذة الذين يبحثون عن الانفلات من قبضة  هذه  المناهج ليطرحوا إبداعاتهم او  نظرياتهم  خارج  منطقة الحرم الجامعي (المقدس)، وتلك هي محنة المثقف الطالب والاستاذ .العقول المنهجية لم تحاول ان تواكب التطورات الهائلة التي حدثت في العالم واحدثت قفزة علمية او إبداعية في علوم الفنون الجمالية وبقيت تراوح في مكانها متكئة على تلك المناهج القديمة .إن فهم المدارس والمناهج الجديدة من قبل الاساتذة الذين كانوا ضمن دائرة فهم التحولات والحركة مع عجلة التطورات وهم قلة يسكنهم هاجس الإبداع كانت  لهم مفاهيم  اخرى في المجالات كافة في الابداع الجمالي او التكنولوجي ،لذلك بقيت أسماؤهم وكتبهم في ذاكرة القارىء اولا ًوالباحث عن مواطن الجمال او المعرفة ،وأوعز ذلك الى ان هؤلاء أساساً هم  في دائرة الابداع قبل ان يتحولوا الى اساتذة فكانوا ينابيع للمعرفة ،أمثال: عبد الجبار عبد الله وإبراهيم جلال وعناد غزوان وجواد علي  ومصطفى جواد وعلي جواد الطاهر ومنير بشير وجواد سليم ومحمد غني حكمت والقائمة تطول وعذراً لمن لم أذكرهم ،هؤلاء خرجوا عن نمطية  المناهج واسترسلوا مع عجلة الابداع والخروج من شرنقة المعلوماتية الجاهزة .الذي يثير  دهشتي  عنما أسمع  أن الاكاديميين  في الغرب يواظبون على  دراساتهم وتجاربهم   وتحليلاتهم  في جميع المجالات  كي يحصلوا على  معلومة جديدة او شهادة اختراع او طريقة  معرفة  في اسس الفلسفة  او الادب او الفنون  الجمالية الاخرى .وختاماً لماذا تبقى جامعاتنا عرضة لتجارب ميتة  سلفاً، تنطمر فيها التطلعات الجديدة والخلاقة ،وعصية على فهم الآخرين في البحث والاستنتاج والتقصي ، ربما هي العقول التي لاتتوهج من جديد لتبقى فقيرة تحت خط الصفر !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram