TOP

جريدة المدى > الملاحق > محللون:إقالة متكي تعكس وجـود صراعات داخلية

محللون:إقالة متكي تعكس وجـود صراعات داخلية

نشر في: 18 ديسمبر, 2010: 05:50 م

 المدى/ تقرير ومتابعة اخبارية أثار القرار الصادر عن الرئيس الإيرانيّ الاسبوع الماضي  والقاضي بإقالة وزير الخارجيّة منوشهر متكي، وتعيين – بالإنابة - رئيس البرنامج النووي الإيراني علي اكبر صالحي مكانه والذي وصفه متابعون للشأن الايراني  بـ"الغريب" و"المتسرّع" ، تكهنات على نطاق واسع تؤكد بحسب محللين سعيا من أحمدي نجاد لتمديد فترة حكمه المثيرة للجدل تجاه ولاية ثالثة لا يجيزها الدستور الإيراني في صيغته الحاليّة.
التحليلات والتكهنات بشأن قرار الإقالة  تعددت وتشعبت ، وبرغم الاختلافات في التقييم والتفسير، إلا أنّ الثابت بحسب المحللين في معظمها أنّ الإقالة تأتي على خلفيّة صراعات داخليّة يشهدها الفريق الحاكم المتشدد في جمهورية إيران الإسلاميّة ، لافتين  الى ان المثير أنّ قرار الإقالة انه جاء في الوقت الذي تدخل فيه إيران مرحلة جديدة من المفاوضات مع الدول الستّ الكبرى بخصوص ملفها النووي، وهي مفاوضات وإن كانت بسقف توقعات منخفض، إلا أنّ "الابتسامات الدبلوماسية" العريضة المتبادلة بين طرفي المفاوضات تشير إلى شبه تهدئة من الجانبين مع تفاؤل كبير من الغربيين بانّ "الحلّ السلميّ والتفاوضيّ" لملف إيران النوويّ لازال متاحا رغم العقوبات المشدّدة التي فرضت العام الجاري على طهران.وجاءت "الإقالة المفاجئة" لمنوشهر متكي عبر قرارين صدراً عن الرئيس نجاد يتضمنان "شكرا" للوزير المقال على العمل الذي قام به، و"تعيين" صالحي مكانه بالإنابة ، فيما لم يصدر أي تفسير لهذه الإقالة كما لم تصدر أي إشارات بشأن الخليفة المحتمل لمتكي الذي يجب أن يحظى بموافقة البرلمان.وبحسب الانباء الواردة من طهران فانه تمّت إقالة متّكي أثناء قيامه  بزيارة رسمية للسنغال، وتفيد بعض التقارير إلى أنه "فنّد" مزاعم إقالته ونفاها لأنه لم يعلم بها مسبقا، وخاطب نجاد وزيره المقال قائلا: " اشكر واقدر لكم عملكم وخدماتكم التي أديتموها طوال فترة عملكم في وزارة الخارجية...آمل أن تنال جهودكم الجزاء من عند الله وان تنجحوا في بقية حياتكم في خدمة شعب أمتكم الإسلامية".ورجحت بعض المصادر  أنّ إقالة متكي جاءت لسببين أولهما معركة الرئاسة المقبلة التي يبدو أن نجاد بدأ يستعدّ لها باكرا، وأول خطواتها إقالة غريمه متكي الذي لم يكن محسوبا على تيّاره ، اضافة إلى أنّ احمدي نجاد يريد أن يدعم حليفه سعيد جليلي وان يضع يده على السياسات الستراتيجية الخارجية والأمنية الإيرانية وهو ما يعني من وجهة نظر المحللين ان نجاد يعمل على  تشديد قبضته على الملفات الخارجية والمفاوضات النووية والأمن القومي الإيراني ، وهو ما سيتحقق مع إدارة علي أكبر صالحي لوزارة الخارجية خلفا لمتكي، وسعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي في إدارة السياسات الخارجية .ويذهب المحللون الى حد التاكيد  أنّ إقالة متكي تعكس سعي محمود احمدي نجاد لاستبعاد حلفاء رئيس المجلس علي لاريجاني عن مواقع القرار في الإدارة الحالية من اجل إضعاف لاريجاني، وتجريده من عناصر قوته قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصا أن متكي كان مدير الحملة الانتخابية للاريجاني ، مشيرين الى  ان هذا الاستهداف للاريجاني، مقابل تقوية صفّ سعيد جليلي ليكون هو المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية الإسلامية للدورة المقبلة في حال أخفق الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد في حمل المجلس التشريعي على تعديل الدستور للتجديد له لولاية ثالثة ، كاشفين عن ان إقالة متكي يمكن ان تكون إيذانا بفتح صراع الرئاسة المقبلة في الجمهورية الإسلامية، مع ما يعنيه ذلك من امكانية ادخال تعديلات  على الدستور الإيراني الذي لا يجيز لأحمدي نجاد الترشح من جديد لولاية ثالثة إلا بعد تعديل فقرات منه .ويعزّز جيمس رينولدز مراسل  هيئة الإذاعة البريطانيّة " بي بي سي" في العاصمة الإيرانية طهران هذا الرأي بقوله إنّ إقالة منوشهر متكي "لم تكن مفاجئة نظرا لوجود صراع على السلطة فيما بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وبين عدد من الوزراء في حكومته بشأن الاهتمام أكثر بالسياسة الداخلية على حساب السياسة الخارجية" ، لافتا إلى أن متكي لم يكن عضوا في المحادثات التي جرت بشأن هذه القضية مؤخرا في جنيف ومن ثم فمن الصعب تحديد مدى تأثير إقالته على هذه المحادثات التي سوف تتواصل في  كانون الثاني المقبل في اسطنبول بتركيا وقد لا يحضرها وزير الخارجية أيضا".الناطق باسم الخارجية الايرانية  قال في اعقاب اقالة متكي ، ان اقالة متكي  لن تؤدي الى تغيير في السياسة الخارجية الايرانية ، مؤكدا ان "سياسات ايران الكبرى تحدد على مستويات اعلى ووزارة الخارجية تنفذ هذه السياسات ، لن نشهد اي تغيير في سياستنا الاساسية" ، مضيفا بالقول "لا اعتقد انه سيحصل اي تغيير في السياسة النووية والمحادثات" مع القوى الست بخصوص البرنامج النووي الايراني.ومن الجدير بالاشارة ان علي اكبر صالحي الحائز على شهادة الدكتوراه من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة  ، لعب منذ سبعينيات القرن الماضي، دوراً مهماً في برنامج طهران النووي الذي كان أحد أسباب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram