الموصل/ نوزت شمدين مع انقطاع الماء عن عدد من أحياء مدينة الموصل، وتفاقم أزمة الكهرباء، تكون الخدمات الأساسية في المدينة قد دخلت غرفة الإنعاش مجدداً، وعاد المواطن الى خط البداية الأول، وهو يحمل قائمة احتياجاته اليومية غير الملبية، كوظائف يعتاش منها، وطرق مفتوحة يسلكها، ومفردات تموينية كاملة، وخدمة صحية تطمئنه، ووقود في متناوله، وشبكة مجارٍ صالحة، والأهم من كل ذلك، الماء والكهرباء معززة بامن غير موتور.
المواطن المتقاعد شامل ذنون، استغرب من عدم تمكن الحكومة المحلية من حل ولو جزء من المشكلات التي تعاني منها مدينة الموصل، بالرغم من المشاريع التي يقولون بانهم احالوها، خصوصا في ما يتعلق بالمجاري، والمياه الصالحة للشرب، فالأولى أثبتت قبل أيام انها بحاجة الى تبديل كامل في معظم مناطق مدينة الموصل، والثانية تحتاج الى إبدال أيضا في شبكتها المتهالكة، والتي تفضحها باستمرار التكسرات التي تخلف ينابيع تغطي الأرصفة والشوارع بالمياه، بينما هناك أحياء كاملة تنتظر قطرات منها. غانم محمد(53 سنة) يعمل في تصليح الاجهزة الكهربائية المنزلية، ذكر بان مشكلة الكهرباء تلاحقه في محل عمله، بعد ان نغصت عليه عيشته في البيت، وقال: إن " ساعتين في النهار، ومثلهما في الليل، لا تسد احتياجاتنا على الاطلاق، سيما وان المولدات الاهلية، لا تزودنا في أحسن حالاتها سوى تسع ساعات فقط، تبدأ من الثانية ظهراً وتنتهي مع منتصف الليل، مع ساعة استراحة بين كل ثلاث ساعات، وأنا اضطر الى نقل بعض الأعمال لإكمالها في المنزل، ولا اعرف الى متى سيستمر هذا الحال، ضيعنا أعمارنا ونحن بانتظار استقرار الكهرباء؟ وأضاف غانم: كنا معتادين على زيادة ساعات القطع المبرمج في الصيف، الان تغيرت الامور، واصبحت الكهرباء لا تفرق بين الفصول. مراد يحيى شاب جامعي يسكن في حي السكر شمال الموصل، ابدى كثيراً من الغضب إزاء قرار إنشاء محطة للنفايات قريباً من منطقته السكنية، وأشار الى ان المكان المقصود قريب من المستشفيات المتواجدة هناك، إضافة الى حي سكني، وقال: بدلا من تخليصنا من النفايات المتراكمة، الآن هم وجدوا طريقة في نقلها من أماكن أخرى إلينا! محاسن توفيق تعمل في محل للألبسة النسائية في حي الجامعة:" الوصول والعودة من محل العمل ياخذ منا ساعتين أو أكثر كل يومين مع ان منزلي في ذات الجهة التي يقع فيها محل عملي من المدينة، وقد قبلت هذه الوظيفة، بعد ان تم تسريحنا من عقود الاسناد، حتى انهم لم يعطونا رواتبنا المتأخرة، وكل ما فعلوه انهم يطلقون الوعود من دون اي تنفيذ، وردنا عليهم لن يكون الان، وإنما في الانتخابات المقبلة ! (المدى) نقلت تساؤلات المواطنين ومعاناتهم الى مجلس قضاء الموصل، والتقت زهير حازم رئيس لجنة الطاقة والخدمات فيه، وقد اكد زهير حق المواطنين في كل ما ذهبوا اليه وان الموصل ونينوى بشكل عام بحاجة الى الكثير من المشاريع الخدمية من اجل النهوض بمستوى الخدمات فيها، لكنه في ذات الوقت اشار على سبيل المثال، ان شبكة المجاري من منطقة وادي حجر حتى الطيران، وهي مسافة لا تتجاوز كيلو متراً واحداً، لكنها تشهد فيضانا عارما مع هطول الامطار، تحتاج الى مبلغ 18 مليار دينار لحل المشكلة، وتخصيصات دائرة المجاري لا تسد حتى ربع هذا المبلغ، ثم دافع زهير حازم عن محطة النفايات في شمال الموصل، التي سماها(المحطة الوسطية) وقال: ان اثنين منها سينفذ ان في الموصل، وسوف تقوم بخدمة كبيرة للمدينة خلال الفترة القريبة المقبلة، لان النفايات سوف تجمع هناك بواسطة الاليات، ثم يتم تحويلها الى ثلاثة اقسام لدائن وورق ومعادن، حتى المياه التي تستخرج سيتم الاستفادة منها مستقبلاً بعد ان يتم معالجتها وفق طرق علمية، وأوضح زهير حازم : النفايات لن ترمى في المنطقة لكي يلحق ضرر بالسكان او المستشفيات القريبة، وانما هي محطة تظل فيها النفايات بشكل مؤقت قبل نقلها الى مكان آخر، وعن الكهرباء، فاكد على ان المحافظة ومن خلال رفع التجاوزات على الشبكة الوطنية، استطاعت الحصول على ما يقرب من 100 ميكا واط، وان الانقطاعات الحالية سببها اعطال سيتم اصلاحها قريباً، وان الفترة القليلة الماضية كانت قد شهدت تحسنا ملحوظاً في الكهرباء.
مواطنون من نينوى: مشكلاتنا بحاجة الى حلول جذرية
نشر في: 19 ديسمبر, 2010: 07:02 م