بغداد / سها الشيخلي تصوير / ادهم يوسف الذهب ذلك المعدن الساحر، الذي يستهوي المرأة اكثر من اي شيء اخر في الحياة، فهو رغم كونه معدناً ثميناً الا انه صار منذ القدم اجمل زينة للنساء، وارق هدية ممكن ان تقدم لها، حتى بات منذ ازمان سحيقة مهراً يقدم للنساء ليدخل السرور الى قلوبهن،
 وكلما كان مهر المرأة ثمينا ويحتوي على قطع عديدة من المصوغات الذهبية كانت المرأة ذات منزلة كبيرة، هذا بنظر المجتمع ليس الا، وعرف من الاعراف لكنه لا يعني شيئا للكثيرات من النساء، ولارضاء ذوق المرأة تفنن الصائغ في صياغة قطع الزينة تلك لتاخذ اشكال حيوانات مثل الافعى الملتوية، او العنكبوت او أشكالاً من الطيور، وكل تلك الاشكال تعجب المراة حتى لتحتار اياً منها تفضل عند الشراء، وفي السابق كانت هناك اسواق عديدة لبيع وشراء الذهب، الا انها الان قد تناثرت في كل مناطق بغداد.   زينة وخزينة يتحدث إلينا الصائغ سامي علوان عن شغف المرأة في كل مكان بالذهب فيقول: لم تكن المصارف متعارفاً عليها في الازمنة السابقة، بل كان رب العائلة يخزن الذهب بشراء مصوغات عديدة لنسائه وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد، خزن المال على هيئة ذهب، وجعل الذهب زينة للمراة وبذا شاع كونه (زينة وخزينة)، وقد برع في السابق اليهود في صياغة وبيع الذهب، وبعد تهجيرهم الى فلسطين، اخذ بعض الصابئة يعملون بصياغة الذهب والفضة ايضا، الا ان تعرض محلاتهم الى عمليات سطو مسلح في بغداد وبعض المحافظات جعلت ابناء تلك الطائفة يترددون في عملهم، وحسب علمي فقد غادر بعض منهم العراق بعد تعرضهم الى تلك الهجمات، ويؤكد الصائغ علوان ان ذلك يعد خسارة لهذه المهنة التي برع فيها الاخوة ابناء الطائفة المندائية، وعن اقبال المرأة العراقية على شراء الذهب في الآونة الاخيرة اشار علوان، ان ذلك يعني ارتفاع المستوى المعيشي للعائلة، وان المرأة عندنا ذواقة وتبحث دائماً عن الجديد، وهذا الجديد قد غزانا مؤخرا وهو الذهب الاماراتي الذي يخضع الى العمل الميكانيكي بشكل كبير، وتدخل في صياغته الاحجار الكريمة منها (الزاركون، اللؤلؤ، الزمرد، الياقوت، الكهرب، الفيروز) وقد غزت اسواق الذهب تلك القطع الاماراتية وكذلك السعودية مع العلم ان الذهب العراقي بنظري الاكثر جودة والارق منظرا.  الغش في الذهب ويؤكد الصائغ عدنان في اسواق الكرادة ان الغش قد وصل الى الذهب ايضا، فهناك نوعان من الغش فاما يكون بالطلاء ولعدة طبقات بحيث لا يمكن التعرف عليه او التلاعب بنسبة خلطه مع النحاس وفق معايير ثابتة فهناك العيار (12، 14، 18، 21) ولغياب دور الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وعدم ختم المصوغات بوسم الجهاز صار التلاعب اما بمقدار العيارات او تزويرالوسم المعروف للجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، ويختتم الصائغ عدنان حديثه بالتوضيح على ان الذهب على نوعين الذهب الأبيض الذي لا يلاقي القبول لدى المراة العراقية والذهب الاصفر وهو الشائع الان.