متابعة/ المدىأعلنت وزارة النقل أنه مع تطور علاقات العراق الخارجية وتحسن الوضع الأمني بلغ عدد الطائرات المارة عبر الأجواء العراقية حوالي 500 طائرة يوميا بعد أن كان عددها 100 طائرة قبل أن تسلم الولايات المتحدة الأميركية الأجواء العراقية إلى الحكومة وكما قال وزير النقل عامر عبد الجبار لإذاعة العراق الحر مشيرا إلى أن إيرادات العراق المالية تجاوزت 53 مليون دولار سنويا.
وقال معاون مدير الخطوط الجوية العراقية ناصر حسين أن ذلك يأتي نتيجة لتطور الرقابة الجوية كما أن العراق يسير حاليا رحلات إلى غالبية الدول العربية إلى جانب بعض الدول الأخرى مشيرا إلى أن قضية الكويت تعيق مواصلة الرحلات إلى كافة العواصم الأوربية. معاون آخر لمدير الخطوط الجوية العراقية وهو علي حسين قال إن الحكومة العراقية تعاقدت مع شركات أجنبية منها شركة بوينغ لاستيراد طائرات سيتم تسليمها تدريجيا مشيرا إلى أن الخطوط الجوية ستقوم بتشغيل هذه الطائرات غير أنها لن تملكها.وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد على الجبوري أن التحسن في قطاع النقل الجوي يأتي نتيجة لتحسن الأوضاع السياسية والأمنية بينما بينت مديرة مركز البحوث الاقتصادية العراقي منى زلزلة أن هذا التطور ليس اقتصاديا فقط وإنما هو تطور امني وسياسي متمنية المزيد. وكانت سلطة الطيران المدني العراقي حققت مَعْلماً مهماً في الأول من أيلول عندما قام سلاح الجو الأمريكي بتسليم مسؤولية السيطرة على قاطع كركوك من الأجواء الجوية للبلاد من مستوى 15 ألف قدم وما فوق لسلطة الطيران المدني العراقي في مطار بغداد الدولي.يُشار إلى أن قاطع كركوك ‏‏من المجال الجوي يُشكل ثُلث المجال الجوي العراقي الكلي، والذي كان سابقاً تحت سيطرة سلاح الجو الأمريكي من قاعدة كركوك الجوية.من جانبها، صرحت الرائد جيمي فلاندرز بعد دقائق من تحول السيطرة على قطاع المجال الجوي الآنف الذكر قائلة،"تمثل الليلة مناسبة تاريخية كبيرة".من الجدير بالذكر أن الرائد فلاندرز تعمل كمخططة للمجال الجوي العراقي وتنتمي إلى عنصر التنسيق في الفرع الجوي من القوات.وحتى هذه اللحظة، تولت الحكومة العراقية السيطرة على المجال الجوي للبلاد ما فوق 24 ألف قدم أو ما يُسمى بـ"مستوى التحليق اثنان- أربعة- صفر".وفي حين أنه خضع المجال الجوي دون هذا الارتفاع لإدارة سلاح الجو الأمريكي انطلاقاً من مرافق التحكم بالحركة الجوية و الواقعة في كركوك وبلد.أما باقي المجال الجوي للبلاد لما فوق 15 ألف قدم فإنه لمن المقرر أن تتولى الحكومة العراقية السيطرة عليه في الـ1 من تشرين الثاني. ووفقاً لملحق شؤون النقل والمواصلات في سفارة الولايات المتحدة لدى بغداد السيدة جولي أبراهام فإن حكومة الولايات المتحدة تدعم العراق في بناء روابط وعلاقات مع باقي دول العالم. وإن نقل السيطرة على المجال الجوي إلى الحكومة العراقية في الوقت الذي تزداد فيه الحركة الجوية لهو أحد السبل في تحقيق ذلك. على صعيد ذي صلة، يعمل موجهو الحركة الجوية العراقيون جنباً إلى جنب مع طياري وأطقم سلاح الجو الأمريكي ومع مستشاري الطيران في سفارة الولايات المتحدة لدى العراق والمقاولين الأمريكيين من مجموعة واشنطن للاستشارات بهدف إعدادهم لتوفير خدمات آمنة للأجواء الوطنية العراقية.وتعاقدت سلطة الطيران المدني العراقي مع مجموعة واشنطن للاستشارات، والتي يقع مقرها في بيثيسدا بولاية ماريلاند الأمريكية، للمساعدة في عملية نقل مسؤولية السيطرة على الأجواء في البلاد ولإعداد موجهي الحركة الجوية من العراقيين لتولي السيطرة الكاملة على سائر الأجواء العراقية.ويرى المسؤولون الامريكيون إن نقل مسؤولية السيطرة على الأجواء العراقية إلى العراقيين يعد دليلا على الجهد المشترك العسكري والمدني الأمريكي واسع الناطق لبناء قدرة العراق ومساعدته في تحقيق الرخاء في المستقبل.